الأحد 21 ديسمبر 2025 الموافق 01 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رفض أي انفصال.. تفاصيل الخطوط الحمراء التي حددتها القاهرة في السودان| عاجل

السيسي والبرهان
السيسي والبرهان

بينما تتجه الأنظار إلى التطورات العسكرية المتسارعة في السودان، أعلنت مصر عن مجموعة من الخطوط الحمراء في البلد الواقع على حدودها الجنوبية، في رسالة اعتبرت بمثابة تحذير لتجنب "خيار أخير" قد يصل إلى التدخل العسكري. 

وجاء الإعلان في ختام زيارة ثانية خلال شهرين قام بها رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إلى القاهرة، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأكدت القاهرة حقها في اتخاذ جميع التدابير القانونية والدفاعية وفق اتفاقية الدفاع المشترك لضمان عدم المساس بالخطوط الحساسة، التي تتعلق مباشرة بالأمن القومي المصري. 

وشدد البيان على وحدة السودان وسلامة أراضيه ورفض أي انفصال أو إنشاء كيانات موازية، مؤكدًا دعم رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان.

تفاصيل الخطوط الحمراء

وفقًا لوكالة بلومبرج، تضمنت الخطوط الحمراء المصرية:

  • الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته.
  • رفض أي انفصال لأي جزء من أراضي السودان.
  • رفض إنشاء أو الاعتراف بأي كيانات موازية تؤثر على الدولة.
  • الحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع المساس بها.

هذه الخطوط تستند إلى اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والسودان 1976، التي جرى تجديد بعض بنودها في مارس 2021، وأسفرت عن مناورات مشتركة مثل "نسور النيل" و"حماة النيل" و"حارس الجنوب".

المخاطر والتحديات الراهنة

أكد خبراء أن إعلان القاهرة يمثل الخطوة الثالثة بعد ليبيا وغزة، ويعكس حجم التهديد الذي تواجهه الحدود الجنوبية لمصر والأزمة في السودان، خصوصًا مع تقدم قوات الدعم السريع في مناطق استراتيجية وانقسام الأقاليم الغربية.

وأوضح الخبراء أن الهدف هو الردع وليس التدخل المباشر، مشيرين إلى أن الاتفاقية تمنح مصر الحق في التدخل العسكري المباشر فقط في الحالات القصوى، مثل اقتراب قوات الدعم السريع من الحدود المصرية، وسط مخاوف من تهديدات إرهابية وميليشيات مسلحة.

المسار السياسي والدبلوماسي

تمتلك مصر أدوات ضغط من خلال الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، بهدف التوصل إلى تفاهمات عملية لحل الصراع ووقف إطلاق النار، بما يحافظ على وحدة السودان وشرعية جيشه وحكومته.

وضعت الرباعية خطة لهدنة لمدة ثلاثة أشهر، تليها محادثات سلام، وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في نوفمبر التزامه بالعمل على إنهاء الحرب بعد طلب من ولي العهد السعودي.

دعم الجيش السوداني وتعزيز الأمن القومي

يشكل موقف القاهرة نقطة تحول في سياستها تجاه السودان، من دعم دبلوماسي إلى تحذير دفاعي صريح. وجاء الخطاب داعمًا للجيش السوداني وقائده البرهان، الذي يواجه ضغوطًا داخلية بعد سيطرة الدعم السريع على مناطق نفطية استراتيجية.

وتعد الفوضى في السودان تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري عبر تدفق اللاجئين والسيطرة المحتملة على ممرات تهريب، فيما تمتلك القاهرة آليات الدعم العسكري المباشر وغير المباشر، مع التركيز على الحل السياسي عبر المبادرة الأمريكية والرباعية الدولية.

تظل خطوط القاهرة الحمراء مرجعًا واضحًا لمنع تفكك السودان أو الانفصال الجزئي، مع وجود ضغوط مستمرة من دول الجوار وميليشيات مسلحة في غرب السودان. 

ويشارك المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، بشكل مكثف في محاولات وقف الأعمال العدائية، بما يتوافق مع أهداف مصر في حماية أمنها القومي والحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية.

بهذا، يمثل إعلان القاهرة لخطوطها الحمراء تحذيرًا استراتيجيًا صارمًا، قد يكون نقطة تحول لإعادة رسم مستقبل السودان ومنع انزلاقه نحو التفكك أو الفوضى الشاملة، شريطة تكامل الجهود الإقليمية والدولية مع الموقف المصري الحازم.