الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

حتى جثث الموتى لم تسلم من مأساة غزة المستمرة

الرئيس نيوز

انتشرت المقابر الجماعية في مختلف أنحاء قطاع غزة الذي يمر بفصل مأسوي آخر من تاريخه مع الاحتلال، وسط ارتفاع أعداد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي.

واضطر كثيرون لدفن الجثث في ساحة مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في غزة وقام كثيرون بفصل القبور بالحجارة وأغصان الأشجار، وفقًا لتقرير نشره موقع شبكة الجزيرة الإنجليزي، وقال أحد سكان القطاع إنه دفن ابنه في حديقة المستشفى الخلفية مقابل قسم ثلاجة الموتى، موضحًا "لو ذهبنا للمقبرة قد يقومون بقصفنا".

وأضاف "وضعت علامة على القبر، والآن الحديقة مزدحمة بقبور جماعية، أكاد لا أتعرف على قبر ابني" ويأمل الكثير من سكان غزة أن يتمكنوا عند انتهاء الحرب من نقل رفات أقاربهم لدفنهم في مقابر أخرى.

ويبدو أنه لا راحة حتى للموتى في غزة، حيث قامت قوات الاحتلال بنبش القبور، في حين يضطر أهالي الشهداء لدفنهم في ساحات المستشفيات والمدارس في ظل الحصار الإسرائيلي، فضلا عن حفر القبور الجماعية ودفن الجثامين على عجل.

في حي التفاح، شاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية قوات إسرائيلية تنبش قبرا. وألقيت جثث ورفات ملفوفة بالأكفان إلى جانبه فوق أرض موحلة، وتقول وزارة الشؤون الدينية في القطاع إن جيش الاحتلال "هدم ودمر أو خرب أكثر من ألفي قبر في 20 مقبرة رسمية وعشوائية وبداخل المستشفيات" خلال الحرب على غزة منذ أكتوبر الماضي.

وقالت سائدة جابر (43 عاما) التي نزحت من مخيم جباليا شمالي القطاع إلى مدرسة في دير البلح بالمنطقة الوسطى كيف شاهدت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لمقبرة جباليا بعد تجريفها وتابعت "شعرت أن قلبي سيقف. والدي وجدتي وجدي دفنوا هناك في المقبرة وكثير من أفراد عائلتنا ومعارفنا" وأضافت "شعرت أن أرواحهم ارتجفت. لا يمكنني تخيل كيف يجرؤ أحد على نبش القبور وانتهاك حرمة الأموات".

قبور بالمدارس والمستشفيات
وفي مدرسة تحولت إلى مركز إيواء في مخيم المغازي وسط القطاع، اضطر النازحون إلى حفر قبور في ساحة المدرسة وقالت سيدة "ابنتي شهيدة ماتت بين ذراعي. ليلا نهارا لم يكن هناك إسعاف لأخذها" إلى غرفة الطوارئ، وأوضحت أن المدرسة تعرضت لقصف بالصواريخ مما أدى إلى انفجار عبوات غاز.

وفي الأسبوع الماضي، دعت محكمة العدل الدولية إلى اتخاذ إجراءات وقائية في غزة، لكنها لم تصل إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار، وفرت الأسر الفلسطينية النازحة من خان يونس واتجهت جنوبا نحو رفح التي غمرتها الفيضانات، حيث لا تزال سبل توفير المأوى والموارد شحيحة، وشهدت إسرائيل أسوأ أحداثها. يوم واحد خلال حربها مع حماس، والتي أسفرت عن مقتل 24 جنديًا إسرائيليًا.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، أفادت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، أن عدد القتلى بين الفلسطينيين في قطاع غزة تجاوز 26 ألف شخص ويأتي ذلك في أعقاب أنباء عن عمل المفاوضين الأمريكيين على اتفاقيات محتملة توقف بموجبها إسرائيل عملياتها العسكرية ضد حماس في غزة لمدة شهرين مقابل إطلاق سراح رهائن.