الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

توت عنخ آمون.. اكتشاف 5 أسرار حول فرعون مصر الصغير

الرئيس نيوز

منذ مائة عام، تغيرت طريقة فهم العلم للحياة في أحضان حضارة مصر القديمة إلى الأبد عندما تم العثور على مقبرة الملك توت عنخ آمون في جبانة وادي الملوك.

ولد توت عنخ آمون حوالي عام 1305 قبل الميلاد، وحكم مصر لمدة 10 سنوات فقط ومع ذلك، كان مقبرته مؤثثة بالكامل وبعناية فائقة أدهشت كل من شاهدها واحتوت ثروات لم يسبق لها مثيل.

وأشارت مجلة ساينس أليرت إلى أن افتتان العالم، وخصوصًا الغربيين بالمومياوات أمر مفهوم ربما لأن التحديق في وجه ملك مصري عاش وتوفي في عصور ما قبل التاريخ يجعل الحكام ذوي المهابة يبدون أكثر واقعية.

وأضافت المجلة أن اكتشاف توت عنخ آمون في مثواه الأخير وسط جميع ممتلكاته، يجعل المرء يشعر بالارتباط بالماضي ويمثل فرصة للسائحين للانتقال عبر الزمن إلى عصر الفرعون الشاب وغالبًا ما تطغى الشائعات المثيرة التي تحيط باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على الدراسات التي أجريت على حياة توت عنخ آمون ولكن إذا سمح للقيل والقال بأن يقف في طريق رؤية توت عنخ آمون كما اكتشف أسراره العلماء يفوت على المهتمين بالفرعون الصغير فرصة ثمينة.

ورصدت المجلة أهم 5 اكتشافات أضافتها الدراسات الأكاديمية حول المقبرة والملك الشاب: 

1. سبب وفاة توت عنخ آمون لا يزال لغزا
من الصعب معرفة سبب وفاة شخص عاش منذ زمن طويل، وهذه هي القاعدة، وتوت عنخ آمون ليس استثناء، فقد عاش المصريون القدماء حياة أقصر لأنهم لم يكن لديهم نفس الرعاية الصحية التي يتمتع بها عالم اليوم، ولكن توت عنخ آمون توفي عن عمر يناهز 19 عامًا، وهو ما كان صغيرًا حتى بالنسبة لمتوسط العمر السائد في مصر القديمة.
وفي الآونة الأخيرة، كشفت الدراسات التي أجريت باستخدام الأشعة السينية والأشعة المقطعية واختبار الحمض النووي أن توت عنخ آمون كان مصابًا بالملاريا، إلى جانب بعض الحالات الطبية الأخرى مثل الحنك المشقوق كما كسرت ساقه قبل وفاته بقليل، وساعدت هذه المعلومات في تكوين صورة عن صحة توت عنخ آمون قبل وفاته ولكن تلك المعلومات لا تخبرنا بالضبط كيف مات، إلا أنه لا توجد أدلة على اغتياله أو وفاته مقتولا.

2. دفن بالورود
عندما تم فتح مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، كان يرتدي طوقًا مصنوعًا من الزهور وكانت تلك الزهور والورود في حالة جيدة لأن التابوت كان محكم الإغلاق فلم تتعرض للهواء والتلف وتم العثور على باقات الجنازة في مومياوات أخرى ولكن هذا هو الدفن الملكي الوحيد الذي تم فيه العثور على جميع الزهور تمامًا كما تركها المشيعين المصريون القدماء، ونشرت المجلة صورًا لإكليل من الزهور الذابلة التي أخرجت من مقبرة توت عنخ آمون، وهي من مقتنيات متحف متروبوليتان للفنون، واكتسبت الأزهار أهمية خاصة في حياة المصريين القدماء، الذين رسموا صورًا لحدائق الزهور على جدران مقابرهم وعشقوا الزهور لجمالها وعطرها ولأسباب رمزية وتكشف الدراسات التي أجريت على الأزهار والفواكه المستخدمة في الطوق أن توت عنخ آمون دفن بين منتصف مارس وأواخر أبريل واستغرق تحضير جسده للدفن 70 يومًا، مما يعني أن توت عنخ آمون مات على الأرجح في فصل الشتاء.


3. تم الحفاظ على مظهر توت عنخ آمون بتقنيات خاصة
اتبع قدماء المصريين "وصفة" للقيام بتحنيط أي شخص، وتتضمن طريقة التحنيط إزالة الدماغ والأعضاء الداخلية التي يمثل الماس مكونًا رئيسيًا لها ثم استخدام ملح يسمى ملح النطرون لتجفيف الجثمان وينتج عن هذه الطريقة مومياء يمكنها البقاء لآلاف السنين ولكنها ذات مظهر منكمش وهزيل بسبب جفافها التام وكان المصريون القدماء يعتقدون أن الروح، أو كا، بحاجة إلى العودة إلى جسدها لتوجد في الحياة الآخرة، لكن كان على "كا" أن تكون قادرة على التعرف على جسد صاحبها ولذلك، لكي يجعلوا وجهه يبدو أكثر واقعية، تم حقن مواد مثل الراتينج تحت جلد وجه توت عنخ آمون لتثبيته والحفاظ على ملامحه، وحتى وقت قريب، كان يُفترض أن توت عنخ آمون قد تم تحنيطه بسرعة وبطريقة سيئة لأنه مات فجأة ولكن أحدث فحوصات التصوير المقطعي المحوسب تكشف أن هذا الطرح غير صحيح لأن تغليف الوجه يستغرق وقتًا ومهارة.

4. كان مع توت عنخ آمون رفقة في رحلته إلى الآخرة


من الصعب الهروب من الصورة الذهنية لتوت عنخ آمون راقدًا في مقبرته في عزلة تامة، ومع ذلك، فالحقائق تشير إلى أنه لم يكن الشخص الوحيد المدفون في المقبرة، وقد تم العثور على نعشين صغيرين في صندوق خشبي بخزينة المقبرة كما كشفت دراسة نُشرت في عام 2011 أن هذه التوابيت تحتوي على جنينين وكان أحدهما قد أكمل حوالي خمسة إلى ستة أشهر من الحمل؛ وكان الآخر قد أكمل تسعة أشهر من الحمل، ومات في وقت الولادة أو بعد الولادة، ومن المرجح أن هاتين هما بنات توت عنخ آمون وزوجته عنخسين آمون، وأنهما توفيتا قبل والدهما وأشارت المجلة إلى أنه من النادر العثور على جنين محنط وقد قام المصريون القدماء بتحنيط بعض الأطفال ولكن هذا لم يكن شائعًا ومن الواضح أن فقدان أطفاله قد أحزن الفرعون الصغير وكان حدثًا مهمًا جدًا لتوت عنخ آمون، لذلك أراد تلك الأجنة معه في الحياة الآخرة.

5. لم تكن الشهرة دائما أمر لطيف بالنسبة لتوت عنخ آمون
كما يحدث مع العديد من مشاهيرنا اليوم، فإن الشهرة ليست جيدة دائمًا للمرء، وهذا بالتأكيد هو حال توت عنخ آمون، الذي جلبت شهرته دراسة علمية مفرطة وألحقت أضرارًا كبيرة بجسده ومن المحتمل أن يكون توت عنخ آمون أكثر المومياء دراسة في العالم، ولا ينافسه في ذلك سوى مؤمياء أوتزي، رجل الجليد، التي عثر عليها في أوروبا.
ومن ضريبة الشهرة أن كشفت أحدث الدراسات التي أجريت على توت عنخ آمون باستخدام الأشعة المقطعية المتطورة أن جسده لم يعد سليمًا أو حتى مكتملًا وتمت الدراسة الأولى في عام 1925، بعد وقت قصير من اكتشاف المقبرة وقد حرص العلماء على رؤية توت عنخ آمون نفسه، وقام علماء التشريح الذين درسوه بإخراج المومياء بالقوة من نعشه لأنه كان عالقًا بمواد الراتنج ما أدى إلى فصل أطرافه ورأسه عن جذعه.