الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| ضربة جديدة لـ الإخوان في حاضنتها الأوروبية بريطانيا

الرئيس نيوز

فيما تعد ضربة جديدة لتنظيم الإخوان الدولي، في معقله الأساسي المملكة المتحدة، أصدرت بريطانيا تعريفًا جديدًا للتطرف نص على أنه كل ترويج أو تعزيز أيديولوجية تقوم على العنف أو الكراهية أو التعصب، وتهدف إلى تدمير الحقوق والحريات الأساسية، أو تقويض أو استبدال الديمقراطية البرلمانية الليبرالية في بريطانيا، أو خلق بيئة للآخرين عن عمد لتحقيق تلك النتائج.

الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، مصطفى أمين يقول للرئيس نيوز، بريطانيا هي معقل جماعات الإسلام السياسي، وهناك تاريخ طويل في التعامل بين المملكة المتحدة وجماعات الإسلام السياسي وتحديدا تنظيم الإخوان، مضيفا "بريطانيا لا تشدد وطأتها على تلك الجماعات إلا إذا تجاوزت تلك الجماعات السياقات التي وضعت لها".

رجح أمين أن تكون الفعاليات التي شهدتها المملكة للتضامن من أهل غزة جراء العدوان الإسرائيلي عليهم، هي السبب الرئيس وراء وضع تعريف جديد للتطرف، لأن المملكة المتحدة منحازة بكليتها لإسرائيل ولا تريد أي شكل من أشكال التضامن معهم، لكن وضع تعريف جديد للتطرف بشكل عام، سيؤثر على أنشطة جماعات الإسلام السياسي.

قال الباحث مصطفى أمين: "أول الكيانات التابعة للإخوان التي من المقرر أن تتأثر بالقرار هي منصاتهم الإعلامية التي يتم بثها من أراضي المملكة المتحدة، وأن عمل تلك المنصات قد يتأثر بسبب المحتوى التحريضي والعنيف الذي يتم بثه عبرها".

التعريف الجديد للتطرف يجعل بريطانيا تنضم لدول أوروبية أخرى مثل فرنسا والنمسا عملت على التضييق على التنظيم الدولي للإخوان منذ سنوات.

ودأبت بريطانيا على أن تكون قاعدة لجماعة الإخوان ومركزًا لعملياتها على مدى عقود، ويرجع ذلك إلى التعريف الفضفاض الذي كانت قد صاغته لندن للتطرف والذي اقتصر على المعارضة الصريحة والفعلية لقيم المملكة البريطانية الأساسية وهو ما ترك المجال واسعًا أمام الجماعة لتجذير أصولها في بريطانيا من خلال أشكال مختلفة.

ووفق خبراء فإن التنظيم الدولي عمل على التغلغل داخل الجامعات من خلال الأنشطة والجماعات الشبابية.

شبكة مصالح

كما يندرج وجود الإخوان فى بريطانيا تحت منظومة مهمة ومؤسسية للغاية قائمة على إدارة شبكة من المصالح المرتبطة بالجوانب الاجتماعية والسياسية والأمنية مما خلق للإخوان والجماعات التابعة لها في بريطانيا أهمية خاصة لدى الحكومات المتعاقبة.

يشمل الواقع المؤسسي لوجود التنظيم في بريطانيا شبكة جمعيات تضم حوالي ٦٠ منظمة.

وعلى المستوى الاقتصادي فإن حجم الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة للجماعة في بريطانيا يصل إلى حوالي عشرة مليارات دولار، وحصلت شركات الإخوان ومؤسساتهم على الوضع القانوني تخوفا من قبل الجانب البريطاني من أن يتحول الإخوان للعمل السري مما يضر بمصالح الحكومة البريطانية.

وتقول تقارير إن التعريف الجديد للتطرف في بريطانيا سوف يشمل العديد من التنظيمات، وسيؤثر على أدائها.

أبرز المتضررين

وعلى رأس التنظيمات التي من المرجح أن تتضرر من التعريف الجديد للتطرف، تنظيم الإخوان والجماعات التابعة له وكذلك التنظيمات البريطانية المتهمة بالتمييز ضد الأقليات ومن ضمنها الحركة الاشتراكية القومية البريطانية والبديل الوطني.

وفق تقارير فيخلق التعريف الجديد حالة من التوتر في علاقات مستقرة على مدى عقود بين بريطانيا والجماعة، وربما تنجم عنه آثار أخرى تؤثر على قرارات سابقة لاحتواء أعضاء الجماعة.

مع هذا التعريف الجديد، تتخلى بريطانيا بشكل من الأشكال عن توظيف عناصر الإخوان المقيمين على أراضيها كعامل ضغط أو ابتزاز للدول الوطنية التي عانت من ويلات إرهاب جماعة الإخوان التي اتخذت بريطانيا مركزًا لعملياتها.

ومن المقرر أن يتم تحديد أسماء الجماعات التي سيتم إلغاؤها فعليًا من قبل مجلس الوزراء بسبب مخالفتها التعريف الجديد في الأسابيع المقبلة.

وقد تشمل القائمة المرتقبة، الرابطة الإسلامية في بريطانيا، وهي الفرع البريطاني لتنظيم الإخوان، والمنظمة الإسلامية للتربية والتنمية، ومنظمة العمل والإصلاح الفلسطيني (المشاركة والتنمية الإسلامية)، وجمعية أصدقاء الأقصى.

ووفق مصادر تستعد المنظمات الإسلامية، بما في ذلك المجلس الإسلامي في بريطانيا، لمقاضاة الحكومة في مراجعة قضائية بشأن تعريفها الجديد.

حسب الأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا زارا محمد فإن المجلس سيلجأ للمسار القانوني حتى لو لم يتم انتقادها بشكل مباشر في البرلمان.

كذلك عمد مجلس مسلمي أوروبا وهو الذراع الإخواني الذي أسسه يوسف القرضاوي إلى بدء مواجهة مضادة من خلال توظيف برامج لمواجهة الإسلاموفوبيا وتوظيف الحرب في غزة من أجل توفير مصادر تمويل بديلة للتنظيم من خلال التركيز على فكرة المظلومية المعتادة لدى التنظيم.

وعلى الرغم من أن القرار الجديد يضيق بشدة على الإخوان إلا أنه لا يمهد إلى إدراج التنظيم على قوائم الإرهاب؛ لأن هذا يتطلب أن تمثل الجماعة كتلة متجانسة وهو أمر مستبعد في الوقت الحالي.

كذلك فإنه وبوقف الدعم الحكومي في بريطانيا للجماعات التي تروج لأفكار متطرفة وفي مقدمتها تنظيم الإخوان؛ ستغيب الحاضنة الشعبية للتنظيم في بريطانيا اقتناعا أو خوفًا من الملاحقة الحكومية.

وقد تكون دولا مثل ماليزيا، أندونيسيا، باكستان وربما إيران، هي الملاذ الجديد لقيادات الإخوان.