ترقّب لاجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة وسط مخاوف من انهيار وقف النار
تسود حالة من الترقّب الحذر في الأوساط الفلسطينية والدبلوماسية مع اقتراب موعد اجتماع الفصائل في القاهرة، في محاولة لتذليل العقبات التي تعرقل مسار الوفاق الوطني، وضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي بات مهدَّدًا بالانهيار في أي وقت.
واصل أبو يوسف: لجنة توافقية بمتابعة الحكومة ورفض للوصاية الأجنبية
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط إن حوارًا فلسطينيًا - فلسطينيًا مزمع عقده في القاهرة خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا أن هناك حرصًا فلسطينيًا واسعًا على إنجاحه تحت رعاية الدور المصري.
وأوضح أن الفصائل كانت قد اتفقت في وقت سابق على تشكيل لجنة من 15 شخصية مستقلة من ذوي الكفاءة والتكنوقراط، على أن تُعلن رسميًا بعد التوافق على عدد من القضايا داخل اجتماع القاهرة. وشدّد على أن هذه اللجنة ستكون تحت متابعة الحكومة الفلسطينية، مع رفض أي وصاية أجنبية عليها، مؤكدًا أن مسؤولية الأمن في القطاع يجب أن تؤول إلى القوات الأمنية الشرعية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
الحكومة الفلسطينية المنوطة بتسلّم الأمن والإدارة في غزة
وأضاف أبو يوسف أن الحكومة الفلسطينية هي الجهة المنوط بها تسلّم الأمن والإدارة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن ذلك سيتم خلال المراحل المقبلة عبر ترتيبات تشمل إدارة معبر رفح وفق الاتفاق الأوروبي الفلسطيني لعام 2005، إضافة إلى ملفات التعافي، وإعادة الإعمار، وإدخال المساعدات الإغاثية لتعزيز صمود الفلسطينيين.
حضور فصائلي واسع واستعدادات مصرية مكثفة
ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني مطلع أن عددًا من الفصائل الفلسطينية يتواجد حاليًا في القاهرة، من بينها حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، وتيار الإصلاح التابع للقيادي محمد دحلان. وأشار المصدر إلى أن القاهرة تستعد لدعوة موسّعة خلال أيام تشمل كل الفصائل، حيث تجري حاليًا تحضيرات وترتيبات للقاء.
دعوة مصرية لانضمام حماس إلى منظمة التحرير
وكان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان قد كتب في مقال عبر صفحته على «فيسبوك» أن جلسات الحوار الفلسطيني - الفلسطيني على وشك الاستئناف في القاهرة، داعيًا حركة حماس والفصائل كافة إلى الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، واعتبار هذا اللقاء فرصة لإطلاق إعلان مبدئي للوفاق، على أن تُبحث التفاصيل لاحقًا.
توافق ثلاثي على دعم الدور المصري
وفي 10 أكتوبر الجاري، أصدرت حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانًا مشتركًا أكدت فيه أن الحركات الثلاث تعمل بالتعاون مع مصر لعقد اجتماع وطني شامل يهدف إلى توحيد الموقف الفلسطيني، والتوافق على الخطوة التالية بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
في ظل خطة ترامب لمرحلة ما بعد الحرب
ويأتي هذا الحراك السياسي في وقت بدأت فيه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتثبيت وقف إطلاق النار تدخل حيز التنفيذ، وتشمل مرحلتها الأولى تبادل الأسرى والرهائن وتسليم الجثث، تليها مرحلة ثانية تتضمن نزع سلاح حماس وتشكيل إدارة موحدة لقطاع غزة.