الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

لتجنب كارثة صحية كبرى.. دفن الجثث بالسودان في قبور غير مميزة

الرئيس نيوز

رصد تقرير لصحيفة أفريكا نيوز جنازة من الصعب أن يتصورها أحد في السودان، فقد تم إنزال عدد من الجثث على عجل في قبر تم حفره على عمق قليل وبدون شاهد مميز في العاصمة السودانية، الخرطوم، بعد فترة وجيزة من صلاة الفجر وحتى أفراد عائلات الموتى والجيران القلائل الذين تمكنوا من الحضور كانوا مشتتين، حيث كانوا يجوبون محيط المقبرة بحثًا عن تحذيرات من غارات قادمة، كما يروى جيران المتوفين ولحسن الحظ، لم تنطلق صافرات الإنذار.

وأضافت الصحيفة: “مر ما يقرب من أربعة أشهر من معارك الشوارع العنيفة بين الجيش السوداني والقوات شبه العسكرية المعروفة باسم قوات الدعم السريع ما جعل الجنازات شبه مستحيلة في الخرطوم”.

ووسط الفوضى، يقول السكان والجماعات الطبية المحلية إن الجثث تتعفن في شوارع العاصمة، وقد تقطع الجنازات حلقات مرعبة من صراع لا يظهر سوى القليل من علامات الهدوء، وعن جاره المدفون أمس، قال الشاب السوداني علي الزبير: "لا أتذكر حتى المكان الذي دفن فيه بالضبط، فقد كانت عملية الدفن سريعة للغاية ولم يكن هناك إمكانية لوضع أي علامة لمعرفة مكان الدفن بالضبط".

وقال وزير الصحة في البلاد، هيثم محمد إبراهيم، قبل أكثر من شهر، إن الصراع الدائر في البلد أسفر عن مقتل ما يزيد عن 3000 شخص، لكن لم يحدث أي تحديث منذ ذلك الحين ومن المحتمل أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير، كما يقول أطباء ونشطاء محليون.

وبالمثل، لم تسفر أي مجموعة طبية عن عدد من الجثث غير المدفونة، حيث تم الكشف عن مقابر جماعية وأعمال قتل عرقية واسعة النطاق في منطقة جنوب دارفور بالبلاد وقالت نقابة الأطباء في البلاد إن معظم المدنيين في العاصمة قتلوا في تبادل لإطلاق النار، حيث تحولت المدينة التي كانت نائمة إلى ساحة معركة حضرية.

مات آخرون لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على الأدوية الأساسية، بينما قيل إن بعضهم مات جوعًا، وأصبحوا عالقين بسبب المعارك النارية التي اندلعت في خارج منازلهم، في أوقات السلم، كانت جنازات هؤلاء ستكون مناسبات اجتماعية وتعازي كبيرة تدوم لأيام ومن الشائع في السودان أن يقوم الآلاف بتكريم الموتى وتقديم واجب العزاء ووفقا للتقاليد الإسلامية السودانية، عادة ما يتم غسل الجثث وتعطيرها قبل دفنها في مقابر يحفرها أفراد الأسرة.

وقال سبعة من السكان السابقين والحاليين من منطقة العاصمة لوكالة أسوشيتيد برس إن الصراع بين اثنين من كبار الجنرالات في البلاد، قائد الجيش الفريق عبد الفتاح برهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، حطم هذا التقليد.

وذكر آخرون أن الوصول إلى أي من المقابر التي يبلغ عددها حوالي عشرين مقبرة في العاصمة ثبت أنه مستحيل عندما كانوا يحاولون دفن أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو أولئك الذين حوصروا معهم وصرح عدنان حزام، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، أن منظمته كانت على علم بالوضع وطالبت بإعادة الجثث إلى عائلاتهم حتى يتم الدفن وفقًا للممارسات الدينية والعادات.

وأضاف حزام أنهم كانوا يدعمون متطوعي الهلال الأحمر السوداني للقيام بالمهمة الصعبة المتمثلة في جمع الجثث "من خلال توفير أكياس الجثث ومعدات الحماية، بالإضافة إلى توفير التدريب الفني لهم حتى يتمكنوا من القيام بهذه المهمة بشكل مناسب".