أدميرال إسرائيلي سابق يطالب تل أبيب باتخاذ إجراءات استباقية ضد إيران
في مقابلة مع إذاعة 103FM صباح أمس الاثنين، شدد الأدميرال السابق إليعزر "تشيني" ماروم، قائد البحرية الإسرائيلية السابق وعضو منتدى هيئة الأركان العامة، على أن التهديد الإيراني لا يزال حقيقيًا، وأن إسرائيل بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في عقيدتها الأمنية بعد أحداث 7 أكتوبر، مع التركيز على الدفاع النشط، إنشاء محيط أمني متقدم، والاستعداد لاتخاذ إجراءات استباقية.
ووفقًا لماروم، اعتمدت إسرائيل تقليديًا على دورة غير مكتوبة من الإنذار المبكر والانتصار الحاسم، مع تعبئة الاحتياط عند الحاجة لهزيمة العدو.
وأضاف أن الركيزة الدفاعية التي أُضيفت قبل 7 أكتوبر لم تكن مستقرة، موضحًا أن الدفاع التفاعلي وحده لم يعد كافيًا نظرًا لصغر مساحة الدولة وندرة الوقت المتاح لتحذير المجتمعات الحدودية.
إسرائيل لا يمكنها البقاء خلف الحدود
وأشار ماروم إلى أن إسرائيل لا يمكنها البقاء خلف الحدود وانتظار تهديدات متنامية، بما في ذلك التهديدات القادمة من دولة ثالثة مثل إيران. وأضاف: "سيتوجب علينا الرد بشكل هجومي على هذه الأحداث". وأكد أن القوات الإسرائيلية عملت منذ 7 أكتوبر ما وراء خط الحدود التقليدي، وأن الدفاع عن الوطن يجب أن يتغير وفقًا لذلك، مع وجود محيط أمني متقدم وحماية المدنيين عبر نشر القوات في الأمام.
قدرات إيران الصاروخية والحاجة إلى ضربات متكررة
بالنظر إلى قدرات إيران الباليستية، أشار ماروم إلى أن إسرائيل دمرت جزءًا كبيرًا من منصات الإطلاق الإيرانية، إلا أن التهديد لا يزال قائمًا.
وكان الإيرانيون يخططون لإطلاق 500–600 صاروخ باليستي في هجمات محتملة، لكن الدفاع الإسرائيلي والهجوم المتزامن أوقفوا هذا المخطط، رغم أن بعض الصواريخ نجحت في اختراق الدفاعات وتسببت بأضرار، مثل الهجوم على مستشفى سوروكا في بئر السبع بتاريخ 19 يونيو 2025.
وحذر ماروم من أن أي هجوم واسع النطاق بالصواريخ قد يضرب إسرائيل بشدة، ويسفر عن خسائر بشرية كبيرة، ويؤدي إلى تعطيل الاقتصاد وإيقاف حركة الطيران. وأضاف: "لا خيار لدينا سوى التصرف فورًا، فانتظار الأمر سيزيد الخطر".
وأكد أن طريقة الإنذار المبكر والانتصار الحاسم لم تعد مجدية، مشيرًا إلى الدروس المستفادة من الجولات المتكررة في غزة ولبنان، رغم أن إيران لم تكن في حالة حرب مفتوحة مع إسرائيل.
وأوضح أن طهران تعرضت لضرر بالغ ولم تستعد بعد مشروعها النووي، لكنها تركز بقوة على إعادة بناء قوتها الصاروخية الباليستية.
وأشار ماروم إلى ضرورة تجنب الافتراضات القديمة والحفاظ على الضغط المستمر على القدرات الإيرانية، مع الاستعداد الهجومي والدفاعي بالتوازي.
يأتي هذا التحذير في وقت يزداد فيه التوتر الإقليمي، حيث ركزت إسرائيل على تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية في الخليج ولبنان وغزة.
وسلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية مثل جيروزاليم بوست الضوء على أهمية تطوير دفاع نشط بعيد المدى، وإقامة محيطات أمنية تحمي المدنيين، بما يتماشى مع العقيدة الجديدة بعد أحداث 7 أكتوبر 2025.
كما أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتعامل مع إيران كتهديد من "الحلقة الثالثة"، أي دولة غير مجاورة مباشرة ولكن قادرة على التأثير عبر صواريخ بعيدة المدى وحلفاء إقليميين، ما يجعل السياسة الدفاعية التقليدية خلف الحدود غير كافية.