الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

وصفهم بـ"القمامة".. لماذا يريد ترامب من الصوماليين مغادرة أمريكا؟

ترامب
ترامب

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد تصريحات جديدة دعا فيها إلى ترحيل الصوماليين من الولايات المتحدة، مبررًا أنهم يشكلون تهديدًا للأمن القومي ويؤثرون على الهوية الأمريكية. 

وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية، جاءت هذه التصريحات خلال تجمع انتخابي في ولاية مينيسوتا التي تضم واحدة من أكبر الجاليات الصومالية في البلاد، حيث وصف ترامب المهاجرين الصوماليين بأنهم "قمامة" لا يريدهم في أمريكا.

وفي ولاية مينيسوتا تحديدًا، حيث يعيش عشرات الآلاف من الصوماليين، ركز ترامب خطابه على استهداف هذه الجالية بشكل مباشر. ووفقًا لتقرير ABC News، فإن ترامب قال بوضوح إنه لا يريد الصوماليين في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنهم يهددون الهوية الأميركية ويعتمدون على المساعدات الحكومية.

 هذه التصريحات جاءت في سياق حملة انتخابية مشحونة، حيث يسعى ترامب إلى استقطاب الناخبين المحافظين عبر خطاب متشدد ضد المهاجرين.  

ردود الفعل على تصريحات ترامب

وفقًا لموقع بي بي سي نيوز، خرجت مظاهرات في مدينة مينيابوليس للتنديد بالخطاب العدائي الذي تبناه ترامب، حيث وصف قادة الجالية الصومالية تصريحات ترامب بأنها عنصرية وتحريضية. 

وأكدوا أن الصوماليين جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي الأميركي، وأنهم يساهمون في الحياة العامة عبر العمل والتعليم والمشاركة السياسية. هذه المظاهرات عكست حجم الغضب الشعبي، وأظهرت أن الجالية الصومالية قادرة على التعبير عن رفضها للخطاب العنصري بشكل جماعي ومنظم.  

المنظمات الحقوقية أيضًا كان لها موقف واضح. وفقًا لموقع هيومن رايتس ووتش، فإن تصريحات ترامب تتعارض مع القوانين الدولية التي تحظر التمييز على أساس العرق أو الأصل القومي.

 المنظمة اعتبرت أن الخطاب يعزز مناخ الكراهية ويعرض المهاجرين الصوماليين لمزيد من التهديدات والعنف، محذرة من أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصاعد الهجمات ضد المهاجرين. 

هذا الموقف الحقوقي يضع إدارة ترامب في مواجهة مباشرة مع المؤسسات الدولية التي تراقب أوضاع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.  

وعلى المستوى السياسي، يرى مراقبون أن هذه التصريحات جزء من استراتيجية انتخابية أوسع. 

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن ترامب يستخدم ملف الهجرة كأداة لتعزيز شعبيته بين القاعدة الجمهورية، مستهدفًا المهاجرين المسلمين بشكل خاص. 

الصحيفة أشارت إلى أن هذا الخطاب قد يدفع الناخبين الديمقراطيين إلى تكثيف جهودهم لحشد الجاليات المهاجرة ضده، بينما يزيد من شعبية ترامب بين أنصاره المحافظين. 

هذا التوازن السياسي يعكس أن خطاب ترامب ليس مجرد موقف شخصي، بل هو جزء من معركة انتخابية تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الانتخابية الأمريكية.  

أما على المستوى الدولي، فقد أثارت تصريحات ترامب ردود فعل في الصومال. 

وفقًا لموقع المونيتور، اعتبر مسؤولون حكوميون أن ترامب يستهدف الجالية الصومالية بشكل غير مبرر، مؤكدين أن المهاجرين الصوماليين في الولايات المتحدة يساهمون في الاقتصاد الأمريكي ويرسلون تحويلات مالية مهمة إلى عائلاتهم في الداخل. 

هذه التحويلات تُعد شريانًا أساسيًا للاقتصاد الصومالي، ما يجعل استهدافهم قضية تتجاوز البعد الأميركي لتصبح أزمة ذات انعكاسات دولية.  

إلى جانب ذلك، يرى محللون أن تصريحات ترامب ضد الصوماليين تعكس امتدادًا لخطابه الأوسع ضد المهاجرين المسلمين. 

وفقًا لمجلة فورين بوليسي، فإن هذه التصريحات تعيد إلى الأذهان قراراته السابقة بحظر السفر على مواطني دول إسلامية، وتؤكد أن استهداف الصوماليين ليس معزولًا، بل جزء من رؤية أيديولوجية تعتبر المهاجرين المسلمين تهديدًا للهوية الأميركية.

هذا الربط بين خطاب ترامب الحالي وسياساته السابقة يعزز فكرة أن الهجوم على الصوماليين يمثل استمرارًا لنهج سياسي طويل الأمد.  

كما أن هذه التصريحات تحمل انعكاسات اقتصادية داخلية. وفقًا لتقرير رويترز، فإن الجالية الصومالية في مينيسوتا تساهم بشكل ملحوظ في سوق العمل المحلي، خاصة في قطاعات النقل والخدمات والرعاية الصحية. 

استهدافهم بخطاب عدائي قد يؤدي إلى فقدان هذه القطاعات لجزء من قوتها العاملة، ما ينعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي. 

هذا البعد الاقتصادي يوضح أن خطاب ترامب لا يقتصر على الجانب السياسي أو الأمني، بل يمتد ليؤثر على الحياة اليومية للأميركيين.  

لكن تصريحات ترامب ضد الصوماليين تمثل نقطة التقاء بين السياسة الداخلية والخارجية، وبين الأمن والاقتصاد، وبين الهوية والانتخابات. فهي ليست مجرد كلمات عابرة، بل جزء من خطاب انتخابي متكامل يسعى إلى إعادة تشكيل صورة المهاجرين في الوعي الأمريكي.

 ومع ذلك، فإن ردود الفعل الغاضبة محليًا ودوليًا تؤكد أن هذا الخطاب سيظل محل جدل واسع، وأن الجالية الصومالية ستبقى لاعبًا أساسيًا في معادلة السياسة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة.