السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قبل الرعاية الصحية.. علاقة مستشفى أطفال المنيرة بضريح "أبو الريش"

الرئيس نيوز

في منطقة السيدة زينب بالقاهرة، يقع مستشفى الأطفال الجامعي المشهور بمستشفى أبو الريش، تأسس المستشفى الذي يعالج الأطفال مجانا في عام ١٩٧٩ وفق دعم من الحكومة اليابانية لمصر، لذلك يعرف أيضا بالمستشفى الياباني، لكن التسمية الأشهر للمستشفى تعود إلى أحد ميادين المنطقة، والذي يحمل اسم صاحب ضريح مشهور لدى أهالي السيدة. 

بعيدا عن المسميات الآن، ثمة رابط تاريخي بين المستشفى وبين ضريح الشيخ أبو الريش، حسب الكاتب مكاوي سعيد في كتابه "القاهرة وما فيها". 
يقول المؤلف إنه طبقا لأبحاث إنجليزية، كان أكثر من 50 % من أطفال مصر في فترة ما قبل ثورة 23 يوليو 1952، يموتون قبل سن الخامسة بسبب عجز الرعاية الصحية. ويضيف أن الأهالي في ذلك الوقت كانوا يلجأون إلى طريق الدجل والخرافات، في محاولة لإنقاذ أطفالهم.
ويشرح أن الطفل الذي كان يتجاوز سن الخامسة، وبالتالي ينجو من شبح الموت، كان يقام له احتفال خاص، بطقوس غريبة، إذ كان يرتدي جلبابا أبيض، ويلبسونه تاجا من ريش الوز الأبيض، ثم يركبونه على حمار أبيض بالمقلوب.
ويتابع أن الطفل كان يخرج في هذا الموكب الغريب من بيته إلى ضريح الشيخ محمد السدي، الشهير بأبو الريش، والواقع خلف مسجد السيدة زينب، بينما يغني الأهالي قائلين "يا أبو الريش.. إن شا الله تعيش"، ثم يدورون في لفات عديدة، وبعد ذلك يعودون بالطفل إلى البيت مرة أخرى.
تيمنا بذلك، أُطلق على مستشفى الأطفال بمنطقة المنيرة اسم مستشفى أبو الريش، وأيضا بسبب قرب الضريح من المستشفى.
ويلفت المؤلف إلى أن المستشفى يقع في شارع سكة المدبح الذي تغير اسمه إلى بيرم التونسي، إذ كان الشارع مقرا لإقامة الشاعر الراحل في القاهرة.
اللافت في العلاقة بين المستشفى والضريح أن التقدم الصحي له كلمته في النهاية، فبينما كان الأهالي يلجأون للضريح لشفاء لإنقاذ أبناءهم من الموت، جاء المستشفى ليعوضهم عن الوقوع أسرى للخرافات والدجل، ووضع أرواح الأطفال في يد العلم مع التسليم بالعناية الإلهية.