حادت إطلاق النار في سيدني يشعل حرب الاتهامات بين إيران وإسرائيل
شهدت مدينة سيدني الأسترالية مؤخرًا حادثة إطلاق نار مروعة خلال احتفال ديني يهودي في بوندي بيتش، أودت بحياة 15 شخصًا بينهم طفل، وأثارت موجة من الصدمة والغضب الدولي.
وبينما أكدت السلطات الأسترالية أن الهجوم مرتبط بتنظيم داعش وأن دوافعه كانت معادية للسامية، تصاعدت التوترات الإعلامية والدبلوماسية بين طهران وتل أبيب، مع تبادل اتهامات متبادلة، وفقا لصحيفة إيران إنترناشيونال.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل باجائي، إن إسرائيل تعتمد على تاريخ طويل من العمليات الخادعة المعروفة بـ"الراية الكاذبة" لتشكيل الرواية الدولية، ملمحا إلى أن الهجوم الأخير في سيدني قد يكون مرتبطًا بتحركات إسرائيلية، دون أن يقدم دليلًا مباشرًا.
وأشار باجائي إلى التاريخ الإسرائيلي المشين في صنع الحدث، مستشهدا بحادثة "لافون" في مصر عام 1954 كمثال على هذه الأساليب، حيث استغلت إسرائيل بعض اليهود المصريين لتنفيذ سلسلة تفجيرات وتخريب ضد أهداف مرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا، بما في ذلك المكتبات ومكاتب البريد، مؤكدًا أن هذه الحوادث تمثل نموذجًا واضحًا للعمليات تحت الراية الكاذبة.
وأضاف: "أكثر الطرق فعالية لمواجهة هذه السلوكيات هي فضحها وإطلاع الرأي العام على أفعال وجرائم النظام الصهيوني الذي لا يتورع عن استخدام الوسائل اللاإنسانية لتحقيق أهدافه".
وفي المقابل، ردت إسرائيل على الاتهامات الإيرانية بوصفها "خداعًا" و"محاولة لتحويل الانتباه عن مسؤولياتها"، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هناك ارتفاعًا في النشاطات الإيرانية لاستهداف مصالح يهودية وإسرائيلية حول العالم خلال الأشهر الأخيرة.
وقال مسؤولون إيرانيون إن تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين المتسرعة قد تشير إلى مسؤوليتهم المحتملة، مؤكّدين أن إسرائيل سبق لها ارتكاب مثل هذه الجرائم خارج حدودها لتحقيق أهداف سياسية، بما في ذلك اغتيالات أفراد من الجاليات اليهودية في الخارج.
وعلى الصعيد الداخلي، ألقى القائد العسكري الإيراني عبد الرحيم موسوي باللوم على إسرائيل في محاولات زعزعة استقرار إيران، مشيرًا إلى أن الحوادث الأخيرة جزء من استراتيجية طويلة الأمد من قبل تل أبيب وواشنطن لاستهداف أمن إيران الإقليمي، إلا أن المحاولات فشلت بفضل تماسك المجتمع الإيراني ومواجهة الضغوط الخارجية.
وأضاف موسوي أن إسرائيل تلعب دور الضحية، لكنها في الواقع متورطة في تنفيذ مثل هذه العمليات، في حين لم يقدم أي دليل مادي على هذه الادعاءات.
بالإضافة إلى ذلك، سلط المسؤولون الإيرانيون الضوء على مسألة الأصول الإيرانية المجمدة في قطر، مشيرين إلى أن طهران لا تزال غير قادرة على الوصول إلى مليارات الدولارات المحولة ضمن اتفاق تبادل أسرى بوساطة أمريكية، على الرغم من التأكيدات السابقة.
كما شددوا على أن برنامج إيران للصواريخ مخصص بالكامل للدفاع الوطني وليس موضوعًا للتفاوض، مؤكدين قدرة القوات المسلحة الإيرانية على الدفاع عن البلاد ضد أي تهديدات محتملة.
تأتي هذه التطورات وسط استمرار إسرائيل في دراسة خيارات ضربة عسكرية جديدة ضد إيران، بالتزامن مع تحذيرات أمريكية لإيران بعد الهجمات السابقة على منشآتها النووية، مما يضع المنطقة في حالة توتر متصاعد ويجعل من أي تصعيد محتمل مسألة ذات تبعات إقليمية ودولية واسعة.





