هل تتجاوز "جوجل" شركة إنفيديا في عام 2026 لتصبح الأكبر في العالم؟
في عام 2025، فرضت ألفابيت، الشركة الأم لجوجل، نفسها كلاعب رئيسي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، متجاوزة مايكروسوفت في مجال البرمجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ومقتربة بأقل من 200 مليار دولار من تجاوز آبل لتصبح ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية.
ووفقًا لتقرير ياهو فاينانس، لا تقتصر القفزة النوعية لشركة جوجل على البرمجيات فقط. في تصنيف LLMArena لأفضل نماذج الذكاء الاصطناعي، تمتلك الشركة أربعة من أفضل عشرة نماذج، متفوقة على أوبن إيه آي، OpenAI، مالكة تطبيق تشات جيه بي تي، التي يقتصر وجودها على المركز الثامن.
علاوة على ذلك، بدأت جوجل التوسع بصمت في قطاع الهاردوير من خلال تطوير رقائق TPU وCPU من نوع Axion، ما قد يهدد هيمنة إنفيديا على شرائح الذكاء الاصطناعي، حيث قامت شركات كبرى مثل ميتا بشراء TPUs بمليارات الدولارات، بينما اشترت Anthropic مليون شريحة من جوجل بدلا من الاعتماد السابق على إنفيديا، وفقًا لتقرير موقع "ماركت ووتش".
جوجل على جميع الجبهات
يعتمد النجاح الذي تحققه جوجل اليوم على توازن دقيق بين الابتكار والنمو المالي. فلم تنفق الشركة مبالغ ضخمة على الذكاء الاصطناعي، وركزت جهودها على هدف تحقيق زيادة في السيولة النقدية من 19.96 مليار دولار في الربع الثالث 2024 إلى 23.09 مليار دولار في الربع الثالث 2025، في حين أن بعض منافسيها، مثل ميتا، أعلنوا قوائمهم المالية التي عبرت فقط عن صافي مديونيات.
على صعيد البرمجيات، تفوقت جوجل على كل من مايكروسوف وأوبن إيه آي، عبر إصدار جيميناي الجديد Gemini 3 Pro الذي تصدر لوحات الترتيب بسرعة، وتفوقت في مجالات أخرى مثل تحويل النصوص إلى فيديوهات وصور، مع إطلاق نموذج Nano Banana Pro الذي أثبت فعالية أكبر من نماذج OpenAI للصور.
أما بالنسبة لمحرك البحث الأكثر شهرة، جوجل، فيظل صامدا ضد أي تهديد، حيث لم تظهر رغبة فعلية لدى المستخدمين للانتقال إلى بدائل قائمة على الذكاء الاصطناعي، نظرًا لسهولة الوصول إلى المعلومات مباشرة من شريط البحث التقليدي في جوجل، مع إجابات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي ضمن النتائج نفسها، وفقًا لرويترز.
هل تهدد جوجل هيمنة إنفيديا؟
بينما كانت إنفيديا تسيطر على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، بدأت جوجل تهدد هذه الهيمنة عبر شرائح TPU الأكثر فعالية من حيث التكلفة والطاقة، مع دخول شركات كبرى في صفقات شراء ضخمة بعيدًا عن إنفيديا.
هذا التحرك يعكس تحديًا استراتيجيًا يقلل الاعتماد على إنفيديا ويضيف بعدًا جديدًا لقدرة ألفابيت على النمو السريع في السوق العالمية.
وحتى الآن، ينظر إلى تهديد جوجل على إنفيديا باعتباره لا يحظى بالاهتمام الواجب، لكن التاريخ يعيد نفسه، حيث استهان العديد بالسعة الابتكارية لشركة جوجل، لتصبح فيما بعد الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
التوقعات لعام 2026
مع استمرار الزخم الحالي، هناك توقعات قوية بأن ألفابيت قد تصبح أكبر شركة في العالم إما في 2026 أو خلال العقد الحالي.
من المتوقع أن يرتفع ربح السهم من 10.56 دولار في 2025 إلى أكثر من 26 دولارًا في 2031، مع بعض التقديرات التي تصل إلى 30.7 دولارًا للسهم، بينما يستمر نمو الإيرادات بمعدل قد يضاعف حجمها بين 2025 و2030.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن تستمر إنفيديا في النمو بوتيرة أسرع، لكنها تعتمد على سوق محدد نسبيًا، ما يجعلها عرضة لتحديات جوجل في حال استمرت الشركة في التوسع بالذكاء الاصطناعي والهاردوير.
وتدريجيا، يتحول السباق بين جوجل وإنفيديا إلى صراع على ريادة التكنولوجيا العالمية في الذكاء الاصطناعي. ففي حين تجمع جوجل بين البرمجيات، وخدمات السحابة، ومحرك البحث، والمحتوى، والهاردوير، تتفوق إنفيديا في الشرائح فقط.
وهذه المزيج المتوازن يجعل جوجل مرشحة قوية لتصبح أكبر شركة في العالم في 2026، ما لم تحقق إنفيديا قفزة غير متوقعة في تنويع أعمالها أو تسريع الابتكار.





