الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بتصريحات نارية.. كيف تستبق أمريكا زيارة أردوغان؟

الرئيس نيوز


يبدو أن زيارة الرئيس التركي، لواشنطن الخميس المقبل، لن تكون عادية، خاصة أن الشواهد تؤكد أن الجانب الأمريكي لا يزال مصرًا على التصعيد في الملفات محور الخلاف مع أنقرة، والتي يأتي على رأسها (شراء أردوغان لمنظومة الصواريخ الروسية إس-400)، على الرغم من محاولات تركيا تلطيف الأجواء؛ لإنجاح الزيارة.

واستبق مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، زيارة أردوغان، وطالب تركيا بلهجة أمرة بسرعة التخلص من منظومة الصواريخ الروسية، وإلا ستكون عرضة لعقوبات قوية سيقرها الكونجرس بأغلبية ساحقة حال طرحها على التصويت. وقال خلال مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.بي.إس)، مساء أمس الأحد: "الولايات المتحدة محبطة للغاية من شراء تركيا منظومة دفاع صاروخي روسية وقد تفرض عقوبات على أنقرة إذا لم تتخلص منها".

أوضح أوبراين أن تركيا ستشعر بتأثير هذه العقوبات، وأنها ستفرض بموجب قانون (مواجهة أعداء أمريكا من خلال قانون العقوبات جاستا).

كان "الرئيس نيوز" تواصل مع المحلل التركي، تورغوت أوغلو، بشأن مصير منظومة صواريخ (إس-400) للدفاع الجوي، التي قامت تركيا بشرائها، وقال إن أردوغان ليس أمامه إلا التخلي عن هذه المنظومة، لكنه يخشى غضبة نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وقال المحلل التركي: "أقرب الاحتمالات أن أنقرة ستسدد قيمة الصفقة لموسكو لكن لن تقوم بتشغيلها".

وبحسب ما هو معلن، لم تقم تركيا بتشغيل تلك المنظومة حتى الآن، فيما تنقل الصحف التركية تصريحات، رئيس هيئة الصّناعات الدفاعيّة التركيّة، إسماعيل دمير، الذي قال إنّ تسليم الدّفعة الثانية من منظومات صواريخ “إس 400” الروسيّة قد يتم إرجاءه؛ بسبب خِلافات بين البلدين، (روسيا وتركيا) حول جوانب تكنولوجيّة.

يقول الكاتب عبد الباري عطوان، في هذا الصدد: "ربّما يأتي هذا التّأجيل لتوفير أجواء أفضل لزيارة الرئيس أردوغان، وإبقاء شَعرة مُعاوية مع الإدارة الأمريكيّة التي تُعارض من الأساس هذه الصّفقة".

تصعيد أخر قامت به واشنطن مستبقة زيارة أردوغان، إذ أقر الكونجرس بأغلبية أعضائه، أواخر أكتوبر المنصرم، بوقوع إبادة جماعية للأرمن على يد السلطات العثمانية، إبان الحرب العاليمة الثانية، الأمر الذي احتجت عليه تركيا، وقامت باستدعاء سفير الولايات المتحدة لديها؛ لإبلاغه الاحتجاج. 

وهناك جملة من الملفات المثيرة للتوتر بين البلدين، تتعلق إحدى القضايا الرئيسية بشراء أنقرة منظومة صواريخ إس-400 الروسية المضادة للطائرات والتي تقول واشنطن إنها لا تتوافق مع دفاعات حلف الأطلسي وتهدد مقاتلاتها من نوع إف-35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن. فضلًا عن رفض واشنطن اجتياح تركيا لشرق الفرات، بعملية تحمل اسم "نبع السلام"، وهي المنطقة التي تعد معقل الأكراد حلفاء أمريكا.

يقول الباحث في الشؤون التركية، علي رجب، من الصعب التنبؤ بما سيتمخض عنه لقاء الرئيس أردوغان ونظيره الأمركي دونالد ترامب، الخميس المقبل، مبررًا حديثه خلال تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "الأجواء ضبابية لكن إصرار أردوغان على إتمام الزيارة رغم إهانات ترامب ربما يشير إلى أن الرئيس التركي يحمل حلولًا للعديد من الملفات محور الخلاف بين البلدين".

لفت رجب إلى أن قرار الداخلية التركية، اليوم الاثنين، بترحيل مواطن أمريكي ينتمي لداعش، إلى بلاده، ربما يمثل ورقة ضغط تمتلكها تركيا وتريد الاستفادة بها أوروبيا، كما تفعل بملف اللاجئين، كتابعًا: "يريد أردوغان الاستفادة بها خلال الزيارة، في وقت ترفض أوروبا استقبال تلك العناصر، وتقول إنه من الأولى محاكمتهم في البلد التي تورطوا فيها بعمليات إرهابية".

وأعلنت وزارة الداخلية التركية اليوم الاثنين، عن ترحيل عنصرا أميركيا من تنظيم داعش، مضيفة أنه تم الانتهاء من إجراءات ترحيل 7 إرهابيين آخرين يحملون الجنسية الألمانية. وأوضحت الوزارة أنه سيتم ترحيلهم يوم 14 نوفمبر، حسب وكالة الأناضول.

كان وزير الداخلية سليمان صويلو، قد صرح الجمعة، بأن تركيا ستبدأ إعادة عناصر “داعش” المحتجزين لديها إلى بلدانهم اعتبارا من الاثنين.