الأحد 14 ديسمبر 2025 الموافق 23 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بينهم شقيق حميدتي.. عقوبات بريطانية ضد 4 قيادات من "الدعم السريع" بسبب القتل الجماعي

الفاشر
الفاشر

أعلنت المملكة المتحدة فرض عقوبات جديدة على أربعة من كبار قادة ميليشيات الدعم السريع السودانية، في خطوة وُصفت بأنها رسالة قوية ضد الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في إقليم دارفور.

وتشمل العقوبات تجميد الأصول المالية وحظر السفر، وتستهدف قيادات بارزة بينهم عبد الرحيم حمدان دقلو، نائب قائد ميليشيات الدعم السريع وشقيق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

يأتي القرار البريطاني في أعقاب تقارير موثقة عن القتل الجماعي والعنف الجنسي الممنهج والهجمات المتعمدة ضد المدنيين في مدينة الفاشر.

أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن "هذه الفظائع يجب ألا تمر دون عقاب"، مشيرة إلى أن العقوبات تهدف إلى محاسبة المسؤولين ومنعهم من الاستفادة من النظام المالي الدولي.

منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شهدت مناطق دارفور موجات عنف غير مسبوقة. 

تقارير حقوقية وصحفية، بينها ما نشرته صحيفة الإندبندنت، وثّقت عمليات قتل جماعي بحق المدنيين في الفاشر، إلى جانب استخدام العنف الجنسي كأداة لإرهاب المجتمعات المحلية. 

هذه الانتهاكات دفعت بريطانيا إلى التحرك، خاصة بعد أن وصفت منظمات دولية ما يحدث بأنه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو ما جعل لندن ترى أن فرض العقوبات ضرورة أخلاقية وسياسية في آن واحد.

وشملت العقوبات أربعة من كبار قادة قوات الدعم السريع، أبرزهم عبد الرحيم دقلو الذي يُعتبر الرجل الثاني في الميليشيا. إلى جانبه، استهدفت العقوبات ثلاثة قادة آخرين متهمين بالمشاركة في عمليات القتل الجماعي والعنف الجنسي ضد المدنيين. 

ووفقًا لتقرير موقع "أفريكان نيوز"، فإن هذه العقوبات تعني تجميد أي أصول مالية لهم داخل المملكة المتحدة، ومنعهم من السفر إليها أو التعامل مع مؤسساتها المالية، وهو ما يحد من قدرتهم على الاستفادة من النظام المالي الدولي ويضعهم تحت ضغط دولي متزايد.

التقارير التي استندت إليها لندن، أكدت أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم واسعة النطاق، شملت القتل الجماعي بحق المدنيين في الفاشر ومناطق أخرى بدارفور، إضافة إلى العنف الجنسي الممنهج ضد النساء والفتيات، والخطف مقابل الفدية، حيث جرى احتجاز مدنيين لإجبار أسرهم على دفع أموال، فضلًا عن الهجمات المتعمدة على المدنيين بما في ذلك قصف أحياء سكنية ومرافق صحية.

هذه الانتهاكات دفعت الحكومة السودانية إلى اتهام قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية، مطالبة المجتمع الدولي بفرض مزيد من العقوبات.

العقوبات البريطانية تأتي بعد خطوة مماثلة من الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو في نوفمبر الماضي. هذا التنسيق يعكس تصاعد الضغط الدولي على قوات الدعم السريع، التي باتت تُنظر إليها كأحد أبرز معرقلات السلام في السودان. 

منظمات حقوقية رحبت بالقرار البريطاني، معتبرة أنه خطوة مهمة نحو محاسبة المسؤولين عن الجرائم، لكنها شددت على ضرورة أن تشمل العقوبات مزيدًا من القادة والكيانات المرتبطة بالدعم السريع، حتى يكون لها أثر فعلي على مسار الصراع السوداني.

وحمل القرار البريطاني عدة رسائل واضحة. فهو من ناحية يؤكد أن لندن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الجرائم ضد الإنسانية في السودان، ومن ناحية أخرى يهدف إلى إضعاف قدرة قادة الدعم السريع على تمويل عملياتهم عبر الضغط الاقتصادي. 

كما أن العقوبات قد تزيد عزلة قوات الدعم السريع دوليًا، لكنها قد تدفعها أيضًا إلى مزيد من التصعيد داخليًا، وهو ما يضع السودان أمام تحديات جديدة في مسار البحث عن السلام.

وتمثل العقوبات البريطانية ضد أربعة من قادة قوات الدعم السريع تصعيدًا دوليًا في مواجهة الجرائم المرتكبة في السودان.

وبينما ترحب منظمات حقوقية بهذه الخطوة، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان تنفيذ العقوبات بفعالية، وتوسيع نطاقها لتشمل جميع المسؤولين عن الانتهاكات.

في ظل استمرار الصراع الدموي، تبدو هذه العقوبات جزءًا من معركة طويلة لإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار.