الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بين اتفاق السلام وإقالة والي «كسلا».. شرق السودان على صفيح ساخن

الرئيس نيوز

يشهد شرق السودان احتكاكات قبلية متفرقة، كان أكثرها سخونة في مايو الماضي، بعد اشتباكات بين بين قبيلتي البني عامر والنوبة في مدينة حلفا بولاية كسلا، عندما قتل وأصيب العشرات من المواطنين، وتجددت الاشتباكات في أغسطس الماضي عقب تسمية صالح عمار عضو تحالف قوى الحرية والتغيير واليا على كسلا.

ومع استعداد السودان لتنظيم احتفالات شعبية ورسمية عارمة بتوقيع اتفاق السلام بين الحكومة والجبهة الثورية، في جوبا مطلع الشهر الجاري، أعلن محتجون يتبعون قبائل شرق السودان رفضهم للاتفاق، ورفعوا لافتات كتبوا عليها "دولة البجا" في إشارة إلى قبائل البجا، وأغلقوا رصيف الحاويات في ميناء بورتسودان. 

وحتى بعد قرار إقالة والي كسلا من قبل رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، الدكتور عبدالله حمدوك، الثلاثاء الماضي، تصاعدت وتيرة الأحداث شرقي السودان عقب احتجاجات نظمها مناصرون للوالي المقال صالح عمار.

تقرير المصير

قال عبدالله أوبشار مقرر لجنة نظارات البجا إن المجلس سعى إلى حلول توافقية معت الحكومة ولكن هذه المساعي باءت بالفشل، مطلع الشهر الجاري.

وفي مؤتمر السلام والتنمية والعدالة في مدينة سنكات التابعة لولاية البحر الأحمر، وحضره نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قرر المشاركون إيقاف نشاط التعدين بشرق السودان إلى حين مراجعة عقود الامتياز، ووقف التخصيص والمخططات السكنية والزراعية بشرق السودان.

فيما كشف رئيس النقابة العمالية بهيئة الموانئ البحرية في السودان، الشربيني عبود الشربيني في تصريحات لــ"سبوتنيك" أن هناك جهات خارجية تطمح إلى السيطرة على المياه الإقليمية السودانية بالبحر الأحمر وخاصة الجزء الجنوبي لميناء بورتسودان.

وتخشى دوائر سياسية عديدة من استمرار حالة الفوضى والاشتباكات المتقطعة التي تندلع بين قبائل شرق السودان، في ظل التناحر بين مكونات قبلية على السلطة وعدم الاعتراف بما حققه مسار الشرق من مكاسب للإقليم، بما قد يؤدي إلى التهديد بانفصال جزء آخر من السودان، يشكل أهمية اقتصادية واستراتيجية باعتباره المنطقة الوحيدة المطلة على سواحل البحر الأحمر، خاصة بعد رفع لافتات "دولة البجا" من قبل المتظاهرين.

النظام البائد

ويعتقد الخبراء أن جوهر الصراع في شرق السودان يقوم بين قوى تابعة للثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع عمر البشير، وأخرى محسوبة على النظام البائد، و يرجح أن تصبح المنطقة حلبة للصراع الجديد في السودان، بما تشكله من طبيعة رخوة يجد فيها أنصار النظام البائد فرصة مناسبة لمناكفة الحكومة بسبب علاقها القديمة مع القبائل الفاعلة هناك.

وتتأثر الكثير من الفئات داخل الإقليم بخطابات العشيرة، وتنحاز إلى مطالب شيوخ القبائل ونظارها، وتعاني من أوضاع بالغة الصعوبة جراء إهمال السلطة المركزية في الخرطوم لمطالب شرق السودان الذي يبعد نحو 800 كم عن العاصمة الخرطوم.

انقسامات داخلية

ويعاني شرق السودان من إشكاليات عديدة في بنيته السياسية والقبلية، ويغلب الانقسام على جميع المكونات الفاعلة داخله، بدءاً من انقسام فصائل مؤتمر البجا المعارض ومروراً بالنزاع على قيادة الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة، بين رئيسها الأمين داود من جهة، ونائبه خالد محمد إدريس الذي وقّع على اتفاق السلام بمسار الشرق من جهة أخرى، إلى جانب انقسام أحزاب التواصل التي لديها نفوذ مشهود داخل الإقليم.

ويطالب تجمع شرق السودان، بتوسيع اتفاق مسار الشرق الذي تم توقيعه مؤخراً في جوبا ليشمل كافة مكونات الإقليم، داعياً إلى ضمان مشاركة الجميع في المؤتمر التشاوري المزمع عقده لمعالجة قضايا المنطقة التي تشهد استقطاباً قبلياً حاداً صاحبته نزاعات دامية راح ضحيتها العشرات.