الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

عاجل| سباق انتخابي شديد الصعوبة.. هل تطيح ورقة الاقتصاد والزلازل بـ أردوغان من الحكم؟

ناخبون أتراك يصطفون
ناخبون أتراك يصطفون في طابور للتصويت بمركز اقتراع في أنقرة

فتحت مراكز الاقتراع في تركيا أبوابها، الأحد، أمام الناخبين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بدورتها الـ28 اعتبارًا من 8 صباحًا بالتوقيت المحلي، وحتى 5 مساءً، وسط إجراءات أمنية مشددة.

واصطف الناخبون في طوابير طويلة تشكلت قبل فتح أبواب مراكز الاقتراع، وأشارت وسائل إعلام تركية إلى إقبال كبير على التصويت منذ بدء الاقتراع خاصة في الولايات الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول.

وبموجب قانون الانتخابات، يحظر نشر أي نتائج حتى الساعة 9 مساء، ومن المتوقع أن تتوافر بحلول ساعة متأخرة من مساء الأحد، مؤشرات واضحة بشأن ما إذا كانت ستجري جول إعادة للانتخابات الرئاسية أم لا.

ويعتبر بعض المحللين انتخابات اليوم الأهم في تاريخ تركيا الحديثة، وركزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ‏تغطيتها على أحداث يوم الاقتراع وتفاصيله وأبرزها معركة أردوغان لإعادة انتخابه، فهو يخوض التحدي السياسي ‏الأكثر عنفًا طوال السنوات العشرين التي قضاها على رأس السلطة بمنصبي رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية.‏

سباق انتخابي شديد الصعوبة

يواجه أردوغان سباقًا رئاسيًا شديد الصعوبة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الغضب من حالة الاقتصاد المتدهور ‏والمخاوف بين العديد من الناخبين من أن أردوغان هو الذي دفع البلاد نحو حكم الرجل الواحد ويقود منافسه ‏الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو أكبر حزب معارض في البلاد واجتذبت تعهداته بدعم الاقتصاد واستعادة الديمقراطية ‏في تركيا أطيافًا أغلبهم من الشباب، ويمثل كيليجدار أوغلو ائتلافا من ستة أحزاب معارضة اجتمعت لتحدي ‏أردوغان.‏

مسار جديد لتركيا أم ذات المسار؟

سيحدد الفائز المسار لبلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمة، وعضو في الناتو وتعد تركيا من أكبر 20 اقتصادًا في ‏العالم وتتمتع بمجموعة واسعة من العلاقات الاقتصادية والسياسية عبر آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، و‏تعتزم المعارضة التركية إجراء تغييرات عميقة وشاملة على المشهد السياسي التركي وحتى على مستوى السياسة ‏الدولية إن فازت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.‏

ملامح تغيير السياسات

على قمة أولويات المعارضة يأتي إحداث تحول كبير في السياسة الخارجية التركية، وفي الشهر الماضي، كشف ‏كمال كليجدار أوغلو عن برنامج المعارضة لأول 100 يوم في السلطة وقد تراوحت التعهدات بين العودة إلى تطبيق ‏التوقيت الصيفي وتخفيضات الضرائب والتأمينات ونظام التوظيف القائم على الجدارة لجميع الوظائف العمومية ‏وتضمنت تفاصيل خطة المعارضة ما يلي:‏

الإصلاحات التشريعية والتنفيذية

كان الوعد الرئيسي للمعارضة هو العودة إلى النظام البرلماني الذي يقول التحالف إنه سيكون "أقوى" من النظام ‏المعمول به قبل التحول في عام 2018 إلى النظام الرئاسي الحالي وسيتم إعادة منصب رئيس الوزراء، الذي ألغاه ‏أردوغان من خلال استفتاء عام 2017، وسيكون دور الرئاسة "محايدًا" بلا مسؤولية سياسية، كما سيتم إلغاء حق ‏الرئيس في نقض التشريعات وإصدار المراسيم، وفي حالة فوز زعيم المعارضة، سيقطع الرئيس الجديد علاقاته مع ‏أي حزب سياسي وسيقضي في منصب الرئيس فترة ولاية واحدة فقط مدتها سبع سنوات وبعد ذلك سيُمنع من مزاولة ‏النشاط السياسي وسينص الدستور على منح البرلمان سلطة التراجع عن الاتفاقات الدولية كما سيتمتع بسلطة أكبر ‏في التخطيط لميزانية الحكومة وفي مجال الإدارة العامة، ستُلغى المجالس والمكاتب التابعة للرئاسة وستُحول مهامها ‏إلى الوزارات ذات الصلة.‏

نتائج غير محسومة

كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة أن كيليتشدار أوغلو يتقدم قليلًا، على الرغم من استغلال أردوغان لموارد الدولة ‏في محاولة لإمالة المنافسة وترجيح كفته، ومن غير المتوقع أن يفوز المرشح الثالث، سنان أوجان، بالعديد من ‏الأصوات، لكنه قد يمنع أيًا من المتنافسين الرئيسيين من الحصول على أغلبية، مما قد يؤدي إلى جولة الإعادة في ‏‏28 مايو.‏

مراقبة عالمية ومتابعة عن كثب

يراقب قادة العالم السباق الرئاسي في تركيا عن كثب، حيث يُنظر إلى أردوغان، 69 عامًا، على أنه شريك متسبب ‏بشكل جوهري في العديد من الإشكاليات والاشتباكات العالمية، وغالبًا لا يمكن التنبؤ بتصرفاته أو قراراته في الغرب ‏وعلى الرغم من إدانته للغزو الروسي لأوكرانيا، فقد كان وراء قرار مضاعفة التبادل التجاري مع موسكو، وواصل تعزيز علاقاته الوثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كما أزعج ‏أردوغان زملائه من قادة الناتو من خلال إعاقة جهود الحلف للتوسع، وإيقاف عضوية فنلندا وما زال يرفض تأييد ‏أعضاء الناتو لانضمام السويد بسبب إيوائها لعدد من أبرز معارضيه.‏

أما زعيم المعارضة كمال كيليجدار أوغلو، 74 عامًا، فقد تعهد بتحسين العلاقات مع الغرب إذا تم انتخابه وسيعمل ‏على أن تكون السياسة الخارجية أكثر مؤسسية وأقل اعتمادًا على العلاقات الشخصية، ولكن حزبه خرج من السلطة ‏لفترة طويلة لدرجة أن تاريخه لا يقدم سوى القليل من الأدلة والقرائن على الكيفية التي سيحكم بها الآن ولا ماضي ‏أوغلو؛ فهو موظف مدني متقاعد يدير إدارة الضمان الاجتماعي في تركيا.‏

ورقة الاقتصاد والزلازل

يأتي الاقتصاد في مقدمة أذهان العديد من الناخبين الأتراك، فمنذ عام 2018، تعاني تركيا من تضخم مؤلم تجاوز ‏‏80 في المائة سنويًا العام الماضي لكنه انخفض إلى 44 في المائة الشهر الماضي، وفقًا للأرقام الحكومية وقد أدى ‏ذلك إلى تقليص ميزانيات الأسرة وجعل الأتراك يشعرون بالفقر، على الرغم من استمرار الاقتصاد في النمو وتلوح ‏في أفق التصويت في معظم جنوب تركيا آثار زلازل فبراير حيث أثار الدمار الهائل وعدد القتلى المرتفع أسئلة ‏صارخة حول ما إذا كان تركيز أردوغان على البناء لتعزيز الاقتصاد أدى إلى إنشاء مباني غير آمنة. ‏

وقد يواجه العديد من السكان الذين فروا من منطقة الزلزال تحديات في التصويت، حيث يتعين على الأشخاص الذين ‏لم يغيروا عناوينهم الرسمية العودة إلى الأحياء التي تضررت بشدة في كثير من الأحيان للإدلاء بأصواتهم، وهو ‏عبء على العديد من الناجين.‏

لماذا قد يفوز أردوغان؟

نقلت “التايمز” عن مواطن تركي  يدعى ميميس أكبولوت، بائع هواتف محمولة، قوله إن الأسباب التي تجعل الرئيس ‏رجب طيب أردوغان يعول على دعم كبير له في الانتخابات تتضمن الشخصية الكاريزمية، وصورته التي يحرص ‏على نشرها كزعيم عالمي ومعزز لدفاعات تركيا ومحارب للإرهاب، وبفضل اللائحة التي وقعها أردوغان في ‏الأشهر التي سبقت التصويت، سيحصل كثيرون قريبًا على معاش تقاعدي مبكر من الحكومة - في سن الـ46.‏