الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

المواجهة الأمريكية - الإيرانية تثير قلق حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والخليج

الرئيس نيوز

يتطلع حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين والأوروبيين منذ فترة طويلة إلى تحركات واشنطن بحذر وقلق ويستعدون لمزيد من الانتقام من جانب طهران، وفقا لتقرير مجلة فورين بوليسي.

وقالت المجلة إن الضربة التي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني، قائد قوة القدس الإيرانية، كانت غير متوقعة من قبل طهران بعد شهور من الرد الأمريكي الصامت على عدوانية النظام الإيراني المتزايدة في جميع أنحاء المنطقة.

ويبدو أنها أثبتت أن الولايات المتحدة كانت جادة في تطبيق الخط الأحمر الذي حدده ترامب سابقًا - أي قتل إيران لأي أمريكي.

ولكن حلفاء الولايات المتحدة المقربين في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، ورغم تراجع واضح في أعقاب هجوم صاروخي إيراني رمزي نفذ في 8 يناير - أثار مخاوف من تصاعد العنف الذي سيكون في المقام الأول مزعزعًا للاستقرار في الخليج بصفة خاصة، فقرارات وسلوك ترامب يمكن التنبؤ بها وخطابه الملتهب أثارت قلق هذه الدول من أنه، في حين أن الرئيس الأمريكي سيرد بقوة عندما تتعرض أرواح الأمريكيين للخطر، فقد لا يكترث إذا كانت المصالح الإقليمية مهددة. على سبيل المثال، رفض ترامب الرد بعد أن قصفت إيران منشآت نفطية سعودية رئيسية في سبتمبر الماضي، وهو رد ضعيف بشكل مفاجئ لإدارة قالت إن حماية المملكة العربية السعودية هي إحدى أولوياتها السياسة.

وقال إيلان جولدنبرج، الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى مركز الأمن الأمريكي الجديد: "من ناحية، فإنهم سعداء لأن ترامب مستعد لفرض العقوبات والضغط وإسقاط إيران". لكن من ناحية أخرى: "إنهم متوترون لأنه غير مستقر ويمضي بعيداً. لا أحد يعرف حقًا ما الذي سيفعله دونالد ترامب".

على الرغم من أن غالبية دول التخليج لا تحب سليماني، المسؤول عن مقتل المئات من القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق وحدها، خلف الأبواب المغلقة، فإن دول الخليج، على وجه الخصوص، تلقي باللوم على الولايات المتحدة لتصعيد الأزمة دون داعٍ.

ويشعر المسؤولون بالقلق من أن طهران يمكن أن تلجأ إلى المزيد من استهداف البنية التحتية الحيوية مثل محطات تحلية المياه، التي توفر المياه النظيفة للسعوديين.

وقالت باربرا ليف، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الإمارات العربية المتحدة، إن حلفاء الخليج يراقبون ترامب بخوف - خاصة تعليقاته التي تشير إلى أنه يريد إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن من الشرق الأوسط وترويج الاستقلال الأمريكي في مجال الطاقة.

وكبار مسؤولي الإدارة الأمريكية يصرون على أن قتل سليماني سيجعل إيران تفكر مرتين قبل أن تؤذي الولايات المتحدة مرة أخرى، على الرغم من أنهم ما زالوا يعترفون بأن إيران تشكل تهديدًا مستمرًا. نحن نتمتع الآن بموقف قوي فيما يتعلق بإيران. قال وزير الخارجية مايك بومبيو في خطاب ألقاه في جامعة ستانفورد يوم الاثنين الماضي: "إيران تراجعت ولم تكن في المكان الذي هي عليه اليوم، لقد أعدنا هيكلة أسلوب الردع، لكننا نعرف أن  الخطر لا يزال قائماً. ونحن مصممون على عدم فقدان هذا الردع".

وقال الجنرال المتقاعد جاك كين، أحد المقربين من الرئيس ترامب، إن الهجوم على سليماني كان "نقطة تحول" تسببت في إعادة تقييم إيران لمعاملاتها في المنطقة. وأشار كين إلى أن الضربات الانتقامية على قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف في العراق، والتي ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية ولكنها لم تتسبب في وفاة واحدة، كانت "ضئيلة إلى حد ما" مقارنة بخطاب النظام الإيراني الانتقامي الطابع.

وأضاف: "من الجدير بالذكر أن إيران تحملت المسؤولية المباشرة عن ضرب الطائرة الأوكرانية، بدلاً من تحميلها لأي من وكلائها، لأنها أرادت "السيطرة على النتيجة".