خطة سلام أوكرانية جديدة على طاولة واشنطن… وصدام أمريكي أوروبي يشتعل
أرسلت أوكرانيا إلى واشنطن خطة جديدة لإنهاء الحرب مع روسيا، في محاولة لإيجاد مخرج سياسي للأزمة المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
وأكدت كييف أن الوثيقة المعدلة تأخذ في الاعتبار رؤية أوكرانيا وتطرح حلولًا عملية للقضايا الخلافية، وفقًا لتقارير قناة فرانس 24.
وقدمت أوكرانيا هذه الخطة بعد رفض النسخة الأولى التي تضمنت تنازلات اعتبرتها كييف وحلفاؤها الأوروبيون مفرطة لصالح موسكو.
وأوضح مسؤول أوكراني أن النسخة الجديدة تمثل "اقتراحًا إضافيًا لحلول مناسبة للمشكلات القائمة"، وأنها تسعى إلى الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية وضمان الأمن القومي. شدد المسؤولون على أن أي اتفاق يجب أن يضمن انسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة وتقديم ضمانات أمنية طويلة الأمد.
في المقابل، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من انتقاداته لأوروبا، وهاجم قادة الاتحاد الأوروبي بشدة.
ووصف ترامب أوروبا بأنها "ضعيفة" واتهمها بالتقاعس عن تحمل مسؤولياتها في دعم أوكرانيا. أشار إلى أن الولايات المتحدة تتحمل العبء الأكبر في مواجهة روسيا، بينما تكتفي أوروبا بالتصريحات السياسية دون خطوات عملية كافية.
هذه التصريحات أثارت قلقًا واسعًا بين القادة الأوروبيين الذين يخشون أن تؤدي سياسات واشنطن إلى تقويض وحدة الموقف الغربي.
وحذرت تقارير أوروبية من أن أي تنازلات أميركية قد تُفسَّر على أنها "خيانة" لأوكرانيا، خاصة إذا تضمنت التخلي عن أراضٍ لم تحتلها روسيا بعد. وشددت هذه التقارير على أن أوروبا ترى في أي اتفاق سلام يجب أن يحافظ على سيادة أوكرانيا كاملة، وأن أي تراجع سيضعف الثقة بين الحلفاء عبر الأطلسي، وفقا لموقع بوليتيكو.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يعمل على صياغة خطة سلام من عشرين نقطة، تشمل إعادة الإعمار بعد الحرب وضمانات أمنية طويلة الأمد. أكد زيلينسكي أن الأسبوع الجاري قد يحمل أخبارًا مهمة بشأن إنهاء النزاع، مشيرًا إلى أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق ينتقص من سيادتها أو يشرعن الاحتلال الروسي.
وتزامنت هذه التطورات مع اتساع الفجوة بين واشنطن وأوروبا حول كيفية التعامل مع روسيا. أظهر ترامب رغبة واضحة في إعادة إدماج موسكو اقتصاديًا وسياسيًا، بينما شددت أوروبا على ضرورة محاسبة روسيا على غزوها لأوكرانيا. هذا التباين يعكس تصاعد الخلافات عبر الأطلسي ويضع مستقبل التحالف الغربي أمام اختبار صعب.
وبهذا التطور، دخلت الحرب الأوكرانية مرحلة جديدة من المفاوضات المعقدة، حيث تحاول كييف صياغة خطة سلام تحفظ مصالحها، بينما يواصل ترامب الضغط على أوروبا وانتقادها علنًا، ما يزيد من حدة الانقسام داخل المعسكر الغربي ويجعل مسار الحل السياسي أكثر تعقيدًا.