محادثات مصرية ـ سعودية مع واشنطن لاحتواء أزمات غزة والسودان
في ظل تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، أجرى وزراء الخارجية المصري والسعودي محادثات منفصلة مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، لترتيب تحركات دبلوماسية عاجلة حول ملف غزة والنزاع السوداني، إلى جانب بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الدول الثلاث.
تأتي هذه الاتصالات في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات متزامنة، من حروب مستمرة في غزة واليمن، إلى توترات داخل السودان، إضافة إلى القضايا الاقتصادية الاستراتيجية مثل أمن المياه في حوض النيل.
وذكرت صحيفة يني شفق التركية، ان وزير الخارجية بدر عبد العاطي أكد مجددا ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق والعمل على إعادة بناء البنية التحتية المتضررة، مؤكدًا دعم مصر لوحدة السودان واستقرار مؤسسات الدولة بعد زيارته الأخيرة للعاصمة الخرطوم، كما شدّد على الالتزام بالقوانين الدولية في إدارة مياه النيل ورفض أي إجراءات أحادية، في إشارة إلى سد النهضة الإثيوبي.
جهود التنسيق الإقليمي مع واشنطن
ناقش عبد العاطي مع روبيو تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء النزاع في غزة، مع التركيز على متابعة تنفيذ وقف إنساني لإطلاق النار في السودان، في حين أكدت الولايات المتحدة على اعتمادها على مصر كوسيط رئيسي.
وفي الوقت نفسه، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع روبيو التطورات في اليمن والسودان، مؤكدًا الدور المركزي للمملكة في قيادة الجهود السياسية والعسكرية، خصوصًا في اليمن حيث تقود تحالفًا عسكريًا.
التركيز على غزة: إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية
يواجه قطاع غزة يواجه تدميرًا واسعًا للبنية التحتية منذ سنوات النزاع المتتالية، ويعد موضوعًا رئيسيًا على طاولة المفاوضات. وأكدت القاهرة أن الوصول السلس للمساعدات الإنسانية أمر حاسم لتخفيف المعاناة، كما تعمل على تنسيق جهود إعادة الإعمار بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
وفقًا لمحللين غربيين، هذه المبادرات المصرية تأتي في إطار محاولة تثبيت دور القاهرة كقوة وساطة رئيسية في النزاعات الإقليمية.
السودان: أزمة معقدة وهدنة دون ضمانات
لا يزال الصراع في السودان بين القوات النظامية والمليشيات المسلحة تهديدًا متصاعدًا للاستقرار الإقليمي. ركزت المحادثات على أهمية التوصل إلى هدنة عاجلة وحماية وحدة الدولة، مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية.
ومع ذلك، يظل تنفيذ هذه الهدنة على الأرض محفوفًا بالتحديات، إذ يرى مراقبون أن النزاعات الداخلية العميقة قد تعرقل أي اتفاق على المدى القصير، مما يزيد من أهمية الدور المصري والسعودي بالتنسيق مع واشنطن.
التعاون الاقتصادي والأمني: ربط الاستقرار بالمصالح
إلى جانب الأزمات العسكرية والإنسانية، ناقش الوزراء أيضًا تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين القاهرة والرياض وواشنطن.
ويرى المراقبون أن هذه الشراكات تهدف إلى خلق شبكة أمان اقتصادي وسياسي، تشمل مشاريع الطاقة والبنية التحتية والتجارة، بما يساهم في تثبيت الاستقرار وتقليل فرص التوترات المستقبلية.
تشير الصحف ومراكز التحليل الكبرى في الغرب، بما في ذلك المجلس الأطلسي، إلى أن مشاركة واشنطن المباشرة مع مصر والسعودية تعكس رغبة أمريكية في إعادة ترسيخ دورها في الشرق الأوسط بعد فترة من التراجع، واعتبار القاهرة والرياض شركاء محوريين في إدارة الأزمات الإقليمية.
وتضيف التقارير أن هذه الحوارات قد تساهم في إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية، بما يربط بين الأمن، الاقتصاد، وحقوق المياه.
وتمثل المحادثات بين مصر والسعودية وواشنطن محاولة لخلق توافق إقليمي حول النزاعات الملحة، وضمان استقرار غزة والسودان، مع تعزيز شراكات اقتصادية وأمنية استراتيجية.





