الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

غزة وسد النهضة.. ملفات شائكة على طاولة اللقاء المرتقب بين السيسي وترامب| عاجل

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي ترامب

يستعد الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وهي زيارة وصفتها وسائل إعلام أمريكية وغربية بأنها تحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي.

رفض لقاء نتنياهو

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد أشارت في تقرير لها إلى أن القمة المرتقبة بين ترامب والسيسي تهدف إلى إعادة بناء الثقة بين القاهرة وواشنطن بعد فترة سابقة سادها الفتور منذ بدأ ترامب ولايته الثانية في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة، خاصة عقب رفض مصر القاطع خطة ترامب السابقة بشأن إعادة توطين سكان غزة والتي رأتها القاهرة بمثابة تصفية أبدية للقضية الفلسطينية.

 واعتبرت الصحيفة أن السيسي يسعى إلى تأكيد استقلالية القرار المصري، بينما يحاول ترامب إظهار قدرته على جمع حلفاءه الإقليميين حول خطته الجديدة للسلام في غزة والني أعلن تعهده بتنفيذها من شرم الشيخ، في سيناء.

أزمة السد الإثيوبي

من جانبها، ذكرت مجلة فورين بوليسي أن القاهرة تنظر إلى هذه الزيارة باعتبارها فرصة لتثبيت موقفها في ملف سد النهضة، حيث نقلت عن الباحث الأمريكي ستيفن كوك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، قوله إن "السيسي يريد من واشنطن أن تضغط على أديس أبابا، لأن مصر تعتبر أزمة السد مسألة وجودية لا تحتمل المساومة".

 وأضاف كوك أن رفض القاهرة لقاء نتنياهو يعكس رغبة مصر في الفصل بين التعاون الأمني الضروري مع إسرائيل وبين أي خطوات سياسية قد تُفسر على أنها تنازل.

وعلى الرغم من ترجيح صحيفة جيروزاليم بوست للقاء محتمل بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأخرى أن لقاء السيسي – نتنياهو غير مرجح على الإطلاق.

أما صحيفة نيويورك تايمز فقد ركزت على البعد الفلسطيني، مشيرة إلى أن مصر ستتجنب لقاء السيسي – نتنياهو في واشنطن، إذ تخشى أن تستغل إسرائيل أي لقاء بين السيسي ونتنياهو للترويج لتوافق سياسي في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية لسياسات تل أبيب في غزة.

ونقلت الصحيفة عن المحلل الأمريكي آرون ديفيد ميلر، الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، قوله إن "القاهرة تدرك أن أي صورة تجمع السيسي ونتنياهو في واشنطن ستُستخدم سياسيًا لصالح نتنياهو داخليًا، وهو ما لا ترغب مصر في الانخراط فيه".

وفي السياق ذاته، أوضحت وكالة رويترز أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى عقد قمة ثلاثية تجمع ترامب والسيسي ونتنياهو، لكنها تواجه رفضًا مصريًا واضحًا. 

ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن القاهرة ترى أن أي لقاء مع نتنياهو في هذه المرحلة سيضعف موقفها الإقليمي، خاصة بعد أن اتهمت إسرائيل بمحاولة تقليص عدد سكان غزة عبر سياسات معبر رفح في الآونة الأخيرة وهي الخطوة التي عارضتها مصر وطيف واسع من الدول العربية والإسلامية.

وتناولت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الموضوع من زاوية اقتصادية، معتبرة أن مصر تريد من واشنطن دعمًا ماليًا وسياسيًا لمواجهة التحديات الداخلية، لكنها في الوقت نفسه لا ترغب في أن يُنظر إليها كطرف متساهل مع إسرائيل. 

وأشارت الصحيفة إلى أن المحلل البريطاني كريستوفر ديفيدسون يرى أن "السيسي يحاول تحقيق توازن صعب: تعزيز العلاقات مع واشنطن دون أن يخسر موقفه الصارم تجاه إسرائيل في ملف غزة".

هذه المواقف والتحليلات تؤكد أن زيارة السيسي إلى واشنطن ليست مجرد اجتماع لبحث العلاقات الثنائية، بل هي محطة سياسية ستحدد ملامح المرحلة المقبلة في العلاقات المصرية الأمريكية والإقليمية. 

فبينما يسعى ترامب إلى إظهار نفسه كصانع سلام قادر على جمع السيسي ونتنياهو، يصر الرئيس السيسي على أن مصالح بلاده وأمنها القومي لا يمكن أن تكون جزءًا من ترتيبات سياسية تخدم إسرائيل داخليًا.

هذا التباين يضع واشنطن أمام تحدٍ حقيقي في تنفيذ خطتها للسلام، ويبرز في الوقت نفسه الدور المصري كفاعل مستقل يسعى إلى حماية مصالحه الاستراتيجية في مواجهة ضغوط إقليمية ودولية.