الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أردوغان في 2019: من "قرصان المتوسط" إلى "مقاول مرتزقة"

الرئيس نيوز

كان العام 2019 عام الألقاب بجدارة في مسيرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقط حصل على لقبيْن جديدين على الأقل خلال النصف الثاني من العام،  فهو "قرصان المتوسط" وفقًا لتساؤل طرحته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في سياق تغطيتها لنقاشات الصحف العالمية حول اتفاق ترسيم الحدود البحرية المزعوم بين حكومة طرابلس في ليبيا وتركيا، ذلك الاتفاق الذي تم توقيعه بتاريخ 27 نوفمبر وتساءلت (بي بي سي) ما إذا كان الاتفاق الذي تعده مصر واليونان وقبرص غير قانوني نوعا من القرصنة التركية في شرق المتوسط.

اللقب الأحدث منحته إياه أغلب وسائل الإعلام العربية فهو أيضًا "مقاول مرتزقة"؛ وكان ذلك اللقب في أعقاب إعلان أردوغان استعداده لإرسال قوات تركية لدعم حكومة فايز السراج في طرابلس إذا طلبت تلك الحكومة ذلك، وهناك لقب ثالث منحه إياه الكاتب الصحفي عماد الدين أديب في صحيفة الوطن المصرية، فأزمة أردوغان الكبرى في معادلة أن يصبح "رئيس دولة سوبر إقليمية"، ويحقق حلم العثمانيين الجدد، هي عدم توافر سلاح الطاقة لديه ولدى بلاده".

وفي وصف طريف لتصرفات الرئيس التركي، لفتت صحيفة الاندبندنت إلى إن أردوغان يبدو أنه يحاول إيجاد "طريق مسدود استراتيجي واحد" من خلال دمج صراعين في صراع واحد؛ في إشارة الصراع في ليبيا والصراع على الغاز شرق البحر المتوسط.

أعلن أردوغان في النصف الأول من ديسمبر، أن تركيا قد تفكر في إرسال قوات إلى ليبيا لدعم الحكومة المعترف بها في طرابلس في قتالها ضد قوات الحكومة الشرقية والجيش الوطني الليبي. جاء إعلان أردوغان في أعقاب مذكرة تفاهم وقعتها أنقرة وطرابلس حول الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط. الصفقة تجعل الدولتين جارتين بحريتين وتتجاهل الجرف القاري لبعض الجزر اليونانية وجزيرة كريت.

وتماشيًا مع "هوس الغاز" الذي أصاب أردوغان، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على اتفاقية تعاون عسكري بين تركيا وليبيا تدعو إلى زيادة التعاون في تبادل الأفراد والمواد والمعدات والاستشارات والخبرة بين الجانبين. كما تدعو الاتفاقية للتصدي لمن يحاول منع أنشطة الحفر التركية في شرق البحر المتوسط ​​، وفقًا لمبعوث الرئيس التركي الخاص إلى ليبيا "أمرالله إشلر".

رداً على الخطوة الأخيرة التي اتخذتها تركيا، قدمت اليونان شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، ونفذت مصر مناورات عسكرية بالذخيرة الحية بالقرب من ساحل البحر المتوسط​​، وأعلن قادة الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق التركي مع حكومة السراج يشكل انتهاكًا للقانون الدولي.

وقالت الإندبندنت "لا يبدو أن تركيا تميل إلى التراجع"، مستشهدة بقرار تركيا هذا الأسبوع بنشر طائراتها المسلحة بدون طيار في شمال قبرص لحماية سفن الحفر في شرق البحر المتوسط.

وأضافت الإندبندنت أن أنقرة تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية تركية في ليبيا يمكن أن تكون وهو الإجراء الذي إذا تم بالفعل سيعتبر "أكبر خطأ استراتيجي لأردوغان".

وقالت الإندبندنت إن أردوغان لعب بمهارة الورقة القومية في السياسة الداخلية بشن هجوم عسكري ضد الميليشيات الكردية في شمال سوريا في أكتوبر. وأضافت الصحيفة: "لكنه يجب أن يعرف أن الشعب التركي سوف يبيعه بسهولة في هذا الخطوات الأخيرة لأنه يخاطر الآن بموت مئات الجنود الأتراك ربما للدفاع عن حكومة يدعمها الإسلاميون على بعد آلاف الأميال".

لكن صحيفة الإندبندنت نبهت إلى إن أردوغان ربما اختار المخاطرة بشرعيته المحلية مقابل نوع آخر من الشرعية في الغرب، حيث زادت روسيا دعمها العسكري للجيش الوطني الليبي. وقالت الصحيفة إن أردوغان يلعب على الخوف الأمريكي من الوجود العسكري الروسي الثقيل في شمال إفريقيا ويهدف إلى تقديم نفسه على أنه ذراع موازنة موثوقة وشرعية ومدعومة من الغرب.

وخلصت الإندبندنت إلى أن "تركيا تبدو جريحة ويائسة" وأن أردوغان يدرك مخاطر التظاهر بوزن يفوق وزن بلده الحقيقي، ومع ذلك يبدو أنه مستعد للمخاطرة بحرب قد تخسرها تركيا".

وتقول أمل عبد الله الهدابي في "البيان" الإماراتية: "إنه اتفاق منافٍ للعقل من الناحية الجغرافية، كما وصفته الحكومة اليونانية؛ لأن ليبيا لا تربطها أي حدود بحرية مع تركيا، إلا إذا كانت أنقرة لا تعترف بوجود جزيرة كريت اليونانية، التي تفصل بين الساحلين التركي والليبي".

وتضيف: "أن أنقرة تحاول من خلال هذا الاتفاق، ولاسيما شقه البحري تحقيق أطماعها في غاز شرق المتوسط، والذي تخوض من أجله صراعاً مريرا،ً مع دول مثل قبرص واليونان ومصر".