خبير أمن المعلومات: الترندات والشائعات وباء معلوماتي يهدد العالم| فيديو
قال الدكتور محمد عزام، خبير أمن المعلومات، إن ساحة السوشيال ميديا تضم نحو 3 مليارات مستخدم حول العالم، يتعرضون في اللحظة نفسها لكم هائل من المعلومات، بين أخبار صحيحة، وشائعات، وترندات، وهو ما أدى إلى ظهور ما وصفه بـ"وباء معلوماتي".
المعلومات كسلاح والخوارزميات كأداة
وأضاف محمد عزام، خلال حواره ببرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع عبر فضائية CBC، مؤكدًا أن هذا الوباء ليس أمرًا عشوائيًا، ولا يحدث بالصدفة، بل تقف وراءه في كثير من الأحيان جهات تعتمد على الهندسة الاجتماعية ودراسة سيكولوجيات المجتمعات، وأن المعلومات اليوم أصبحت تُستخدم كسلاح، يتم تفخيخها وتسليحها بشكل منهجي.
وأوضح خبير أمن المعلومات، أن ما كان يُعرف سابقًا بنظرية المؤامرة أصبح واقعًا عمليًا يطبق على دول بعينها، مؤكدًا أن العالم كله متضرر من هذه الظاهرة، مضيفًا أن الخوارزميات وتقنيات الذكاء الاصطناعي تمكن الجهات الفاعلة من تحليل اتجاهات المجتمعات والأفراد، ومعرفة اهتماماتهم، وحتى نبرة حديثهم، ومن ثم تصميم برامج دقيقة للتأثير على الرأي العام بشكل ممنهج.
خطر التضليل الإعلامي
وأشار خبير أمن المعلومات، إلى أن تأثير المعلومات اليوم أصبح أقوى من تأثير القنبلة النووية، مستشهدًا بما حدث في الانتخابات الأمريكية، والحرب الروسية الأوكرانية، والحرب على غزة، والحالات المختلفة من التشاحن الجيوسياسي، موضحًا أن ما يجري اليوم هو حرب صامتة تعتمد على الحشد السريع والمكثف للرأي العام.
وأكد محمد عزام، أن الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منصات ضخمة لنشر المعلومات الموجهة والمضللة، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على الحكومات والمؤسسات في مواجهة هذا الوباء المعلوماتي، منوهًا إلى أن دراسة سلوكيات الأفراد والمجتمعات تُستخدم لتوجيه الرسائل بطريقة تحقق أهدافًا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وهو ما يُحدث اضطرابات مجتمعية دون لفت الانتباه مباشرة.
الذكاء الاصطناعي والرأي العام
وأوضح خبير أمن المعلومات، أن هذه الظاهرة تجعل الأفراد أكثر عرضة للتضليل والانحياز للمعلومات المغلوطة، ما قد يؤدي إلى تغييرات في الرأي العام، وتأثيرات سلبية على القرارات الوطنية والدولية، مضيفًا أن السوشيال ميديا أصبحت أداة قوة سياسية واقتصادية وثقافية.
وشدد محمد عزام، على أن الذكاء الاصطناعي والخوارزميات الحديثة تلعب دورًا كبيرًا في توجيه المجتمعات، إذ يمكنها تحديد اتجاهات الناس ومواقفهم، ثم تكييف المحتوى الإعلامي بشكل يستغل نقاط ضعفهم النفسية والاجتماعية، فضًلا عن أن هذه الأدوات أصبحت أساسية في الحروب الرقمية والمعلوماتية التي تشهدها الساحة العالمية اليوم.

الوعي الرقمي كخط دفاع أساسي
وأشار خبير أمن المعلومات، إلى أن الحل يكمن في رفع الوعي المعلوماتي لدى الأفراد، وتعليمهم كيفية التحقق من صحة الأخبار والمصادر، إلى جانب تطوير قدرات المؤسسات على مواجهة الحملات الإعلامية الموجهة، لضمان حماية المجتمعات من تأثيرات المعلومات المضللة.
واختتم الدكتور محمد عزام، حديثه بالتأكيد على أن مواجهة هذا الوباء المعلوماتي تتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات، والمنظمات الدولية، والأفراد أنفسهم، معتبرًا أن التوعية الرقمية وتعليم المهارات المعلوماتية أصبحا خط الدفاع الأساسي ضد التضليل، لضمان قدرة المجتمعات على التمييز بين الحقيقة والشائعات، وحماية الرأي العام من التلاعب والتوجيه الممنهج.


