الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد الطفل يزن.. أحمد القنان فلسطيني آخر على مشارف الموت بسبب سوء التغذية

الرئيس نيوز

ذكرت مجلة المانفيستو الإيطالية أن الأمر لا يقتصر على الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة، وهو الطفل الذي ظهر في الصور شاحبًا وهزيلًا، ذو أطراف أصبحت أشبه بجلد على عظم والذي توفي يوم الاثنين الماضي، وذكره قبل يوم واحد المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، ولن يكون يزن الأخير.

ويتعرض عدد أكبر بكثير من الأطفال لخطر الموت بسبب نقص الغذاء، وينضمون إلى 15 طفلًا قتلوا بالفعل بسبب الجوع في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، والذين يتعرضون لأشد حالات نقص الغذاء خطورة.

وأضافت المجلة أن أحد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هو أحمد القنان، البالغ من العمر عامين فقط؛ وكان وزنه 12 كيلوجرامًا قبل الهجوم العسكري الإسرائيلي، واليوم بلغ وزنه نصف ذلك الوزن ولديه عينان غائرتان، وضعيفتان للغاية، ويرقد أحمد في سريره في مركز العودة الصحي في رفح، على الحدود مع مصر، حيث تعتني به إحدى خالاته والأطفال من حوله ليسوا أفضل حالًا.

ولفتت المجلة إلى أن الأطفال الآخرين، مثل أحمد، في حاجة ماسة إلى السعرات الحرارية والفيتامينات والبروتينات، ولكن في غزة التي تتعرض للهجوم الإسرائيلي، فإن مجرد العثور على علبة من البسكويت يعد مهمة صعبة.

ومع ذلك، فإن الطعام موجود هناك، بالقرب من رفح، ولكن على الجانب الآخر من الحدود، فلا تزال الشاحنات على الجانب المصري، حيث يتم إيقاف الشاحنات للتفتيش من قبل الاحتلال بعد أن مُنعت من دخول غزة وقامت بتسليم حمولتها للهلال الأحمر، والأمم المتحدة والأطراف الدولية الأخرى.

وقال ضياء الشاعر، ممرض بمركز العودة، في حديث لوكالة رويترز للأنباء، إن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ومجموعة من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية وصل إلى مستويات غير مسبوقة وحذّر: “سنواجه عددًا كبيرًا من المرضى الذين يعانون من سوء التغذية”.

وقال الدكتور أحمد سالم من وحدة العناية المركزة في كمال عدوان إن الرضع ليسوا في وضع أفضل، لأن الأمهات أنفسهن يعانين من سوء التغذية، مضيفًا: “لا تستطيع الأمهات إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية وليس لدينا حليب صناعي."

وقالت أديل خضر، المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): "إن الشعور بالعجز واليأس بين الآباء والأطباء عندما يدركون أن المساعدات المنقذة للحياة، على بعد بضعة كيلومترات فقط، بعيدة المنال".

وندّدت وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة، وهي الأونروا، التي كانت هدفا لهجمات إسرائيلية لأسابيع بسبب مزاعم الاحتلال عن تواطؤ مع حماس، من خلال مفوضها العام، فيليب لازاريني، بحقيقة أنه في شمال غزة، واحد من كل ستة أطفال تحت سن الثانية كان يعاني بالفعل من "سوء التغذية الحاد" في يناير.

وبعد تعرضها للضغوط، قررت إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عن طريق البحر، حسبما ذكرت محطة كانال 13 التلفزيونية يوم الثلاثاء وستقوم الإمارات بتمويل شحنات المساعدات إلى قبرص، حيث ستخضع للتفتيش من قبل مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي ومن هناك ستسافر السفن إلى غزة وتفرغ حمولتها على الساحل. ومن المقرر أن يغادر الأسطول الأول إلى قبرص في الأيام المقبلة، على أمل الوصول إلى غزة مع بداية شهر رمضان، الذي يبدأ في 10 أو 11 مارس.

ومع ذلك، يظل وقف إطلاق النار هو السبيل الحقيقي الوحيد لإنهاء المذابح ضد المدنيين ولإمداد سكان القطاع بانتظام بالإمدادات، الذين نزحوا إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة بناءً على طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي وبقي مفاوضو حماس في القاهرة لليوم الثالث من محادثات وقف إطلاق النار، ولكن بدا أن الخلافات بين حماس والاحتلال ليس من السهل تجاوزها. 

ورفضت حكومة الحرب التي يقودها نتنياهو إرسال وفد إلى مصر قبل أن تتلقى من حماس قائمة كاملة بأسماء حوالي 130 رهينة إسرائيليا في غزة وتقول المنظمة الفلسطينية إنها غير قادرة على تقديم مثل هذه القائمة لأن الرهائن منتشرون على مساحة واسعة وتحتجزهم مجموعات مختلفة وتؤكد إسرائيل أنها مهتمة فقط بوقف مؤقت لإطلاق النار يتم خلاله إطلاق سراح الرهائن. وتصر حماس على أن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية وعودة النازحين إلى الشمال.

وفي دحض التقارير التي تداولتها بعض وسائل الإعلام عن قرب التوصل إلى اتفاق، يقول المفاوضون المصريون إن إسرائيل وحماس لن تتزحزحا عن مواقفهما، ويصران على نفس المطالب التي حالت دون التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

وقال باسم نعيم، المتحدث باسم حماس، إن حركته قدمت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار وتنتظر الآن ردا من إسرائيل. وأكد متحدث آخر باسم حماس، أسامة حمدان، أنه لن يتم إطلاق سراح أي رهائن إسرائيليين دون وقف نهائي لإطلاق النار في غزة وتزعم حكومة نتنياهو بدورها أنها “تبذل كل الجهود للتوصل إلى اتفاق. نحن بانتظار الرد من حماس”.

ويقف الرئيس الأمريكي جو بايدن مرة أخرى إلى جانب الرواية الإسرائيلية للأحداث: “صفقة الرهائن في أيدي حماس الآن… لقد كان هناك عرض – عرض عقلاني"، وأضاف الرئيس الأمريكي للصحفيين قبل صعوده على متن طائرة الرئاسة في ماريلاند: “لقد وافق الإسرائيليون على ذلك العرض… وسنعرف في غضون يومين ما إذا كان سيحدث”.