مبعوث ترامب يضغط على نتنياهو لقبول دور تركي في غزة
استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبعوث الأمريكي توم باراك، حيث نقل الأخير رسائل مباشرة وغير معتادة من إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل القمة المرتقبة بين واشنطن وتل أبيب في فلوريدا.
تفاصيل محادثات مبعوث ترامب مع نتنياهو
ركزت المحادثات على ثلاثة ملفات رئيسية: غزة، سوريا، واللقاء المتوقع بين نتنياهو وترامب.
وفقًا لصحيفة إسرائيل هيوم، جاءت الرسائل الأمريكية بحدة غير مسبوقة، مؤكدة أن واشنطن لن تسمح بفشل مبادرتها للسلام.
حاول باراك تهدئة مخاوف نتنياهو بشأن الدور التركي في أي قوة دولية محتملة لإدارة غزة خلال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار الهش الذي بدأ في أكتوبر.
وأكد أن أنقرة تمتلك النفوذ الأكبر على حركة حماس، وهي الطرف الأكثر قدرة على دفعها نحو تسليم السلاح.
كما ذكّر نتنياهو بأن تركيا وافقت على إطار وقف إطلاق النار الذي طرحته إدارة ترامب، وتعهدت نيابة عن حماس بالالتزام ببنود تسليم الأسلحة.
وحذّر باراك من أن استبعاد تركيا سيؤدي إلى انسحاب دول أخرى مترددة من المشاركة في القوة الدولية، مشددًا على أن ترامب لن يقبل بانهيار الخطة.
تصريحات نتنياهو العلنية التي شكك فيها بقدرة حماس على التخلي عن سلاحها، وادعاؤه أن إسرائيل وحدها قادرة على فرض ذلك، وصفها باراك بأنها "غير مقبولة" وتهدد نجاح المبادرة.
ونقلت القناة ١٣ الإسرائيلية أن البيت الأبيض بعث برسالة "خاصة وحادة" إلى نتنياهو، معتبرًا أن اغتيال القيادي العسكري في حماس رائد سعد شكّل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة ترامب.
كما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر يشعرون بإحباط متزايد من سلوك نتنياهو.
أحد المسؤولين قال بوضوح: "إذا أراد نتنياهو أن يضر بمصداقيته فهذا شأنه، لكننا لن نسمح له بالإضرار بسمعة الرئيس ترامب بعد أن توسط في اتفاق غزة".
وعبرت الولايات المتحدة أيضًا عن قلقها من تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ووصفت بعض الإجراءات الإسرائيلية بأنها "استفزازات" تقوض جهود واشنطن لتوسيع اتفاقيات أبراهام.
وأكدت أن واشنطن لا تطلب من إسرائيل التنازل عن أمنها، بل تجنب خطوات تُرى في العالم العربي على أنها تصعيدية.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، شدد باراك على "الخطوط الحمراء" الأمريكية، موضحًا رغبة ترامب في تحقيق الاستقرار هناك، ومحذرًا من أن العمليات الإسرائيلية المتكررة قد تزعزع الوضع.
أما في لبنان، فقد أكد أن واشنطن تدعم استمرار الضغط على حزب الله عبر عمليات محدودة، لكنها ترفض أي تصعيد واسع.
ورغم انتقادات نتنياهو السابقة لباراك، مضت الزيارة قدمًا. محللون إسرائيليون رجحوا أن نتنياهو لن يرفض كل المطالب الأمريكية، بل سيحاول تقديم تنازلات جزئية لضمان نجاح لقائه مع ترامب في 29 ديسمبر الجاري.
ومع ذلك، نفذت القوات الإسرائيلية غارة جوية في سوريا قبيل وصول باراك، وأعلن نتنياهو عن قمة ثلاثية مع اليونان وقبرص، في إشارة سياسية موجهة إلى تركيا.
وفي ختام الاجتماع، وصف باراك المحادثات بأنها "حوار بنّاء يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي"، لكن التوتر بين واشنطن وتل أبيب ظل واضحًا، خاصة مع إصرار الإدارة الأمريكية على إدخال تركيا في معادلة غزة.





