الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

البابا ليو في بيروت: رسالة مصالحة للبنانيين ودعم صريح لحل الدولتين

الرئيس نيوز

وصل البابا ليو إلى بيروت في زيارة حملت طابعًا تاريخيًا ورسالة واضحة إلى اللبنانيين والعالم، حيث دعا إلى السلام والمصالحة الداخلية، وأكد أن لبنان يظل رمزًا للتعايش بين الطوائف رغم ما يمر به من أزمات سياسية واقتصادية خانقة. 

دعوة من البابا ليو لإنهاء الانقسام اللبناني

في خطابه أمام حشد من رجال الدين والسياسة، شدد على أن المصالحة الوطنية ليست خيارًا بل ضرورة، وأن الشعب اللبناني قادر على تجاوز الانقسامات إذا امتلك الإرادة والشجاعة. 

وأوضحت صحيفة "آراب ويكلي" اللندنية أن البابا ركّز على أن الحوار بين الطوائف يجب أن يتجاوز الحسابات الضيقة ليصبح أساسًا لإعادة بناء الدولة على أسس العدالة والشفافية.  

وأكد البابا أن الكنيسة الكاثوليكية تقف إلى جانب اللبنانيين في سعيهم للخروج من أزماتهم، وأن العالم ينظر إلى لبنان كجسر بين الشرق والغرب، وكأرض للسلام والرسالة. 

هذه الكلمات جاءت في وقت حساس، حيث يعيش لبنان حالة من الانقسام السياسي العميق، وتراجع اقتصادي غير مسبوق، ما جعل دعوة البابا للمصالحة تحمل وزنًا مضاعفًا.  

وفي سياق حديثه عن القضايا الإقليمية، أعلن البابا ليو دعمه الصريح لحل الدولتين كخيار عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مشددًا على أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة إلى جانب إسرائيل. 

وأبرزت "آراب ويكلي" أن هذه الرسالة جاءت في وقت تتصاعد فيه التوترات في الأراضي الفلسطينية، ما يجعل موقف الفاتيكان ذا أهمية خاصة في دعم الجهود الدولية لإحياء عملية السلام واستعادة الاستقرار على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية.  

تجدر الإشارة إلى أن الزيارة لم تقتصر على الجانب السياسي، بل حملت أيضًا بعدًا إنسانيًا. فقد التقى البابا بممثلي منظمات المجتمع المدني والشباب اللبناني، ودعاهم إلى التمسك بالأمل والعمل من أجل مستقبل أفضل رغم التحديات. 

وأكد أن الشباب يمثلون القوة الحقيقية لإعادة بناء لبنان، وأن دورهم أساسي في تجاوز الأزمات الراهنة. 

كما زار البابا بعض المناطق المتضررة من الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت عام ٢٠٢٠، وأعرب عن تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم، مشددًا على أن العالم لم ينسَ هذه المأساة وأن لبنان يستحق الدعم الدولي لإعادة الإعمار.  

ويرى محللون أن خطاب البابا في بيروت يعكس رغبة الفاتيكان في لعب دور أكثر فاعلية في دعم الاستقرار الإقليمي، من خلال تعزيز قيم الحوار والمصالحة في لبنان، والدفع باتجاه حل عادل للقضية الفلسطينية. 

كما أن تأكيده على حل الدولتين يضع الكنيسة في موقع داعم للجهود الدولية، ويعيد التأكيد على أن السلام في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا عبر حلول سياسية شاملة.  

الرسالة التي حملها البابا ليو إلى اللبنانيين والفلسطينيين لم تكن مجرد كلمات دبلوماسية، بل جاءت لتؤكد أن الفاتيكان ينظر إلى الشرق الأوسط باعتباره ساحة تحتاج إلى مبادرات جريئة لإعادة بناء الثقة بين الشعوب. 

في لبنان، دعا إلى تجاوز الانقسامات الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية، وفي فلسطين شدد على أن العدالة لا تتحقق إلا بالاعتراف بحق تقرير المصير. هذه المواقف، كما أوضحت "آراب ويكلي"، تعكس رؤية الفاتيكان لدور الدين في تعزيز السلام العالمي، وتؤكد أن الكنيسة الكاثوليكية تسعى إلى أن تكون صوتًا داعمًا للحقوق والعدالة في منطقة تمزقها الصراعات.  

وبهذا، تصبح زيارة البابا ليو إلى بيروت علامة فارقة في مسار العلاقات بين الفاتيكان والشرق الأوسط، ورسالة مزدوجة: إلى اللبنانيين بأن المصالحة هي الطريق الوحيد لإنقاذ وطنهم، وإلى الفلسطينيين بأن العالم لم يتخلَّ عن قضيتهم وأن حل الدولتين يظل السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم.