الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"كورونا انتقام إلهي وعيد الأم شرك".. ابن الحويني يواصل فتاوى التضليل

الرئيس نيوز

لا يزال حاتم نجل الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، يثير موجات جدل كبيرة؛ بسبب تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، وربما ساعده على ذلك وجوده خارج الدولة، إذ يقيم مع والده ووالدته وإخوته في قطر منذ عام 2015.

نجل الحويني، حاصل على ليسانس شريعة إسلامية من جامعة الأزهر، ويكتب على "تويتر" كتعريف له: "أعمل مع والدي الشيخ أبي إسحاق الحويني في تحقيق تراث أمتنا. وأنا صاحب شركة Metal Glass للاستيراد والتصدير".

ويقيم حاتم في دولة قطر مع والده ووالدته وإخوته، وكان خروجهم بدواعي قيام الحويني الكبير بفحوصات طبية، في أحد مشافي الدوحة. واستغل الابن قطر كمنصة للهجوم على مصر، فضلًا عن استغلال صفحاته على السوشيال ميديا كمنصة لإصدار الفتاوى المتطرفة. 

الحويني الكبير والسياسة

ومنذ أن بزغ اسم الشيخ أبو إسحاق الحويني على الساحة وهو يعكف على تدريس علم الحديث والشروح، إلا أن خطبه لم تكن لتخلو من الشواهد السياسية والآراء التاريخية ذات الأبعاد الاجتماعية لكنها كانت على مضض، وفي أعقاب ثورة 25 يناير بدأت دروسه تأخذ خطًا فيه أكثر جرأة لتتحدث عن القضايا السياسية والاجتماعية لكنها لم تكن منتشرة في أغلبية أحاديثه. 

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، ذكر اسم الشيخ الحويني في بعض لقاءاته التي أعقبت ثورة 30 يونيو 2013، والتي أنهت حكم تنظيم الإخوان، وقال إنه في ذات المرات سأله الحويني عن إمكانية ترشيح التيار الإسلامي شخصية للرئاسة، فأجاب الرئيس قائلًا: "لا.. التيار الإسلامي يحتاج الكثير حتى يعرف ما معنى قيادة الدولة".

تصريح الرئيس السيسي كشف مدى اشتراك الحويني في إدارة التيار الإسلامي بشكل عام، على عكس ما كان متوقعا وقتها أنه يريد استغلال أجواء الحرية التي أعقبت ثورة يناير. وبعد ثورة يونيو فضل الحويني الكبير البقاء في قطر، لتلقي العلاج هناك، لكن يظل اختيار تلك الدولة محل تعجب.

وبينما التزم أبو إسحاق الصمت طوال تلك الفترة إلا من إلقاء بعض الدروس الدينية، انبرى نجله في إصدار الفتاوى والتعليق المثير للجدل على الأحداث.

وخلال علاج أبو إسحاق في أحد مشافي قطر، قال حاتم الحويني، إن داعية الدم يوسف القرضاوي زار والده بمستشفى حمد هناك، وأضاف وقتها أن والده سافر بتوجيه من الأطباء إلى مستشفى متخصص في دولة قطر، إثر أزمة صحية، وبعد الفحوص الطبية حُجز في العناية المركزة لمتابعة حالته ومنع الزيارات عنه حتى يتماثل للشفاء.

تابع حاتم أن إدارة المستشفى فوجئت بالقرضاوي في بهوها على كرسي متحرك، قاصدا زيارة الشيخ الحويني بعدما علم بحالته الصحية. وأوضح أنه اللقاء الأول بين الشيخين، وأن الزيارة استمرت نحو 5 دقائق، شكر فيها الحويني له خطواته وتحامله على نفسه مع مرضه لزيارته.

تغريدات مستفزة

استغل حاتم إقامته في قطر، وبدأ في إطلاق سمومه عبر موقع التواصل "تويتر"، ففي إحدى تغريداته، حاول تصدير المناقشة التي دارت بين شيخ الجامع الأزهر، الإمام الأكبر، أحمد الطيب، ورئيس جامعة القاهرة، عثمان الخشت، على أنها معركة حق وباطل، متناسيًا أن قول الشيخ الطيب: "أنه يكن كل تقدير واحترام للدكتور الخشت، وأنه لم يقصد بتلك المناقشة النيل منه"، إلا أن نجل الحويني أبى إلا أن يصدر مشهد المعركة في المناقشة.

وكتب على "تويتر" قائلًا: "بعد أن كنا نعتب على شيخ الأزهر مواقفه لا أجد إلا الدعاء له بالسداد والتوفيق، فهو يحارب وحده وسيحارَب (من قوى ونظم) عبر الإعلام بعد هذه الوقفة، وربما يسنون قانونًا لعزله. فعلينا الوقوف خلفه ليتقوى بنا، فالأزهر إن استيقظ لن يجرؤ أحد على التطاول على هذا الدين". 

وكتب في أخرى: "نرجو الله أن يستيقظ أزهرنا ويقود العالم السني، فهو أقوى مؤسسة رسمية سنية في العالم العربي والإسلامي. فبقوة الأزهر وشدته في الحق تضعف العلمانية وتتخاذل فلا نرى لها رأسًا إلا هانَ وصغرَ وانزوى خجلًا وخزيًا في عارٍ وذِلَّة". 

وبينما يتحدث سابقًا عن الأزهر وقوته وانحيازه للحق، إلا أنه في أوقات أخرى يهاجمه ويعتبره مفرطًا إذا ما أفتى على عكس ما يريد، ففي حين يفتى الأزهر ودار الإفتاء بحرمة ختان الإناث ويعتبره اعتداء على المرأة، يكتب حاتم الحويني قائلًا: "ختان الإناث حرام، هذا الحكم على إطلاقه بالحرمة لا يقوله إلا جاهل لم يقرأ كتابًا في الفقه؛ فختان النساء مشروع كختان الرجال، لكنه آكد في حق الرجال، وقد اتفق الأئمة على أنه مشروع، وإن اختلفوا في كونه واجباً أو مستحباً، لكنه مشروع يا دعاة الباطل!". وغض الحويني طرفه عن فتاة الفيوم التي ماتت بعدما أقبل أهلها على ختانها. 

علق حاتم الحويني كذلك على الحكم القضائي بمنع النقاب، وكتب قائلًا: "وإن سَألوكِ عن النِقاب فقولي: هو إخفآءُ ما يستحقُ أن يُخفى ليرآهُ فقط من يَستحق رؤيته". وكتب في أخرى ساخرًا: "الأوقاف تحترم أحكام القضاء بمنع النقاب، لكن أحكام الشرع لا نحترمها! وكأن الشرع حائطا مائلا يركبه كل خبيث يمنع ويترك ما يوافق هواه!".

وعن فيروس كورونا، كتب قائلًا: "عزلت الصين مليون مسلم من الإيغور في المعتقلات.. واليوم تقرر عزل 18مليون صيني خوفا من فيروس كورونا!. دعوات المسلمين لم تذهب سدى.. حاشاك يا ربـي أن تترك إخواننا الإيغور دون قصاص من هؤلاء الكافرين".

كما تشفى في مقتل قائد فيلق "القدس"، قاسم سليماني، وكتب يقول: "انظر إلى حال كل ظالم يقتل الناس ويعتقلهم وهو يظن أنه قوي لا يقهره أحد!! ثم هو غدًا أو الآن جثة هامدة لا قيمة لها. تخيل معي منظر هذا المجرم وهو يظن أنه قاهر لا يقهر ثم تخيل حاله الآن وهو جثة هامدة حقيرة لا قوة لها ولا كرامة! فالحمد لله على هلاكه".

كما أفتى بحرمة تهنئة المسيحيين بعيدهم، وعدم مشاركتهم في الاحتفال بعيدهم، وكتب يقول: "يوم يكذب فيه ربك في محكم التنزيل أن له ولد!" وفي تغريدة أخرى كتب يقول: "(ميلاد الرب - ميلاد ابن الرب- الكريسماس) لأنه يقتل عقيدتنا في مقتل، إذ أن الله سبحانه وبحمده أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد". وتجاهل ابن الحويني الأبن الأزهر بجواز تهنئة المسيحيين، من باب برهم والإقساط عليهم. 

وخلال الفترة الأخيرة نفى أن يكون قد أفتى بحرمة استخدام تطبيق "واتس آب"، ونفى أن يكون قد أفتى بحرمة ممارسة رياضة حمل الأثقال، وقال: "الحرام هو كشف العورة والظهور أمام الجماهير دون ستر ما بين السرة والركبة".

كما نفى أن يكون قد أفتى بأن (عيد الأم ليس شركا)؛ وقال: "الشرك كفر، والكفر موجب الخلود في النار، ومثل هذا -(عيد الأم شرك)- لم يقل به أحدٌ من العلماء ولا من طلبة العلم".