الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"الرسول يقودنا للعبور".. رؤية شيخ الأزهر قبل حرب العاشر من رمضان

الرئيس الراحل أنور
الرئيس الراحل أنور السادات

تظل ذكرى نصر العاشر من رمضان في العام 1393 ه السادس من أكتوبر 1973 م، من الذكريات الراسخة في القلب والعقل لصلابة الجندي المصري المشبع بالاجتهاد والإيمان، وقت عبوره للمستحيل ما بين اليأس والرجاء كما قال قائد العبور الرئيس الراحل أنور السادات.


(الشيخ عبد الحليم محمود وقت زيارته للجبهة)

عند تولي الرئيس أنور السادات الحكم عقب رحيل الزعيم جمال عبد الناصر في العام 1970 أصبح مطلب النصر حتميًا على الحاكم الجديد في ظل التحديات القائمة في مسألة العبور المرجأة لمختلف العوامل السياسية والاستراتيجية والاقتصادية منذ حرب الأيام الست وحروب الاستنزاف.


(أنور السادات على الجبهة وقت الإعداد للحرب)

مر الرئيس الراحل أنور السادات بالعديد من التحديات وقت إعداده لخطة التعتيم الاستراتيجي، قوام العبور المنتظر وذلك بإعلانه بقدوم عام الحسم في آخر 1971، ليمر عام الحسم بلاحسم حتى جاء إعلانه عن اختفاء الحسم المنتظر، ليحل محله عام الضباب، عبر قرار اللاحرب واللاسلم بسبب انشغال روسيا بتسليح الهند ضد تسليح أمريكا لباكستان في أزمة كشمير.


(الإمام الأكبر عبد الحليم محمود)

وسط هذه الأجواء والأحداث الجسام كان الإعداد سائرًا على قدم وساق، بسواعد الجنود المجهولين الناكرين لأنفسهم من أجل محو سوداوية الذكرى المؤلمة في 5 يونيه من العام 1967.


لم يكن هناك من بين أفراد الشعب بمختلف طبقاتهم، من يشعر باقتراب فجر النصر المدخر في رحم الأقدار، وإذ بمفاجأة كبرى تمهد لإعداد الصدور لتلقي البشرى المرجاة وذلك بزيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عبد الحليم محمود لمكتب الرئيس السادات في سبتمبر من العام 1973.


(حرب العاشر من رمضان 1393 ه اسادس من أكتوبر 1973 م)

استيقظ الإمام الأكبر من نومه، مستبشرًا برؤيته للرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وأخذه هو ومعه العلماء المسلمين وضباط وجنود القوات المسلحة وعبروا قناة السويس.


ذهب الإمام الأكبر على الفور للرئيس أنور السادات، وبشره بما رآه في المنام، كدليل توكيدي على اقتراب الأمل المحبوس إن آجلاً أو عاجلاً، وهو ما أكده الكاتب الدكتور إبراهيم عوض في كتابه "عبد الحليم محمود.. صوفي من زماننا".

تحمس السادات باتخاذ قرار الحرب، بناءً على الدراسة الوافية من رؤى الخبراء المختلفين ورؤية صوفي العصر الذي مهد للقرار والخبر السار عبر منبر الأزهر قائلاً في خطبة الجمعة: "إن حربنا مع إسرائيل هي حرب في سبيل الله وأن الذين يموتون فيها شهداء ولهم الجنة ومن تخلف عنها منافق".

أطلق السادات على حرب أكتوبر اسم "العملية بدر" مستلهمًا غزوة بدر المباركة التي وطدت أقدام الإسلام أمام مشركي قريش، وتجسدت رؤية شيخ الأزهر على أرض الواقع بعبور الجنود جدار اليأس والقنوط بالتوكل على الله والتمسك بعروته الوثقى من خلال صيحات لفظ الجلالة العظيم "الله أكبر".