السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"محمد روح الرحمة".. جورج برنارد شو "مسرحي محب للإسلام"

الكاتب الأيرلندي
الكاتب الأيرلندي الكبير "جورج برنارد شو"

يعد المسرحي الكبير جورج برنارد شو من الأسماء الأدبية العالمية التي لا زالت تحدث دَوِّيٍّا هائلاً لمزجه الساحر بين الفكر والسخرية، في أعماله المسرحية والروائية إلى جانب المقالات التي تعد مرجعًا مهمًا لتقييم البشرية في العصور التي عاش فيها على مدار أربعة وتسعين عامًا.

عرف عن برنارد شو حبه الشيد للإطلاع، بناءً على مهنته كأمين للمكتبة لمجاورته للكتب ليل نهار، مما دفعه لإتقان اللاتينية والفرنسية والإغريقية، لتزداد روافد معرفته وقت التصدي لمختلف الآراء بأعماله الأدبية بأشكالها المختلفة، وهو ما أهله للفوز بجائزة نوبل للآداب في العام 1925.

عُرف أيضًا عن برنارد شو، مواقفه المنصفة والموضوعية تجاه الآخر بعيدًا عن النظرات الإستشراقية الأحادية القادمة من نفحات الاستعمار، وذلك بوقوفه الشجاع بجانب فلاحي دنشواي في العام 1906 عبر مقدمته النارية في روايته الشهيرة، "جزيرة جان بول الآخرى".

من المواقف المنصفة والموضوعية لساخر القرن العشرين، كلماته الموضوعية والمنهجية تجاه الإسلام والرسول الكريم صلى الله تعليه وسلم، سائرًا في إتجاه مختلف عن أقرانه من بريطانيا العظمى.

كتب شو عن نبي الإسلام قائلاً: "إن شخصية النبي محمد، بالنسبة لي المثل الأعلى للشخصية الدينية نظرًا ما تمثل في النبي العربي من الحماسة الدينية والجهاد في سبيل التحرر من السلطة، وإن خير ما في نبي الإسلام أنه لم يدع سلطة دينية سخرها في مأرب ديني، ولم يحاول أن يسيطر على المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى".

وفي مسرحيته "جان دارك"، وَرَد على لسان أحد أبطال المسرحية وصفه للنبي الكريم ب"راعي الإبل"، ليأتي رد قطعي من آخر قائلاً : "إن أتباع محمد عليه السلام أوفر أدبًا من هذا فى كلامهم عن السيد المسيح، وإنهم يوقرون الحواريين، ولا يقولون عن واحد منهم صياد سمك".

وظل برنارد شو مستطردًا في وصفه لعظمة الإسلام ورسوله الكريم قائلاً: "كان محمد هو روح الرحمة، وقد ظل تأثيره باقيًا خالدًا على مر الزمان، لم ينسه أحد من الناس الذين عاشوا حوله، ولم ينسه الناس الذين عاشوا بعده، وقد قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا مرات ومرات، فلم أجد فيها إلا الخلق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم".

أضاف شو في مقال له بعنوان "الإسلام الحقيقي" في العام 1936: "إذا كان لديانة معينة أن تنتشر في انجلترا، بل في أوروبا، خلال مئات السنوات المقبلة، فهي الإسلام، لقد نظرت دائمًا إلى ديانة محمد بأعلى درجات السمو بسبب حيويتها الجميلة، إنها الديانة الوحيدة في نظري التي تملك قدرة الإندماج في هذه المرحلة من مراحل البشرية بما يجعلها جاذبة لكل عصر".

استطاع برنارد شو، بكلماته الموضوعية القادمة من نفحات فنان يمتلك الحساسية المفرطة في حكمه على الأشياء، أن يفند بأسلوب علمي وفني ومنهجي، ماهية الإسلام الحقيقية متحررًا من قيود الإستشراق الاستعماري، بإستشراق إنساني يعطي لكل ذي حق حقه.