ترامب يحتفل بعيد الميلاد بمكالمات مرحة للأطفال ويحمي البلاد من “بابا نويل الشرير"
احتفل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعيد الميلاد هذا العام بمكالمات هادئة ومرحة مع الأطفال من جميع أنحاء الولايات المتحدة، بينما أقام مع زوجته ميلانيا ترامب في منتجع مار-أه-لاجو في فلوريدا.
وشارك الثنائي في تقليد سنوي عبر الاتصال مع الأطفال المشاركين في برنامج متابعة مسيرة بابا نويل، سانتا كلوز حول العالم، الذي تديره قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (NORAD).
وبدأ ترامب المكالمات بالحديث عن الهدايا التي يتطلع الأطفال للحصول عليها هذا العام، مؤكدا لهم أنه يريد التأكد من أن سانتا “شخص جيد للغاية” وأنه لا يسمح لأي “بابا نويل شرير” بالتسلل إلى البلاد.
وقال ترامب للأطفال من أوكلاهوما: “نريد التأكد من أن سانتا يتصرف بشكل جيد. إنه شخص جيد جدًا. ونريد التأكد من أنه لم يتسلل أي بابا نويل سيء إلى بلدنا.” ولم يوضح الرئيس ما يعنيه بهذا التعليق تحديدًا، لكنه أضاف لمسة من الدعابة والمرح خلال المكالمات.
لطالما استخدم ترامب أعياد الميلاد في الماضي لتوجيه انتقادات إلى خصومه السياسيين. ففي عام 2024، كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: “عيد ميلاد سعيد للمتطرفين اليساريين المجانين”، وسبق أن استهدف في أول فترة رئاسية مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووسائل الإعلام، معتبرًا أنهم متحيزون ضده. بعد انتهاء مكالماته في عشية عيد الميلاد، عاد ترامب إلى نفس النبرة، منشورًا: “عيد ميلاد سعيد للجميع، بما في ذلك الأوساخ اليسارية المتطرفة التي تحاول تدمير بلدنا، لكنها تفشل فشلا ذريعا.”
ولكن هذه المرة، ظهر الرئيس في مزاج مرح أثناء حديثه مع الأطفال. قال إنه يمكنه البقاء متصلًا مع الأطفال طوال اليوم، لكنه أشار إلى أنه ربما يحتاج للعودة إلى أمور أكثر إلحاحًا، مثل متابعة جهود وقف القتال في الحرب الروسية الأوكرانية.
وأجاب ترامب على أسئلة الأطفال بابتسامة ومرح. عندما سأل طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات من ولاية نورث كارولينا إذا كان سانتا سيغضب إذا لم يترك أحد البسكويت له، أجاب ترامب: “لا أعتقد ذلك، لكن أظن أنه سيكون محبطا جدًا.” وأضاف مازحًا: “سانتا يميل إلى أن يكون ممتلئًا قليلًا، إنه يميل إلى الجانب الدائري. أظن أنه سيحب بعض البسكويت.”
وجلس الرئيس وميلانيا جنبا إلى جنب وأجابا على حوالي اثنتي عشرة مكالمة. خلال إحدى المكالمات، لاحظ ترامب أن زوجته كانت مركزة تمامًا في حديثها مع طفل آخر، وقال مازحًا: “إنها تستطيع التركيز تماما دون أن تستمع إلي.”
وتحدث ترامب أيضًا عن موضوع الفحم، وهو عنصر كان يروج له كثيرا في حملاته الانتخابية بوصفه “فحمًا نظيفًا وجميلًا”. عندما سألت فتاة من ولاية كانساس عما تريد أن تحصل عليه من سانتا، قالت: “ليس الفحم”، فرد ترامب مبتسمًا: “تقصدين الفحم النظيف والجميل؟” وأضاف ضاحكًا: “كان عليّ قول ذلك، عذرًا.”
وبينما كانت ميلانيا على مكالمة أخرى، التفتت نحو ترامب وابتسمت. قال ترامب: “تذكري، الفحم نظيف وجميل. تذكري ذلك مهما كان الأمر، لكن لا تريدين الفحم النظيف والجميل، أليس كذلك؟” أجابت الطفلة أنها تفضل دمية باربي وملابس وحلوى.
وتميزت المكالمات هذا العام بالمرح والخفة، لكنها لم تخلو من إشارات إلى سياسات ترامب السابقة ومواقفه السياسية. وواصل ترامب المزاح مع الأطفال، لكنه أظهر اهتمامًا بالموضوعات الجادة مثل الشؤون الدولية.
يعد هذا التقليد السنوي فرصة للرئيس للتواصل مع الجمهور الصغير وإضفاء جو من البهجة على عطلة عيد الميلاد. ويظهر من خلال حديثه مع الأطفال المزاج المرح والميل إلى الفكاهة، حتى عند التطرق إلى مواضيع سياسية مثل الفحم وتهديدات “بابا نويل السيء”.
كما شاركت ميلانيا ترامب بنشاط في المكالمات، متمنية للأطفال القوة والهدايا، وموجهة رسائل إيجابية أثناء زياراتها للأطفال المرضى في المستشفيات. وقد أضاءت أيضًا شجرة عيد الميلاد الوطنية بعد أن قام الرئيس بالعد التنازلي التقليدي لإضاءة الزينة.
وتأتي هذه الاحتفالات في وقت أضافت فيه الإدارة السابقة خططًا اقتصادية جديدة، مثل الإعلان عن حفر آبار نفط جديدة قبالة سواحل كاليفورنيا وفلوريدا. هذه الإجراءات عكست التزام ترامب السابق بسياسات الطاقة وتعزيز إنتاج الفحم والنفط المحلي، وهي مواضيع أثارت اهتمام الأطفال والكبار على حد سواء خلال مكالمات عيد الميلاد.
تميزت مكالمات هذا العام بالمرح، والدعابة، وجرعة من السياسة، حيث دمج ترامب بين الجو الاحتفالي والمواقف السياسية التي طالما اتسمت بالجدية والحدة في أعياد الميلاد الماضية. عبر عن اهتمامه بالسلامة العامة، وحرص على أن يتصرف سانتا بشكل جيد، وأكد على أهمية متابعة الأطفال والتأكد من أن العطلة تمر بأمان وفرح.
وكشفت هذه التقاليد السنوية كيف يستخدم الرئيس الأمريكي الأعياد لإظهار جانب أكثر إنسانية ومباشرة من شخصيته، حيث يشارك الضحك والابتسامات مع الأطفال، بينما يحافظ على رسائل سياسية واضحة، مما يعكس مزيجًا فريدًا بين الاحتفال السياسي والعائلي في موسم عيد الميلاد.