الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

قدرة فائقة على التخفي.. لماذا تثير درون «حديد 110» الإيرانية مخاوف البنتاجون؟

 درون «حديد 110»
درون «حديد 110»

ذكرت مجلة "ديفنس إكسبريس" المتخصصة في شؤون الدفاع أن "حديد–110" الإيرانية، هي في الواقع طائرة مسيّرة نفاثة انتحارية، أثارت قلق البنتاجون بسبب قدرتها على التخفي، علاوة على سرعتها العالية، وصعوبة اعتراضها.

وأكدت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن هذه الطائرة المسيّرة تمثل نقلة نوعية في برنامج الطائرات المسيّرة الإيراني، ما يفتح الباب أمام تهديدات جديدة للقوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة.

كشف النقاب عن "حديد–110"

وفي ديسمبر 2025، أعلنت إيران إدخال طائرة مسيّرة جديدة إلى الخدمة تحمل اسم "حديد–110"، أو كما تُعرف أيضًا بـ"دالاهو". 

وأوضحت صحيفة جيروزاليم بوست أن هذه الطائرة المسيّرة هي الأسرع في تاريخ إيران، حيث تصل سرعتها إلى أكثر من 517 كم/ساعة، وتتميز بتصميم شبحي يقلل من بصمتها الرادارية، ما يجعل رصدها واعتراضها مهمة صعبة بالنسبة لأنظمة الدفاع الجوي الحديثة.

التقارير الإيرانية الرسمية أكدت أن الطائرة صُممت لتكون ذخيرة جوالة انتحارية، قادرة على التحليق لمسافة تصل إلى 350 كيلومترًا قبل الانقضاض على الهدف. 

هذا النوع من الطائرات المسيّرة يُعرف بقدرته على إرباك الدفاعات الجوية، لأنه يمنح المهاجم وقتًا أطول لاختيار الهدف المناسب.

سر قلق البنتاجون؟

أشارت "ديفنس إكسبريس" إلى أن "حديد–110" تمثل خطوة متقدمة في برنامج الطائرات المسيّرة الإيراني، لأنها تجمع بين السرعة العالية والقدرة على التخفي، ما يجعلها تهديدًا مباشرًا للقوات الأمريكية المنتشرة في العراق وسوريا والخليج.

أما موقع "آرمي ريكوجنشن" فقد أكد أن إدخال هذه الطائرة إلى الخدمة يهدف إلى تقليص زمن الإنذار لدى الخصوم، إذ أن سرعتها النفاثة تقلل من الوقت المتاح لأنظمة الدفاع لاعتراضها مقارنة بالطائرات المسيّرة التقليدية مثل "شاهد–136". 

هذا يعني أن أي قاعدة أمريكية أو منشأة حيوية في المنطقة قد تصبح عرضة لهجوم مفاجئ يصعب التصدي له.

 كتبت المحللة العسكرية "آنا أهرونهايم" في جيروزاليم بوست أن "الحديد–110 ليست مجرد نسخة محسنة من الطائرات المسيّرة السابقة.

وأضافت: "أصبحنا أمام أسرع طائرة مسيّرة انتحارية إيرانية حتى الآن، وعلى مواصفاتها التقنية مثل سرعتها التي تتجاوز 517 كم/ساعة، وتصميمها الشبحي، وقدرتها على حمل رأس حربي يزن 30 كيلوجرامًا"، أي أن الحديث الآن يدور حول نقلة نوعية في العقيدة العسكرية الإيرانية، لأنها تركز على السرعة والتخفي كوسيلة لاختراق الدفاعات الجوية المتقدمة.

من جانبه، أوضح تقرير "ديفنس إكسبريس" أن هذه الطائرة المسيرة قد تثير اهتمام روسيا أيضًا، نظرًا لتشابهها مع بعض الذخائر الجوالة التي استخدمتها موسكو في أوكرانيا. 

هذا الاحتمال يثير قلق البنتاجون، لأنه يعني أن التكنولوجيا الإيرانية قد تجد طريقها إلى ساحات صراع أخرى، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني العالمي.

الانعكاسات الإقليمية

أرسل إدخال "حديد–110" إلى الخدمة رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. فإيران تريد أن تُظهر أنها قادرة على تطوير أنظمة متقدمة محلية الصنع، قادرة على تهديد القوات الأمريكية في قواعدها المنتشرة، وقد سُلّمت المسيرة الجديدة كليًا بالفعل إلى قوات الحرس الثوري الإيراني، ما يعني أنها ليست مجرد نموذج تجريبي، بل سلاح جاهز للاستخدام العملياتي.

هذا التطور يثير قلق دول الخليج وإسرائيل أيضًا، إذ أن الطائرة المسيّرة يمكن أن تُستخدم لضرب أهداف استراتيجية بدقة عالية وبكلفة منخفضة مقارنة بالصواريخ الباليستية. وهو ما يجعلها أداة فعالة في يد إيران لتعزيز قدراتها الردعية.

من الواضح أن "حديد–110" تمثل أكثر من مجرد إضافة تقنية إلى ترسانة إيران. فهي تعكس تحولًا في العقيدة العسكرية الإيرانية نحو الاعتماد على الطائرات المسيّرة كوسيلة استراتيجية للردع والهجوم. بالنسبة للبنتاجون، هذا يعني أن التهديدات لم تعد تقتصر على الصواريخ الباليستية أو الهجمات التقليدية، بل تشمل الآن طائرات مسيّرة نفاثة يصعب رصدها واعتراضها.

هذا التحدي يفرض على الولايات المتحدة إعادة النظر في أنظمة دفاعها الجوي المنتشرة في المنطقة، مثل "باتريوت" و"ثاد"، التي قد لا تكون فعالة بالقدر الكافي ضد أهداف صغيرة وسريعة وذات بصمة رادارية منخفضة.

ولا تتعلق مخاوف البنتاجون من "حديد–110"، إذن، فقط بقدرتها التقنية، بل أيضًا بما تمثله من تطور في العقيدة العسكرية الإيرانية، حيث تتحول الطائرات المسيّرة من أدوات دعم إلى أسلحة استراتيجية قادرة على تغيير موازين القوى.

 ومع استمرار إيران في تطوير هذه الأنظمة، يجد البنتاجون نفسه أمام تحدٍ جديد في كيفية حماية قواته وحلفائه من تهديدات غير تقليدية.