الإثنين 22 ديسمبر 2025 الموافق 02 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«من خلف التفجير؟».. عمار قناة يكشف تفاصيل خطيرةعن اغتيال جنرال روسي|فيديو

اغتيال جنرال روسي
اغتيال جنرال روسي داخل موسكو

علّق الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، على حادث التفجير الذي استهدف أحد الجنرالات الروس داخل العاصمة موسكو، مؤكدًا أن الواقعة تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية معقدة، وتتجاوز كونها حدثًا أمنيًا معزولًا، لتدخل في إطار محاولات التأثير على توازنات الصراع ومسارات التفاوض الجارية.

التفجير في الوضع العسكري

أوضح أستاذ العلوم السياسية، خلال مداخلة هاتفية على فضائية «تن»، أن هذا التفجير يرتبط بشكل مباشر بالوضع العسكري القائم، ويأتي في توقيت حساس تشهد فيه الساحة الدولية تحركات سياسية تهدف إلى تهدئة الصراع، مشيرًا إلى أن مثل هذه العمليات غالبًا ما تُستخدم كأدوات ضغط غير مباشرة عندما تغيب البدائل السياسية أو الدبلوماسية الفعالة، وأن استهداف شخصية عسكرية رفيعة المستوى داخل العاصمة الروسية يعكس محاولة لإيصال رسالة سياسية وأمنية، مفادها أن الصراع يمكن نقله إلى العمق الداخلي، وليس فقط ساحات المواجهة المباشرة.

وأشار عمار قناة، إلى أن التفجير يمكن قراءته باعتباره محاولة واضحة لضرب مسار التفاوض الجاري حاليًا في مدينة ميامي، موضحًا أن هذه التحركات تتزامن عادة مع أي تقدم محتمل في المسارات التفاوضية، وأن الجهات التي تقف خلف مثل هذه العمليات تسعى لإفشال أي حلول سياسية، عبر خلق توترات جديدة تدفع الأطراف المعنية إلى التشدد، إذ أن هذه المحاولات تعكس حالة من العجز لدى بعض الأطراف، في ظل غياب أدوات ضغط فعالة سواء على روسيا أو حتى على الطرف الأمريكي، ما يدفعها إلى اللجوء لأساليب غير تقليدية لإعادة خلط الأوراق.

جرّ روسيا إلى مواجهة أوسع

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الاغتيال يمكن اعتباره أيضًا محاولة لجر روسيا إلى مربعات عسكرية جديدة، قد تكون في غنى عنها في هذه المرحلة، سواء عبر دفعها إلى ردود فعل انتقامية أو توسيع دائرة الصراع، وأن الهدف من ذلك هو استنزاف روسيا سياسيًا وعسكريًا، وإرباك أولوياتها الاستراتيجية، فضًلا عن أن موسكو تدرك هذا السيناريو جيدًا، وتسعى في العادة إلى التعامل مع مثل هذه الاستفزازات بحسابات دقيقة، لتجنب الوقوع في فخ التصعيد غير المحسوب.

وشدد عمار قناة، على أن هذه الواقعة تُصنف وفق المعايير الدولية كعمل إرهابي، خاصة أن الجنرال المستهدف لم يكن على جبهة قتال، وإنما داخل المدينة، وهو ما ينفي أي مبرر عسكري مباشر للهجوم، وأن استهداف شخصيات عسكرية أو مدنية داخل المدن يهدف بالأساس إلى بث الرعب وإحداث صدمة سياسية وإعلامية، مؤكدًا أن هذا النوع من العمليات يضع منفذيه في خانة الإرهاب، بغض النظر عن الذرائع أو الخلفيات السياسية التي يتم الترويج لها.

الدكتور عمار قناة - أستاذ العلوم السياسية

رد روسي دون تعطيل التفاوض

واختتم الدكتور عمار قناة، متوقعًا أن تتخذ روسيا إجراءات أمنية وسياسية رادعة ردًا على هذا التفجير، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، إلا أنه استبعد أن تؤثر هذه التطورات بشكل جوهري على مسار التفاوض القائم، وأن موسكو حريصة على الفصل بين العمليات الإرهابية وبين المسارات السياسية، إدراكًا منها لأهمية الحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة، إذ أن المرحلة المقبلة ستشهد تشديدًا أمنيًا في الداخل الروسي، إلى جانب تحركات دبلوماسية محسوبة، في محاولة لاحتواء تداعيات الحادث دون الانزلاق إلى تصعيد قد يخدم أطرافًا تسعى لإطالة أمد الصراع.