الإثنين 29 ديسمبر 2025 الموافق 09 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

هل تغير الصواريخ الإيرانية الخارقة للتحصينات قواعد الحرب الإسرائيلية؟

في حرب يونيو 2025 بين إسرائيل وإيران، ظهرت الصواريخ الباليستية الإيرانية من طراز متقدم بشكل لافت، ما وضع منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية في اختبار حقيقي وغير مسبوق.

وفقًا لتقرير صحيفة ذا ناشيونال البريطانية، فإن صاروخًا واحدًا من كل عشرة صواريخ إيرانية قادر على اختراق الدفاعات الإسرائيلية عبر تكتيك “الإغراق الدفاعي”، الذي يعتمد على إطلاق دفعات ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيّرة لإرهاق منظومات الاعتراض وفقا لصحيفة ذي ناشيونال.

هذا التكتيك، بحسب الخبراء، لا يعني اختراقا كاملا لشبكة الدفاع الإسرائيلية، لكنه يكشف ثغرات تشغيلية في الأنظمة متعددة الطبقات مثل القبة الحديدية وأرو – Arrow وديفيدز سلاينج، ما سمح لأعداد قليلة من الصواريخ بالوصول إلى الأهداف داخل الأراضي الإسرائيلية.

إلى جانب الصواريخ، اعتمدت إيران على الطائرات المسيّرة والهجومية الضخمة، حيث أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ متنوع في الأيام الأولى من الرد، وفقًا لمعهد واشنطن للأبحاث الاستراتيجية، ما شكل هجومًا بطول عدة ساعات على أهداف إسرائيلية، وفقا لمعهد واشنطن إنستيتيوت.

الصواريخ الخارقة للتحصينات: تهديد مباشر للملاجئ الإسرائيلية

ووفقا لتقرير نشره موقع ميدل إيست مونيتور، تعكف إيران على تطوير صواريخ باليستية خارقة للتحصينات مصممة لاختراق الملاجئ الإسرائيلية التقليدية، بما فيها المستشفيات تحت الأرض والمخازن العامة، التي تحمي المدنيين منذ عقود.

ويعتمد تصميم هذه الصواريخ على هيكل فولاذي صلب، وزخم حركي عالي، وسرعة وانحدار موجهين بدقة لتفجير الملاجئ وتحطيم الحواجز المسلحة، ما يهدد واحدة من أكثر المزايا العسكرية الإسرائيلية حمايةً: القدرة على الحماية الجماعية للسكان المدنيين أثناء الهجمات.

تداعيات تكتيكية واستراتيجية

وكشف الهجوم الإيراني في يونيو عن استخدام تكتيك الإغراق الدفاعي المتزامن بين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وصواريخ كروز، ما شكل ضغطًا هائلًا على منظومات الاعتراض الإسرائيلية. على الرغم من قدرة إسرائيل على اعتراض أكثر من 90% من الصواريخ، إلا أن التقارير تشير إلى أن بعض الصواريخ اجتازت الدفاعات.

ويرجح خبراء الدفاع ان نجاح إيران في تطوير هذه الصواريخ سيجبر إسرائيل على إعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية والتحول من هجمات استباقية إلى دفاعية أكثر تحفظًا، ما سيؤثر على عنصر العقاب الجماعي الذي طالما كان حجر الزاوية في تفوقها العسكري.

أثر طويل الأمد على الأمن الإقليمي

تشير التقييمات الاستراتيجية الغربية إلى أن التوسع الإيراني في الصواريخ الخارقة للتحصينات لن يؤثر فقط على الدفاعات الإسرائيلية، بل قد يغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، ويزيد من مخاطر الحروب غير التقليدية على المدنيين، ويدفع إسرائيل لتعديل حساباتها حول تكلفة الفوائد للهجمات الاستباقية.

ومن منظور أمني، إذا نجحت إيران في نشر صواريخها بدقة، فإن السكان الإسرائيليين لن يكونوا محميين بالكامل حتى في أكثر الملاجئ تحصينًا، وهو ما سيؤدي إلى ضغط داخلي ودولي على تل أبيب لتجنب الأضرار غير المباشرة على المدنيين.

وتمثل الصواريخ الباليستية الإيرانية الخارقة للتحصينات تمثل تحديا غير مسبوق للدفاعات الإسرائيلية، وكشف تقرير ميدل إيست مونيتور عن أن هذه التكنولوجيا قد تجبر إسرائيل على إعادة صياغة استراتيجياتها العسكرية بالكامل، مع احتمالية ارتفاع المخاطر على المدنيين، وتغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط لعقود قادمة.