الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 الموافق 03 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

نزاع دبلوماسي محتدم.. ترامب يثير غضب أوروبا بتعيينه مبعوثًا خاصًا لجرينلاند

الرئيس نيوز

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طموحات واشنطن القديمة بشأن جرينلاند إلى الواجهة بعد قراره بشأن تعيين حاكم ولاية لويزيانا، جيف لاندري، مبعوثًا خاصًا للإقليم، في خطوة اعتبرتها الدنمارك وجرينلاند استفزازية ومخالفة للقانون الدولي. 

جاء الإعلان لتأكيد رغبة ترامب في ضم الإقليم الغني بالموارد، حيث أعرب لاندري صراحة عن هدفه في جعل غرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة، رغم أن الإقليم يتمتع بالحكم الذاتي ويتبع للمملكة الدنماركية وفقًا لبي بي سي نيوز.

وردت الحكومة الدنماركية على هذا القرار بغضب شديد، حيث وصف وزير الخارجية الدنماركي التعيين بأنه "مزعج للغاية" و"غير مقبول"، وأكد على استدعاء السفير الأمريكي لتقديم توضيحات رسمية. 

وشدد على أن الدنمارك لن تتسامح مع أي تهديد لسيادتها على أراضيها، بما في ذلك جرينلاند وجزر فارو، مؤكدًا أن أي محاولات لضم دول أخرى غير مقبولة بموجب القانون الدولي. 

وفي خطوة مماثلة، أكد رئيس وزراء جرينلاند أن الإقليم يخص سكانه وأن أي تدخل خارجي لن يغير من قراراتهم المستقبلية، مؤكدين أن الديمقراطية المحلية واستقلال القرار السياسي سيظلان راسخين كما ترجح الجارديان.

من جانبه، برر ترامب تعيين المبعوث بأن جرينلاند ضرورية للأمن القومي الأمريكي، مشيرًا إلى وجود نشاط روسي وصيني مكثف على طول سواحلها، وضرورة تعزيز الحضور الأمريكي في المنطقة الاستراتيجية. 

وأوضح أن الأمر لا يتعلق بالمعادن أو الموارد الطبيعية، بل بالموقع الجيوسياسي للإقليم الذي يشكل نقطة ارتكاز مهمة بين أمريكا الشمالية وأوروبا، وهو الطريق الأقصر للصواريخ بين روسيا والولايات المتحدة وفقًا لمجلة فورين بوليسي.

تأتي هذه التطورات بعد زيارة نائب الرئيس الأمريكي لجرينلاند في مارس الماضي، والتي أثارت جدلًا واسعًا حين أكد على أن الولايات المتحدة "ليس لديها خيار آخر" سوى تعزيز وجودها في الإقليم. 

كما كشفت تقارير لاحقة محاولات بعض الأمريكيين تنفيذ عمليات نفوذ بهدف التأثير على المجتمع الجرينلاندي، ما أثار قلق الحكومة الدنماركية واعتبرته تجاوزًا للحدود، وفقا لشبكة سي إن إن الأمريكية.

ويرغب سكان جرينلاند، الذين يبلغ عددهم نحو 57 ألف نسمة، غالبا في الاستقلال عن الدنمارك، لكنهم لا يريدون الانضمام للولايات المتحدة، وفق استطلاعات حديثة. 

وأكدت الشخصيات السياسية المحلية أن القرار الأمريكي "قد يبدو كبيرًا، لكنه لا يغير شيئًا على أرض الواقع"، وأن مستقبل الإقليم السياسي يقرره سكانه بأنفسهم، مؤكدين على التمسك بسيادتهم وحقوقهم في تقرير مصيرهم وفقا لبي بي سي نيوز.

وتتزامن هذه الخطوة الأمريكية مع تحذيرات واسعة من تداعيات دبلوماسية وأمنية، إذ شدد الاتحاد الأوروبي وقادة الناتو على ضرورة احترام سيادة الدنمارك وسلامة أراضيها. 

كما أكدت عدة دول أوروبية، بينها السويد والنرويج، أن التوسع الأمريكي في القطب الشمالي قد يزعزع الاستقرار الإقليمي ويعيد إثارة التوترات بين القوى الكبرى حول الإقليم الغني بالموارد الطبيعية والاستراتيجية وفقا لصحيفة الجارديان.

في ظل هذه التصريحات، يبدو أن الأزمة ستظل محتفظة بسيناريوهات مفتوحة، مع استمرار واشنطن في تأكيد مصالحها الأمنية، ومعارضة كوبنهاجن ونيوك لأي محاولات ضم، ما يجعل جرينلاند في قلب صراع دبلوماسي وجيوسياسي عالمي، يعكس تعقيدات السياسة الأمريكية في المنطقة وصعوبة التوازن بين الأمن القومي واحترام سيادة الدول الأخرى وفقا لفورين بوليسي.