حكومة بنين: طائرات حكومية ونيجيرية أحبطت محاولة انقلاب استهدفت الرئيس
أعلنت حكومة بنين أن محاولة انقلاب استهدفت الرئيس باتريس تالون قد فشلت بعد تدخل القوات الجوية النيجيرية ضمن عملية إقليمية، لكنّ الأحداث تركت وراءها قتلى وجرحى، فيما لا يزال قائد الانقلاب، المقدم باسكال تيجري، هاربًا.
وأكدت السلطات أن هناك "ضحايا من الجانبين" سقطوا في صفوف الجيش وبين المتمردين، وأن بعض كبار الضباط تعرضوا للاختطاف قبل أن يتم تحريرهم لاحقًا، بينما لا يزال مصير عدد من الرهائن مجهولًا.
هذا التطور يعكس خطورة المحاولة التي هزّت صورة بنين كواحدة من أكثر دول غرب أفريقيا استقرارًا وفقا لموقع دويتشه فيله الألماني.
تفاصيل العملية الانقلابية في بنين
حاولت المجموعة المتمردة، التي أطلقت على نفسها اسم "اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس"، السيطرة على مؤسسات الدولة عبر مهاجمة قاعدة توجبين العسكرية وخطف ضباط بارزين، بينهم رئيس أركان الجيش الجنرال أبو عيسى وقائد الحرس الوطني الجنرال فايزو جومينا.
وقد أُطلق سراحهما لاحقًا في مدينة تشاورو الواقعة وسط البلاد، بعد أن نفذت القوات الحكومية ضربات جوية دقيقة على مواقع المتمردين دون تعريض الأحياء المدنية للخطر.
المواجهات في كوتونو
اندلعت اشتباكات عنيفة بين المتمردين والحرس الجمهوري قرب مقر إقامة الرئيس تالون في العاصمة الاقتصادية كوتونو، حيث اقترب المتمردون بما يكفي ليشهد الرئيس بنفسه بعض فصول القتال.
وأسفرت المواجهات عن سقوط ضحايا بينهم زوجة رئيس أركان الجيش الجنرال بيرتين بادا، الذي قُتل هو نفسه في هجوم منفصل.
كما اقتحم المتمردون مقر التلفزيون الوطني وأعلنوا عبر بث مباشر عزل الرئيس وحل الحكومة وتعليق عمل مؤسسات الدولة، في محاولة لإضفاء الشرعية على تحركهم.
التدخل الإقليمي
القوات البنينية، مدعومة بطائرات نيجيرية وقوات من غانا وساحل العاج وسيراليون، تمكنت من استعادة السيطرة على الوضع.
ويُعد هذا التدخل الأول من نوعه للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) منذ عام 2017، حين أُرسلت قوات إلى غامبيا لإجبار الرئيس يحيى جامع على التنحي بعد خسارته الانتخابات.
غياب التدخل في انقلابات أخرى شهدتها مالي وبوركينا فاسو وغينيا والنيجر وغابون كان قد أثار انتقادات واسعة لإيكواس، لكن التحرك السريع في بنين يعكس إدراكًا متزايدًا لخطورة تكرار الانقلابات في المنطقة.
موقف الحكومة
وصف الرئيس تالون المحاولة بأنها "مغامرة عبثية"، متوعدًا بمعاقبة المتمردين وضمان سلامة الرهائن. وأكدت الحكومة أن 14 شخصًا على الأقل اعتُقلوا على خلفية الأحداث، فيما يبقى تيغري، الضابط السابق في وحدة حماية الرئيس، طليقًا.
هذا الوضع يضع تحديًا أمام السلطات في بنين، التي تسعى لإعادة ترسيخ صورة البلاد كواحة استقرار في منطقة مضطربة.
ويرى المراقبون والخبراء أن إفشال الانقلاب في بنين يرسل رسالة قوية بأن المؤسسة العسكرية ليست موحدة خلف المتمردين، وأن الدعم الإقليمي قادر على قلب الموازين بسرعة.
كما أن التدخل النيجيري يعكس حرص أبوجا على منع "تطويقها بحكومات معادية"، كما قال الباحث أولووولي أوجيوالي من معهد الدراسات الأمنية في داكار.
هذا الموقف يعزز دور نيجيريا كقوة إقليمية تسعى لضمان الاستقرار في غرب أفريقيا، لكنه يضع أيضًا مسؤولية إضافية على إيكواس لتبني سياسة أكثر اتساقًا في مواجهة الانقلابات.
كشفت الأحداث الأخيرة أن محاولة الانقلاب في بنين مثلت اختبارا إقليمي لإيكواس ولقدرة نيجيريا على لعب دور الضامن للاستقرار في غرب أفريقيا، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تراجع الديمقراطية في المنطقة.





