الإثنين 22 ديسمبر 2025 الموافق 02 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

ضغوط إسرائيلية على ترامب قبل مباحثاته مع نتنياهو بشأن مخططات استهداف إيران

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

تتصاعد الضغوط الإسرائيلية على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه برنامج الصواريخ الإيراني. 

وتتزامن هذه الضغوط مع اقتراب مباحثاته المكثفة المرتقبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث يطرح الجانب الإسرائيلي خططًا جديدة لمواجهة إيران عسكريًا أو على الأقل فرض قيود إضافية على قدراتها الدفاعية.  

خلفية الأزمة

تصر إسرائيل على أن إيران تعيد بناء منشآت صاروخية سبق أن تعرضت لضربات في السنوات الماضية. 

وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قدمت لواشنطن تقديرات تؤكد أن طهران تعمل على تطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على تهديد العمق الإسرائيلي. 

هذه التقديرات تستخدم اليوم كأداة ضغط لإقناع الإدارة الأمريكية بضرورة التحرك السريع.  

الضغوط الإسرائيلية

ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن أي تراخي من الجانب الأمريكي من شأنه أن يفسر كضعف استراتيجي. ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر حكومية أن نتنياهو يعتزم عرض خيارات تشمل ضربات جوية محدودة أو عمليات مشتركة مع الولايات المتحدة. 

كما يروج الإعلام الإسرائيلي لفكرة أن واشنطن يجب أن تتحرك قبل أن تصبح إيران قادرة على فرض معادلة ردع جديدة.  

وتصر إسرائيل على أن استمرار إيران في تطوير قدراتها الصاروخية سيجعلها أكثر جرأة في دعم حلفائها الإقليميين مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. 

هذا السيناريو يثير قلقًا متزايدًا في تل أبيب، التي تعتبر أن أي تأخير في الرد سيمنح إيران فرصة لتوسيع نفوذها العسكري والسياسي.  

الموقف الأمريكي

تواجه إدارة ترامب معضلة معقدة، مدركة ان الاستجابة للضغوط الإسرائيلية قد تعني الانزلاق نحو مواجهة إقليمية واسعة، وهو ما قد يثير انتقادات داخلية ودولية. 

تجاهل هذه الضغوط قد يضعف صورته كحليف استراتيجي لإسرائيل. تقارير بي بي سي أوضحت أن بعض المسؤولين الأمريكيين يشككون في جدوى الضربات العسكرية، معتبرين أن إيران سترد بقوة وأن المنطقة ستدخل في دوامة جديدة من الصراع.  

وتحاول الإدارة الأمريكية صياغة موقف يوازن بين الردع وتجنب الحرب المفتوحة. بعض الأصوات داخل واشنطن تدعو إلى استخدام العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي بدلًا من الخيار العسكري، بينما يصرّ اللوبي المؤيد لإسرائيل على أن الرد العسكري هو السبيل الوحيد لوقف إيران.  

البعد الإقليمي والدولي

لا يمكن الفصل بين الملف الإيراني وبين السياق الأوسع في الشرق الأوسط؛ بما في ذلك استمرار التوترات بسبب الحرب في غزة، والتوترات في سوريا، والاضطرابات في العراق ما يجعل أي مواجهة جديدة مع إيران أكثر خطورة. 

وفي الأثناء، ينظر المجتمع الدولي بعين القلق إلى أي تحرك عسكري قد يفاقم الأزمات الإنسانية ويزيد من عزلة واشنطن وحلفائها. 

صحيفة «فاينانشال تايمز» أشارت إلى أن أوروبا تخشى من تداعيات اقتصادية وأمنية إذا اندلعت مواجهة جديدة، خصوصًا على صعيد إمدادات الطاقة.  

وتراقب كل من روسيا والصين الموقف عن كثب، حيث ترى موسكو أن أي مواجهة أمريكية – إسرائيلية مع إيران ستفتح الباب أمام مزيد من الفوضى في المنطقة، بينما تعتبر بكين أن استقرار الشرق الأوسط ضروري لأمن إمداداتها النفطية. 

هذا البُعد الدولي يزيد من تعقيد المشهد ويجعل أي قرار أمريكي محاطًا بتداعيات عالمية.  

ويعكس المشهد الراهن معادلة دقيقة، إذ تواصل إسرائيل الضغط باتجاه مواجهة مباشرة مع إيران، بينما ترامب يحاول أن يوازن بين التزامات التحالف وضغوط الداخل الأمريكي. 

المباحثات بين الطرفين قد تكون بداية لتنسيق جديد، لكنها أيضًا اختبار لقدرة واشنطن على إدارة أزمات الشرق الأوسط دون الانجرار إلى حرب شاملة.  

ويتساءل المراقبون هل ستستجيب واشنطن للضغوط الإسرائيلية وتتبنى خيار المواجهة، أم ستظل متمسكة بسياسة الردع دون الانزلاق إلى صراع مباشر؟ لكن الإجابة ستحدد ليس فقط مستقبل العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية، بل أيضًا شكل التوازنات في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة.