الخميس 25 ديسمبر 2025 الموافق 05 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

3 سيناريوهات لتحطم طائرة رئيس الأركان الليبي في تركيا

الرئيس نيوز

لا تزال التحقيقات التركية بشأن حادث تحطم الطائرة الذي أودى بحياة رئيس الأركان الليبي محمد الحداد ومرافقيه قرب العاصمة أنقرة، مستمرا وسط حديث خبراء ومسؤولين سابقين عن سيناريوهات متعددة لأسباب الحادث، مع ترجيح فرضية الخلل الفني في هذه المرحلة المبكرة.

وفق موقع "الجزيرة نت" قال جاهد توز، المستشار السابق برئاسة الوزراء التركية والخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن المعلومات الرسمية المتاحة حتى الآن تشير إلى أن الطائرة طلبت هبوطا اضطراريا بعد نحو 35 دقيقة من إقلاعها من أنقرة، قبل أن ينقطع الاتصال بها وتسقط في قضاء هيمانا، على بعد نحو نصف ساعة من العاصمة.

ولفت توز في تصريحات للجزيرة مباشر، إلى أن جميع المطارات القريبة كانت جاهزة لاستقبال الطائرة، لكن الوقت لم يسعفها للهبوط، مرجحا أن يكون الخلل في الأنظمة الإلكترونية للطائرة، وهو ما يتركز عليه تحقيق الخبراء حاليا، مع صعوبة الجزم بالأسباب النهائية في هذا التوقيت، مضيفا أن جميع السيناريوهات تبقى واردة في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، لكن المؤشرات الأولية لدى الجهات المعنية في تركيا تميل إلى فرضية العطل الفني الداخلي، مؤكدا أن السلطات التركية ستنشر أي معلومات دقيقة فور اكتمالها، بعد تعيين 4 مدعين عامين للتحقيق في الحادث.

المستشار السابق للرئيس التركي، النور شفيق، يقول إن ما جرى يمثل مأساة كبيرة، مشيرا إلى حالة الحزن العميق التي تسود الأوساط الرسمية في أنقرة، نظرا لما تمثله ليبيا من دولة صديقة وشقيقة لتركيا. وأوضح أن الطيار أبلغ عن عطل فني وطلب العودة إلى مطار أنقرة، قبل أن تختفي الطائرة عن شاشات الرادار وتسقط في منطقة هيمانا، حيث أعقب سقوطها انفجار كبير يرجح أنه ناتج عن اشتعال الوقود، ما أدى إلى تناثر الحطام على مساحة واسعة.

وأكد أن التحقيقات ستشمل فحصا دقيقا لأعمال الصيانة التي أجريت على الطائرة، والجهات المشرفة عليها، إضافة إلى مراجعة دور الطاقم الأرضي والإجراءات الفنية المتبعة، مشددا على أن التحقيق سيكون موسعا ومفصلا.

وفي ما يتعلق بالعلاقات التركية الليبية، استبعد الضيفان أي تأثير سلبي للحادث على التعاون العسكري بين البلدين، مؤكدين أن العلاقات بين أنقرة وطرابلس تقوم على أسس إستراتيجية راسخة، وأن الحادث، رغم فداحته، لن ينعكس على مسار الشراكة بين الجانبين.

وخلال وقت سابق، أعلنت تركيا الأربعاء أن الصندوق الأسود الخاص بالطائرة التي تحطمت مساء الثلاثاء قرب أنقرة وقتل جميع ركابها، بمن فيهم رئيس الأركان العامة للجيش الليبي وعدد من مرافقيه، "سيُحلّل في دولة محايدة".

وقال وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو عبر منصة إكس: "سيجري تحليل مسجل الصوت ومسجل بيانات الرحلة لتحديد سبب تحطم الطائرة في دولة محايدة" بعد الفحص الأولي.

وكانت السلطات التركية قد أعلنت العثور على الصندوق الأسود للطائرة، وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا إنه "تمّ العثور على المسجل الصوتي والصندوق الأسود للطائرة"، وذلك أثناء تفقده مكان تحطمها على مسافة نحو 50 كيلومترا من العاصمة.

وأضاف الوزير أن الجهات المختصة بدأت فحصهما، موضحا أن جثامين الضحايا لا تزال في الموقع حيث انتشر الحطام على مساحة ثلاثة كيلومترات مربعة.

وكان رئيسُ حكومةِ الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد دبيبة قد أعلن، مساء الثلاثاء، مقتل رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الفريق أول ركن محمد الحداد، بعد فقدان الاتصال بالطائرة التي كانت تقلّه عقب وقت قصير من إقلاعها من أنقرة.

وأوضح الدبيبة عبر منصة إكس أنّ "الاتصال فُقد عند الساعة 20:52 (17:52 توقيت غرينتش) مساء الثلاثاء مع الطائرة الخاصة من طراز فالكون 50، وتحمل الرقم 9H-DFJ، والتي أقلعت من مطار أنقرة إيسنبوغا عند الساعة 20:10 متجهة إلى طرابلس".

وأضاف أنّ "طلب هبوط اضطراري ورد من محيط منطقة هايمانا، لكن لم يتم التمكن من الاتصال بالطائرة بعد ذلك"، موضحًا أنّ "الطائرة كانت تقلّ خمسة أشخاص، بينهم رئيس أركان القوات المسلحة الليبية، الفريق محمد علي أحمد الحداد".

وبثت قنوات تلفزيونية تركية خاصة، فور إعلان الخبر، مشاهد تُظهر إضاءة في السماء ناجمة عن انفجار، على مقربة من الموقع المفترض الذي أطلقت فيه الطائرة إشارتها. 

فيما أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الحداد الرسمي في عموم البلاد لمدة ثلاثة أيام، تُنكس خلالها الأعلام في كافة مؤسسات الدولة، وتُعلق المظاهر الاحتفالية والرسمية، وذلك حدادًا على ضحايا الطائرة. ووجّه الدبيبة بإيفاد وفد رسمي إلى أنقرة، للوقوف على ملابسات الحادثة، ومتابعة الإجراءات ذات الصلة، والتنسيق المباشر مع الجهات التركية المختصة، بما يضمن استكمال التحقيقات.