الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خطاب أثار جدل.. المستشار الألماني يشبه بوتين بـ هتلر| تفاصيل

الرئيس نيوز

في خطاب أثار جدلًا واسعًا داخل ألمانيا وخارجها، شبّه المستشار الألماني فريدريش ميرتز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالديكتاتور النازي أدولف هتلر، محذرًا من أن بوتين "لن يتوقف" عند أوكرانيا، تمامًا كما لم يتوقف هتلر عند إقليم السوديت في عام 1938. 

تصريحات ميرتز جاءت خلال مؤتمر حزبي في برلين، السبت، حيث استحضر التاريخ الأوروبي ليؤكد أن أي تنازلات أو تسويات مع موسكو لن توقف أطماعها التوسعية، بل ستشجعها على المضي قدمًا نحو دول أخرى في أوروبا الشرقية وفقًا لموقع بوليتيكو يورب".

وأوضح ميرتز أن القوى الغربية في ثلاثينيات القرن الماضي اعتقدت أن التنازل لهتلر عن إقليم السوديت سيمنع الحرب، لكن سرعان ما واصل احتلاله لبقية تشيكوسلوفاكيا ثم أوروبا بأكملها.

وبالمثل، يرى أن أي سقوط لأوكرانيا سيشجع بوتين على التوسع أكثر، معتبرًا أن المعركة الحالية ليست فقط دفاعًا عن كييف، بل عن أمن أوروبا بأكملها.

ولفتت صحيفة "أوكرانيا نيوز" أن هذا التشبيه التاريخي لم يكن مجرد استعارة بل رسالة سياسية واضحة، تهدف إلى حشد الدعم الشعبي والسياسي لمواصلة دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا، وإلى تحذير حلفاء ألمانيا في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو من مخاطر التهاون مع روسيا.

وتأتي تصريحات ميرتز في وقت بالغ الحساسية، إذ يشهد الداخل الألماني نقاشًا محتدمًا حول حجم الدعم العسكري والمالي المقدم لأوكرانيا، وسط ضغوط اقتصادية داخلية وتزايد الأصوات المعارضة لاستمرار الحرب. 

لكن المستشار الألماني أراد أن يضع القضية في إطار أكبر، مؤكدًا أن التراجع عن دعم أوكرانيا سيعني فتح الباب أمام تهديدات مباشرة لأمن القارة الأوروبية. 

في هذا السياق، قال بوضوح: "إذا سقطت أوكرانيا، فلن يتوقف بوتين هناك"، وهي عبارة لخصت جوهر خطابه ورسخت المقارنة مع هتلر في أذهان الجمهور.

وجاءت ردود الفعل على هذه التصريحات متباينة؛ ففي الداخل الألماني، رحب أنصار ميرتز بالمقارنة معتبرين أنها ضرورية لتوضيح خطورة الموقف، بينما رأى آخرون أن تشبيه بوتين بهتلر قد يزيد من حدة التوترات الدبلوماسية مع موسكو ويعقّد فرص الحوار. 

أما في الخارج، فقد لاقت التصريحات صدى واسعًا في وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية، حيث اعتُبرت مؤشرًا على تصاعد الخطاب السياسي في أوروبا ضد روسيا، وتحولها من مجرد خصم سياسي إلى تهديد وجودي.

وكما هو متوقع، فإن الكرملين من جانبه لم يتأخر في الرد، إذ وصف المتحدث باسم الحكومة الروسية تصريحات ميرتز بأنها "غير مسؤولة" و"محاولة لإحياء دعاية الحرب الباردة". 

وأضاف أن مثل هذه المقارنات تعكس "عجز الغرب عن فهم الواقع الجديد"، مؤكدًا أن روسيا لن تتراجع عن أهدافها في أوكرانيا. 

هذا الرد يعكس إدراك موسكو أن الخطاب الأوروبي بات أكثر تشددًا، وأن المقارنة مع هتلر تحمل دلالات رمزية قوية في الوعي الأوروبي، حيث لا تزال الحرب العالمية الثانية حاضرة في الذاكرة الجماعية.

ومن الناحية الاستراتيجية، تصريحات ميرتز تعكس قناعة ألمانية متزايدة بأن روسيا لن تتوقف عند أوكرانيا إذا نجحت في تحقيق أهدافها هناك. هذا الإدراك يدفع برلين إلى تعزيز موقفها داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، والدعوة إلى استمرار الدعم العسكري لكييف، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية الداخلية. 

كما أن الخطاب يهدف إلى تذكير الأوروبيين بأن التاريخ قد يعيد نفسه إذا لم يتم التصدي بحزم للطموحات التوسعية الروسية، تمامًا كما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي.

ويعكس الجدل الذي أثارته تصريحات ميرتز أيضًا التحول الأحدث في المزاج السياسي الأوروبي.

ففي السنوات الماضية، كان هناك من يفضل الحوار مع موسكو والبحث عن حلول وسط، لكن مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتزايد التقارير عن الانتهاكات الروسية، بات الخطاب أكثر تشددًا، وأصبحت المقارنات مع هتلر تجد طريقها إلى الخطاب الرسمي.

هذا التحول يعكس إدراكًا متزايدًا بأن الصراع مع روسيا ليس مجرد نزاع إقليمي، بل معركة على مستقبل النظام الدولي وأمن أوروبا.

ويسعى المستشار إلى حشد الدعم الشعبي لمواصلة دعم أوكرانيا رغم التحديات الاقتصادية. 

وخارجيًا، كما يوجه إنذارًا لحلفاء ألمانيا بأن التهاون مع روسيا سيؤدي إلى مخاطر أكبر على أمن القارة. 

وبينما أثارت التصريحات جدلًا واسعًا، فإنها تعكس قناعة أوروبية متزايدة بأن بوتين "لن يتوقف"، وأن المعركة في أوكرانيا هي معركة تخص مستقبل أوروبا بأكملها.