الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

غضب وإحباط بعد تصريحات سامح شكري: "تفتح الباب للهيمنة الإثيوبية"

الرئيس نيوز

أثارت تصريحات سامح شكرى، وزير الخارجية، بشأن الملء الثاني لسد النهضة، وعدم تأثيره على المصالح المصرية المائية أو إلحاق الضرر بها جدلا واسعا وتخوفات من التأثيرات السلبية لبدء إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، وذلك رغم تأكيده على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لإقناع إثيوبيا فى التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد.

تأتى التصريحات فيما تستمر أزمة عدم التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وبدء الأمطار في السقوط على الهضبة الإثيوبية بمعدلات بسيطة، مع استمرار معدلات بحيرة السد عند مستوى 5 مليارات متر مكعب من المياه، فى انتظار غلق فتحتي الممر الأوسط وتعليته لتنفيذ الملء الثاني دون اتفاق مع مصر والسودان، وذلك خلال موسم الفيضان يوليو المقبل.
 
أزمة سد النهضة تدور في حلقة مفرغة

قال الدكتور هاني رسلان، خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه من اللافت للنظر أن تصريحات وزير الخارجية بقبول الملء الثانى تصدر حتى دون انتظار الجولة التفاوضية التى يجرى الحديث عنها برعاية الاتحاد الأفريقى، وتمنح موافقة على هذا الملء الثانى دون مقابل، مشيرًا إلى عدم وجود مرجعية متفق عليها للتفاوض أو نهج تفاوضى جديد، أو حتى إعلان إثيوبى بقبول مرجعية قرارات قمة هيئة مكتب الاتحاد الأفريقى فى يوليو الماضي، ولا وساطة رباعية ولا أمريكية، ولا يوجد سوى دائرة مفرغة.

وأكد خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن تصريحات وزير الخارجية تتجاهل بشكل تام أن هناك أزمة علنية فى علاقة الولايات المتحدة نفسها مع إثيوبيا، وأن إثيوبيا لوحت أول أمس بأنها ترفض التصريحات أو المطالب الأمريكية من الأوضاع الداخلية فى إثيوبيا، وأنها ستعيد النظر فى العلاقة معها، بمعنى أن المبعوث الأمريكي فيلتمان قد يصبح شخصا غير مرحب به ولا بإدارته ولا سياساتها.

تجاهل تطورات الوضع الإثيوبي الداخلي

وأشار رسلان إلى أن وزير الخارجية صرح سابقا فى مجلس النواب بأن الملء الثانى إذا لم يكن مضرا  فإنه "قد يكون أمرا محمودا" ثم تبين الآن أنه غير مضر، وبالتالى هل هناك أساسا رؤية واضحة أو متماسكة فى هذا الشأن أم رؤية يومية، موضحا أن احتمالات التوصل إلى اتفاق عقب الملء الثانى تنخفض بشدة، حتى لو تم هذا الملء بنصف أو أقل من نصف كمية الـ13.5 مليار المقررة.

وأوضح رسلان أن "هناك تجاهلا تاما لتطورات الداخل الإثيوبى التى تشير إلى تفاقم الأوضاع الداخلية وتزايد الأزمة الإنسانية والاقتصادية، وكذلك تزايد مظاهر عدم الاستقرار وتزايد الاستقطاب العرقى والسياسى فى كل أنحاء إثيوبيا، بما يعنى فى النهاية أن تماسك إثيوبيا ووحدتها السياسية أصبحا محل تساؤل وقلق عميقين، وبالتالى إذا تسارعت هذه التطورات فمع من سوف تتفاوض وعلى ماذا نتفاوض؟".

إثيوبيا تفرض الهيمنة فى ظل عدم الاتفاق

من جانبه، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن منسوب المياه فى بحيرة ناصر بأعلى منسوب له، وغالبا سترتفع معدلات الفيضان المقبل مما يؤدي إلى فتح مفيض توشكى لتصريف المياه الزائدة، ومن ثم المنسوب المخزن مطمئن جدآ، وكان ينبغى التوسع في مساحات زراعة الأرز لوجود فائض من المياه.

وأوضح شراقى لـ"الرئيس نيوز" أن تصريحات وزير الخارجية "محبطة"، خاصة أن التأثير لا يتعلق بمسألة توفير المياه فقط عند قيام أثيوبيا بالبدء فى الملء الثاني بإرادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، وبسط الهيمنة الاثيوبية لأنه لو تم التخزين الثانى فعلى ماذا نتفاوض.

وأكد أستاذ الموارد المائية أن اكتمال بناء الجزء الأوسط من السد لإعداده للملء الثانى سيتضح مع قدوم الفيضان وغزارة الأمطار فى شهر يوليو المقبل وغلق الفتحتين بالممر الأوسط، مشيرا إلى أن سد النهضة يقوم بحجز المياه عن مصر لمدة 3 أسابيع، كما أن حجز 13،5 مليار متر مكعب من المياه يحتاج إلى 40 يوما أى مع بداية شهر 9، وخلال هذه الفترة ستكون المياه الواصلة محدودة، لافتاً إلى أن معدلات الفيضان المقبل من المحتمل أن تكون عالية.

وأشار إلى أن الضرر ليس شرطا أن يكون مائياً فقط ولكن هناك أضرار أخرى عديدة وخطيرة منها الهيمنة الإثيوبية على أنهار النيل التى تأتى من إثيوبيا وهى النيل الأزرق وعطبرة والسوباط، وعلى الانفراد بتكملة الملء السنوات القادمة، وقد ذكر متحدث الخارجية الإثيوبية دينا مفتى أن الملء 74 مليار متر مكعب يمكن أن يكون فى سنتين، ولا يوجد اتفاق يلزم إثيوبيا بحد أقصى ولا توجد أى قواعد هيدرولوجية.