الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لوكالة روسية.. دلالات أول حديث صحفي للبرهان عقب القرارات المصيرية

الرئيس نيوز

في مؤشر على تماهي المواقف، بين روسيا والسودان، في أعقاب الإجراءات التي اتخذها الجيش السوداني مؤخرًا، وأفضت إلى استلامه السلطة، وإسقاطه الحكومة برئاسة عبد الله حمدوك، على امل تشكيل أخرى لمعالجة القضايا الاقتصادية والأمنية في البلاد، أجرى القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية، "سبوتنيك" ليتحدث فيها عن العلاقات مع روسيا ومشروع إقامة قاعدة بحرية روسية على مياه البحر الأحمر، في "بورتسودان"، فضلًا عن مواقف روسيا من الأحداث الأخيرة في السودان.
يقول البرهان: "الخرطوم لديها ملاحظات على الاتفاق مع روسيا حول إنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، ويجب معالجة هذه الملاحظات قبل المضي قدما في تنفيذ الاتفاق"، لافتًا خلال أول مقابلة حصرية لوسيلة إعلامية بعد استلام الحكم أن لبلاده اتفاق مع روسيا من ضمنه القاعدة، وأنه يتم التحدث فيه باستمرار، وأن لديهم بعض الملاحظات التي يجب إزالتها، مشددًا على التزام بلاده بالاتفاقيات الدولية، وقال: "سنمضي في تنفيذه حتى النهاية".

أكد البرهان أن تعاون السودان مع روسيا قديم ولم ينقطع، مضيفاً أن روسيا صادقة دائما في تعاملها معهم، وأنها حريصة على تطوير التعاون، وتطوير القوات المسلحة السودانية، بقدر حرصنا على العلاقة وعلى تطوير القوات المسلحة.
أثنى القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على الموقف الروسي تجاه المستجدات في السودان، قائلا إن موسكو دائما تدعم الحكومات والشعوب في تقرير مصيرها، وقال: "نحيي روسيا على موقفها الداعم باستمرار للحكومات والشعوب على أن تقرر مصيرها، ونقدر ونحترم روسيا فهي صديقة للشعب السوداني، قبل أن تقف إلى جانب الأنظمة".
يضيف القائد العسكري للسودان: "مواقف روسيا دائما صادقة، وتنظر بأعين مفتوحة وآخرين ينظرون من زاوية واحدة، وإلى نصف الكوب فقط".
وحول عقد لقاءات مع السفير الروسي في الخرطوم، قال البرهان "نلتقي دوما بالسفير الروسي ولدينا علاقات مميزة، ولدينا تعامل قديم خاصة في المجال العسكري، ولقاءاتنا به لم تنقطع أبدا".

وأُعلنت روسيا رسمياً في نوفمبر 2020، عن اتفاقية بين السودان وروسيا لإقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف "تعزيز السلام والأمن في المنطقة"، وأنها لا تستهدف أطرافا أخرى.
بحسب الاتفاق مع السودان، فتسمح الخرطوم للبحرية الروسية بالاحتفاظ بما يصل إلى أربع سفن في وقت واحد في القاعدة، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية، إلا أنه في أبريل الماضي، جمدت الخرطوم الاتفاق مع روسيا، بغرض مراجعته؛ معتبرة أن الاتفاقية لم يتم المصادقة عليها من قبل المجلس التشريعي السوداني.
وأعلن البرهان الاثنين الماضي، فرض حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين؛ متهماً المكون المدني في السلطة بـ "التآمر والتحريض على الجيش، كما اعتقلت قوة عسكرية رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، فجر الاثنين الماضي، قبل أن يُطلق سراحه فيما بعد، فيما اعتُقل بعض السياسيين والمسؤولين الآخرين ولم يُطلق سراحهم حتى الآن.
ووصف مسؤولون بالحكومة وهيئات مدنية سودانية خطوات البرهان، بـ "الانقلاب العسكري"؛ بينما اعتبرها الأخير تصحيحا للمسار الانتقالي، فيما لاقت الإجراءات، التي أعلنها البرهان انتقادات دولية واسعة؛ مع الدعوة للإفراج عن السياسيين والمسؤولين المعتقلين، والعودة إلى المسار الديمقراطي.
وبحسب مراقبين فإن دلالة أول حديث صحفي للبرهان لوكالة روسية، يشير إلى لعبة التوازنات الدولية، ففي حين هناك انتقادات حادة من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي، للسودان عقب القرارات المصيرية التي تم اتخاذها مؤخرًا، لجأت الخرطوم إلى المربع الشرقي بقيادة روسيا، بغية الحصول على دعم من قبل قوى دولية.
كما يعد عودة البرهان للحديث عن القاعدة العسكرية الروسية على البحر الأحمر، من باب المحفزات للدب الروسي، مقابل الدعم الذي تحتاجه الخرطومّ، والغطاء الدولي اللازم، وإجهاض أي قرارات في مجلس الامن قد تخذ ضد السودان.