صفقة طاقة عملاقة.. شركة فرنسية تدخل مشروع «أوبليسك» في مصر| تفاصيل
أعلنت شركة "إي دي إف باور سوليوشنز" الفرنسية عن دخولها كشريك استراتيجي في مشروع أوبليسك للطاقة الشمسية بحصة عشرين بالمئة، بينما تحتفظ شركة سكاتيك النرويجية بالملكية الكبرى بنسبة خمسة وخمسين بالمئة، ويستحوذ صندوق التنمية النرويجي على خمسة وعشرين بالمئة، وفق تقرير نشرته مجلة "بي في ماجازين" أمس الثلاثاء.
وتعد هذه الشراكة واحدة من أكبر الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط، وتؤكد الثقة الدولية في قدرة مصر على تنفيذ مشاريع طاقة متقدمة وذات تأثير بيئي واقتصادي كبير.
ويمتاز مشروع أوبليسك بتقنية متقدمة تجمع بين توليد الطاقة الشمسية وتخزينها، بطاقة إجمالية تصل إلى مليون ومائة ألف كيلوواط، إلى جانب مئة ميجاواط/مئتي ميجاواط ساعة من الطاقة المخزنة.
ويتيح هذا الجمع بين التوليد والتخزين توفير الكهرباء بشكل مستمر على مدار الساعة، حتى في غياب الشمس، ما يعالج التحدي الكبير الذي تواجهه محطات الطاقة الشمسية التقليدية وهو التذبذب في إنتاج الكهرباء.
ويشكل المشروع جزءًا مهمًا من خطة مصر الطموحة لتعزيز نسبة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة الوطني بحلول عام ٢٠٣٥، ويأتي ضمن استراتيجيتها للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات الكربونية، بما ينسجم مع التزامات مصر الدولية تجاه اتفاقيات المناخ.
كما يمثل المشروع خطوة مهمة لتعزيز أمن الطاقة الوطني، وتوفير كهرباء بأسعار تنافسية، ودعم النمو الاقتصادي المستدام من خلال مشاريع طاقة متقدمة تساهم في تطوير البنية التحتية والصناعة المحلية.
ومن المتوقع أن يوفر المشروع آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة خلال مراحل البناء والتشغيل، كما ستستفيد الشركات المحلية والمقاولون الصغار والمتوسطون من سلسلة الإمداد المرتبطة بالمشروع، بما يعزز الاقتصاد الوطني ويدعم الابتكار المحلي في مجال الطاقة المتجددة.
ويتيح المشروع تطوير صناعات محلية مرتبطة بالطاقة الشمسية، مثل تصنيع الألواح الشمسية، وحلول التخزين، وأنظمة التحكم الذكية، إلى جانب تعزيز البحث والتطوير في التكنولوجيا النظيفة.
ويضيف دخول شركة "إي دي إف باور سوليوشنز" الفرنسية خبرة فنية وتقنية عالمية، لما تتمتع به الشركة من تاريخ طويل في تصميم وإدارة مشاريع الطاقة الكبرى حول العالم، وتطبيق أفضل المعايير الدولية في التشغيل والصيانة.
وتعكس هذه الشراكة نموذجًا متقدمًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص، يجمع بين الخبرات المصرية والفرنسية والنرويجية، ويزيد من فرص نجاح المشروع وإمكانية تكرار هذه التجربة في دول أخرى بالمنطقة.
ويضع المشروع مصر في موقع ريادي على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا في مجال الطاقة الشمسية المخزنة، ويعد مثالًا يمكن للدول الأخرى الاقتداء به، كما يعزز قدرة مصر على جذب المزيد من الاستثمارات الدولية في الطاقة النظيفة، ويؤكد على مكانتها كمركز إقليمي للطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أن تساهم الكهرباء المنتجة من المشروع في تغطية جزء كبير من الطلب المتزايد على الطاقة، خاصة مع المشاريع الصناعية والعقارية الضخمة في مصر، ما يسهم في استقرار الشبكة الكهربائية وتقليل الاعتماد على الواردات من الوقود الأحفوري، وخفض فاتورة الطاقة على المدى الطويل.
ويؤكد الخبراء أن مشاريع بهذا الحجم، عند تنفيذها وفق أعلى المعايير البيئية والفنية، يمكن أن تصبح نموذجًا عالميًا للطاقة النظيفة المستدامة، وتحقق فوائد اقتصادية واجتماعية ملموسة، مع إمكانية تطوير السياحة البيئية والصناعات المرتبطة بالطاقة المتجددة، بما يخلق دورة اقتصادية متكاملة.
كما يشير التقرير إلى أن نجاح مشروع أوبليسك سيشكل دافعًا لمزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة في مصر والمنطقة، ويعزز التوجه نحو حلول مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية والتغير المناخي، مع إظهار قدرة مصر على تبني مشاريع استراتيجية كبيرة تجمع بين البعد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي في آن واحد.





