الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد دعم غير مشروط.. هل تخسر إسرائيل مؤيديها في الكونجرس؟

الرئيس نيوز

بعد أسابيع من الوقوف غير المشروط خلف إسرائيل في هجومها على قطاع غزة، بدأ النواب الديمقراطيون في الاعتراض بناء على تداعيات الغارات العنيفة على المدنيين الفلسطينيين، مع اقتراب الصراع من إتمام شهره الأول.

شنت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، هجوما حادا على الرئيس جو بايدن بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل التي تواصل غاراتها المكثفة على قطاع غزة.

واتهمت النائبة بايدن بتأييد الإبادة الجماعية للفلسطينيين، قائلة: إن الأمريكيين سيتذكرون أفعاله عندما يحين موعد إعادة انتخابه عام 2024.

يشار إلى أن رشيدة طليب نائبة ديمقراطية من ولاية ميشيجان، وهي الأمريكية الفلسطينية الوحيدة في مجلس النواب.

وفي فيديو نشرته أمس الجمعة عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، يبدأ بلقطات لتفجيرات ومشاهد دامية من الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، قالت طليب: سيدي الرئيس، الشعب الأمريكي ليس معك في هذا الأمر، سوف نتذكر في عام 2024.

وجاء في النص الموجود مع الفيديو، أن بايدن أيد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، الشعب الأمريكي لن ينسى، بايدن، ادعم وقف إطلاق النار الآن أو لا تعتمد علينا في عام 2024.

تراجع دعم الكونجرس

وطليب، هي واحدة من عدة نواب ديمقراطيون يبدون عدم الارتياح من التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر، بينهم السيناتور كريس مورفي، والنائب جيسون كرو، والسيناتور ديك دوربن.

السيناتور كريس مورفي الذي يرأس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، قال -في بيان- إن معدل الوفيات المدنية داخل غزة غير مقبول.

والسيناتور براين شاتز اعتبر أن هدنة إنسانية متفق عليها بشكل متبادل هي السبيل الوحيد لتقديم مساعدات كافية لمن هم في احتياج، وخلق مساحة للمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، ورسم مسار للمضي قدما يحمي المدنيين.

والسيناتور ديك دوربن رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ عضو لجنة المخصصات، قال: إنه حان الوقت لوقف إطلاق النار لأن الاضطرابات وصلت إلى مستوى لا يطاق.

والنائب جيسون كرو، وهو من قدامى المحاربين وقاتل في العراق وأفغانستان، انتقد قصف غارة إسرائيلية لمخيم جباليا المكتظ باللاجئين بحجة القضاء على قائد في حركة حماس.

 ويعد ذلك تحولا ملحوظا في موقف هؤلاء النواب الديمقراطيين، لأنهم كانوا يؤيدون إسرائيل والمساعدات العسكرية لها تأييدا شبه كامل.

زيادة دعم الفلسطينيين بين الديمقراطيين، جاء بعد تصاعد الاحتجاجات ورسائل الموظفين والمظاهرات الغاضبة التي تطالب الحزب بالتعامل مع الوضع بشكل مختلف في الحرب التي لا يبدو لها نهاية في الأفق.

واتهمت موظفة بوزارة الخارجية الأمريكية، الرئيس جو بايدن علانية بالتواطؤ في إبادة جماعية تجاه قطاع غزة، الذي يتعرّض لغارات جوية وعمليات برية تشنها إسرائيل، بالإضافة إلى حصار يفرضه جيش الاحتلال على القطاع منذ سنوات.

وقالت سيلفيا يعقوب، وهي موظفة بمكتب شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية منذ أكثر من عامين، في تدوينة موجهة لبايدن على منصة (إكس)، الخميس: أنت تقدم مساعدات عسكرية أكثر بكثير للحكومة التي تهاجم سكان غزة الأبرياء بشكل عشوائي، أنت متواطئ في إبادة جماعية.

وجاء تعليق سيلفيا ردًا على تغريدة للرئيس الأمريكي جو بايدن يشرح فيها لماذا يطلب من الكونجرس مزيدًا من المساعدات العسكرية لإسرائيل.

وعقب الضجة التي ثارت بشأن التغريدات، أخفت سيلفيا على ما يبدو تغريداتها بحيث أصبحت متاحة لمتابعيها فقط.

وسيلفيا يعقوب هي أمريكية من أصل مصري، درست السياسة العامة في جامعة ميشيجان، وحصلت لاحقًا على منحة لدراسة السياسات الخارجية واللغة العربية في جامعة جورج تاون.

موجة معارضة عارمة

تعليقات سيلفيا على منصات التواصل الاجتماعي، تعد أحدث مؤشر على كيفية تسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في إثارة حالة من القلق في مختلف قطاعات الحكومة الأمريكية.

ويشمل ذلك وزارة الخارجية، إذ يلعب وزير الخارجية أنتوني بلينكن دورًا رئيسيًا في تنفيذ استراتيجية بايدن، لدعم إسرائيل علنًا في ردها على هجوم حركة حماس المباغت يوم 7 أكتوبر الماضي.

وتزامنت تلك الاعتراضات المتصاعدة داخل وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والأجهزة الأمريكية الأخرى، مع ردود فعل غاضبة خارج واشنطن وبين الديمقراطيين التقدميين والناخبين الأمريكيين العرب من سياسات بايدن.

ولطخ متظاهرون سور وأبواب البيت الأبيض باللون الأحمر، مساء السبت، تعبيرا عن مناهضتهم للحملة العسكرية العنيفة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وفي وقت لاحق، شوهد المتظاهرون في واشنطن يحاولون تسلق بوابات البيت الأبيض الحديدية، وهم يطلقون عبارات تندد بدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن المطلق لإسرائيل.

وتجمع آلاف المحتجين في واشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حاملين الأعلام الفلسطينية، ومنددين بالضوء الأخضر التي تعطيه الولايات المتحدة لإسرائيل.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل به الحكومة الأمريكية رفض مطالب لضم صوتها إلى الدعوات لوقف شامل لإطلاق النار، وتطالب بهدنة إنسانية قصيرة.

وأدى ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى تكثيف الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، لكن واشنطن ترفض مثل إسرائيل هذه الدعوات حتى الآن، بحجة أن التوقف سيمنح حماس فرصة لإعادة تنظيم صفوفها. 

وتسعى واشنطن إلى إقناع إسرائيل بقبول هدنات إنسانية، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن.

والخميس، وافق مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون لتقديم مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل، بينما يؤكد ديمقراطيون أنه لن يتم المصادقة عليه في مجلس الشيوخ.

وفي أول إجراء تشريعي كبير في عهد رئيس مجلس النواب الجديد مايك جونسون، تضمن مشروع القانون إنفاقا إضافيا منفصلا لإسرائيل فقط، رغم طلب بايدن حزمة تشمل مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا ومبالغ مخصصة لأمن الحدود وتمويلا لتعزيز المنافسة مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

والولايات المتحدة الأمريكية أكبر مورد للمساعدات العسكرية لإسرائيل، حيث أسهمت بنحو 130 مليار دولار منذ تأسيسها.