الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ماذا فعلت الفيضانات بعد العاصفة "دانيال" في ليبيا؟

الرئيس نيوز

تسببت عاصفة البحر الأبيض المتوسط "دانيال" في فيضانات مدمرة في ليبيا أدت إلى تحطيم السدود وجرفت أحياء بأكملها في مدن ساحلية متعددة في شرق الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

وقال مصدر رسمي، أمس الاثنين، إن هناك مخاوف من أن يتجاوز عدد الضحايا 2000 شخص، وذكرت صحيفة تورنتو ستار الكندية أن مدينة ليبية واحدة قتل فيها 700 شخص بسبب الفيضانات المدمرة بينما تم الإبلاغ عن 10 آلاف في عداد المفقودين.

وبدا الدمار أكبر في درنة، المدينة التي كانت تحت سيطرة المتطرفين الإسلاميين في الفوضى التي اجتاحت ليبيا لأكثر من عقد من الزمن وتركت بها بنية تحتية متهالكة وغير كافية ولا تزال ليبيا منقسمة بين إدارتين متنافستين، واحدة في الشرق والأخرى في الغرب، تدعم كل منهما ميليشيات وحكومات أجنبية.

وبلغ العدد المؤكد للقتلى جراء الفيضانات التي وقعت نهاية الأسبوع 61 شخصا حتى وقت متأخر من يوم الاثنين، وفقا للسلطات الصحية ولكن هذه الحصيلة لم تشمل مدينة درنة التي أصبح الوصول إليها غير ممكن، ويعتقد أن العديد من آلاف المفقودين هناك جرفتهم المياه بعد انهيار سدين على منبع النهر.

وكشف مقطع فيديو نشره سكان المدينة على الإنترنت عن حجم الدمار وقد محيت مناطق سكنية بأكملها على طول المجرى المائي الذي ينحدر من الجبال عبر وسط المدينة وانهارت المباني السكنية متعددة الطوابق التي كانت بعيدًا عن مجرى المياه جزئيًا في الوحل.

وفي مقابلة هاتفية، قال رئيس الوزراء أسامة حمد من حكومة شرق ليبيا إن هناك مخاوف من مقتل 2000 شخص في درنة، ويعتقد أن الآلاف في عداد المفقودين وأضاف أنه تم إعلان درنة منطقة كوارث.

وقال أحمد المسماري، المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية المتمركزة في الشرق، في مؤتمر صحفي إن عدد القتلى في درنة تجاوز 2000 شخص.

وأكد أن هناك ما بين 5000 و6000 شخص في عداد المفقودين وأرجع المسماري الكارثة إلى انهيار سدين قريبين مما تسبب في حدوث فيضانات قاتلة ولا تزال ليبيا تفتقر إلى حكومة مركزية، وتعني الفوضى تضاؤل الاستثمار في الطرق والخدمات العامة في البلاد وكذلك الحد الأدنى من تنظيم الأبنية الخاصة وكانت درنة نفسها، إلى جانب مدينة سرت، خاضعة لسيطرة الجماعات المتطرفة لسنوات، وفي وقت ما من قبل أولئك الذين تعهدوا بالولاء لتنظيم داعش، إلى أن طردتهم القوات الموالية للحكومة الشرقية في عام 2018.

قال عبد الرحيم مازق مدير المركز الطبي الرئيسي في المدينة المنكوبة إن 46 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في بلدة البيضاء بشرق البلاد وتم الإبلاغ عن مقتل سبعة أشخاص آخرين في بلدة سوسة الساحلية في شمال شرق ليبيا، وفقا لهيئة الإسعاف والطوارئ.

وذكر وزير الصحة أسامة عبد الجليل أن سبعة آخرين لقوا حتفهم في بلدتي شحات وعمر المختار وأعلن عن وفاة شخص، الأحد، في بلدة المرج.

وأعلن الهلال الأحمر الليبي أن ثلاثة من عماله لقوا حتفهم أثناء مساعدة أسرهم في درنة وفي وقت سابق، قالت المجموعة إنها فقدت الاتصال بأحد عمالها أثناء محاولته مساعدة أسرة عالقة في  البيضاء وتم الإبلاغ عن فقدان عشرات آخرين، وتخشى السلطات من احتمال وفاتهم في الفيضانات التي دمرت منازل وممتلكات أخرى في عدة بلدات في شرق ليبيا، بحسب وسائل إعلام محلية وفي درنة، قالت وسائل الإعلام المحلية إن الوضع كارثي مع انقطاع الكهرباء والاتصالات.

وقال عصام أبو زريبة، وزير الداخلية في حكومة شرق ليبيا، إنه من المتوقع أن يكون أكثر من 5000 شخص في عداد المفقودين في درنة، وهناك العديد من الضحايا جرفتهم المياه باتجاه البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف: “الوضع مأساوي” وعلى الوكالات المحلية والدولية الإسراع لمساعدة المدينة.

وذكرت جورجيت جانيون، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، إن التقارير الأولية تتحدث عن عشرات القرى والبلدات التي "تضررت بشدة... مع فيضانات واسعة النطاق، وأضرار في البنية التحتية، وخسائر في الأرواح".

وكتبت: "أشعر بحزن عميق بسبب التأثير الشديد للعاصفة دانيال على البلاد... أدعو جميع الشركاء المحليين والوطنيين والدوليين إلى التكاتف لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة للناس في شرق ليبيا". 

وقالت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا إنها على اتصال مع كل من الأمم المتحدة والسلطات الليبية، وتحدد كيفية إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، شارك الليبيون لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المنازل والطرق المغمورة بالمياه في العديد من المناطق في شرق ليبيا وطلبوا المساعدة بينما حاصرت الفيضانات الناس داخل منازلهم وفي سياراتهم.

وأعلن أسامة حمد، رئيس وزراء حكومة شرق ليبيا، درنة منطقة منكوبة بعد أن دمرت الأمطار الغزيرة والفيضانات جزءًا كبيرًا من المدينة التي تقع في دلتا وادي درنة الصغير على الساحل الشرقي لليبيا، كما أعلن رئيس الوزراء الحداد لمدة ثلاثة أيام وأمر بتنكيس الأعلام في جميع أنحاء البلاد إلى نصف السارية.

وأرسلت حكومات أجنبية رسائل دعم مساء الاثنين، وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إن بلاده سترسل مساعدات إنسانية وفرق بحث وإنقاذ إلى شرق ليبيا.

كما أعربت تركيا، التي تدعم الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها في الغرب، عن تعازيها إلى جانب الجزائر ومصر المجاورتين وكذلك العراق.

ووصلت العاصفة دانيال إلى أجزاء من غرب مصر يوم الاثنين، وحذرت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد من احتمال هطول أمطار وسوء الأحوال الجوية.