بمشروع رأس غارب للرياح.. مصر تتصدر قصص النجاح العالمي في الطاقة النظيفة
برزت مصر هذا الأسبوع ضمن أبرز قصص النجاح المستدامة على الصعيد العالمي، بعد أن سلطت مجلة إيدي البريطانية، ضمن حملة "المهمة الممكنة"، الضوء على مشاريع الاستدامة الأكثر تأثيرًا حول العالم.
وجاء مشروع تسريع الاستدامة ومزرعة الرياح في رأس غارب ضمن أبرز المبادرات، إلى جانب مشاريع دولية مثل تسريع إنتاج وقود الطيران المستدام، ما يعكس قدرة مصر على تقديم حلول عملية للتحول نحو الطاقة النظيفة، وفق المجلة المتخصصة في الاقتصاد الأخضر والوعي البيئي.
تستثمر مصر إمكاناتها الجغرافية الفريدة لتعزيز دورها في مجال الطاقة المتجددة، خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ويعد مشروع رأس غارب نموذجًا لهذه الاستراتيجية، حيث يوفر مصدر كهرباء مستدام يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويعزز أمن الطاقة الوطني. كما يساهم المشروع في تحقيق أهداف مصر للوصول إلى 40% من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول 2035، بما يتوافق مع الرؤى العالمية للطاقة منخفضة الكربون.
تفاصيل المشروع والتمويل الدولي
يتضمن المشروع تحالفًا إماراتيًا يابانيًا، حيث تمتلك شركة إيميا باور الإماراتية نسبة 60%، فيما تمتلك شركة سوميتومو اليابانية نسبة 40%، وتم إنشاء شركة مصرية خاصة لإدارة التنفيذ والتشغيل.
وقد قدمت مؤسسة التمويل الدولية حزمة تمويلية بقيمة 83 مليون دولار، تشمل قرضًا رئيسيًا بقيمة 75 مليون دولار، بالإضافة إلى 8 ملايين دولار لإدارة المخاطر عبر عقود مقايضة أسعار الفائدة، ما يعكس ثقة المؤسسات الدولية في البيئة الاستثمارية المصرية وقدرتها على إنجاح مشروعات الطاقة النظيفة.
البعد الاقتصادي والاجتماعي
يمتد تأثير المشروع إلى الاقتصاد والمجتمع، حيث يساهم في خفض فاتورة استيراد الوقود الأحفوري، وتوفير الكهرباء بأسعار تنافسية، وخلق فرص عمل جديدة في مجالات الإنشاء والتشغيل والصيانة، إلى جانب نقل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة للسوق المصرية. من الناحية الاجتماعية، يسهم توفير مصدر طاقة نظيف ومستدام في تحسين جودة الحياة وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء مع نمو السكان والاقتصاد.
البعد البيئي والاستدامة
إنتاج 500 ميجاوات من الكهرباء عبر الرياح يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل ملموس، عبر تجنب حرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري. ويعكس المشروع التزام مصر بالاتفاقيات الدولية للمناخ، مثل اتفاقية باريس، ويعزز صورتها كدولة ملتزمة بالتحول الأخضر.
دور مؤسسة التمويل الدولية
تلعب مؤسسة التمويل الدولية دورًا محوريًا في دعم مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، إذ قدمت خلال السنوات الأخيرة حزم تمويلية تتجاوز مليار دولار لإنشاء محطات للطاقة الشمسية ومزارع الرياح، إلى جانب تقديم الخبرات الفنية والاستشارية لضمان استدامة المشاريع، وهو ما يتجلى في نجاح مشروع رأس غارب.
إلى جانب مشروع رأس غارب، تناولت المجلة مبادرة "GFI" لتسريع إنتاج وقود الطيران المستدام، ما يعكس اتساع نطاق حلول الطاقة النظيفة عالميًا، وتأكيد دور مصر كمساهم فعال ضمن هذا الحراك العالمي.
الأثر الإقليمي والدولي
يعزز نجاح مصر في مشروعات الطاقة المتجددة مكانتها إقليميًا ودوليًا، ويجعلها نموذجًا يحتذى به في الشرق الأوسط وأفريقيا. ويظهر المشروع قدرة مصر على الجمع بين التمويل الدولي والشراكات الإقليمية والإرادة السياسية لتحقيق نتائج ملموسة، ما يفتح الباب لمزيد من الاستثمارات الأجنبية ويؤكد دور مصر القيادي في جهود مواجهة التغير المناخي.
تؤكد مجلة إيدي البريطانية أن مشروع تسريع الاستدامة ومزرعة الرياح في رأس غارب ليس مجرد محطة كهرباء، بل قصة نجاح متكاملة تجمع بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وتضع مصر في طليعة الدول التي تقود التحول العالمي للطاقة النظيفة.





