الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مصر تسابق الزمن لاحتواء الأوضاع في القدس والخارجية تحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية

الرئيس نيوز

قالت تقارير صحفية أن مصر تسابق الزمن لاحتواء التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منعًا لانفجار الأوضاع خلال شهر رمضان، فيما أدانت الخارجية بأشد العبارات الاقتحام، وما صاحبه من “اعتداءات سافرة أدّت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين بما فيهم النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية”.

وحمّل البيان، “إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوّض جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين”.

وطالبت الخارجية المجتمع الدولي “بتحمّل مسؤوليته في وضع حدّ لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر”.

ولعب جهاز المخابرات العامة أدوارًا محورية في وقف تدهور الأوضاع في فلسطين المحتلة، ونجح الجهاز الذي يأتي على رأسه الوزير عباس كامل، في فرض هدنة لوقف إطلاق النار أكثر من مرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

واستضافت مصر أخيرًا مؤتمرًا خماسيًا ضم مسؤولين في فلسطين والاحتلال إلى جانب ممثلين عن أمريكا والأردن، للوصول إلى تفاهمات للتهدية خلال شهر رمضان تحديدًا، لكن ممارسات الاحتلال العنيفة دائمًا ما تقد الأوضاع إلى ذلك المشهد المعقد.     

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعمل على تهدئة الموقف وذلك بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء. 

أضاف في بيان “إسرائيل ملتزمة بضمان حرية العبادة وحرية وصول أتباع جميع الأديان وملتزمة بالوضع الراهن ولن تسمح للمتشددين الذين ينتهجون العنف بتغيير ذلك”. 

من جهتها شددت بريطانيا على ضرورة “احترام حرمة ومكانة الأماكن المقدسة وحمايتها”، ودعت إلى وقف فوري للتصعيد إثر الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة فجر الأربعاء.

جاء ذلك في تغريدة نشرها وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني طارق أحمد، على تويتر، تعليقا على اقتحام القوات الإسرائيلية الأقصى والاعتداء على المصلين. 

أضاف أحمد: “صدمت من الاستيقاظ على رؤية المشاهد المزعجة لغارة قوات الأمن الإسرائيلية على المسجد الأقصى بالقدس، ما أدى إلى إصابة العديد من المصلين خلال شهر رمضان”. ،أكد أن “العنف يؤجج مزيدا من العنف”.

وفي تعليقه على إطلاق الصواريخ “العشوائي” من قطاع غزة على إسرائيل، والغارات الإسرائيلية على غزة التي “تنشر الخوف بين المدنيين”، دعا الوزير إلى “وقف فوري للتصعيد”.

وفجر الأربعاء اعتقلت الشرطة الإسرائيلية مئات الفلسطينيين من المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، بعد اقتحامه والاعتداء على عدد كبير منهم بالضرب.  

وتصاعد التوتر في مدينة القدس الشرقية وضواحيها، منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأخيرة برئاسة بنيامين نتنياهو أواخر العام الماضي والتي يصفها إعلام عبري بأنها “الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل”.

هذا، وتظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين، مساء الأربعاء، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، تنديدا باقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء على المصليين والمعتكفين بداخله. 

وأفادت وكالات أنباء أن عشرات الشبان تظاهروا قرب السياج الفاصل بين إسرائيل وغزة، مشعلين إطارات المركبات المستعملة. 

وردد المتظاهرون، تكبيرات وشعارات منها: “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، و“على القدس ريحين شهداء بالملايين”.
وذكر مراسل الأناضول، أن جنود من الجيش الإسرائيلي يتمركزون بكثافة خلف التلال الرملية بالقرب من السياج الفاصل للقطاع.

وجاءت التظاهرة بعد دعوات أطلقها الشبان على مواقع التواصل الاجتماعي، تنديدا بالاعتداءات على المسجد الأقصى.
وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت بعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء عشرات الفلسطينيين من المصلى القبلي في المسجد الأقصى، بعد اقتحامه والاعتداء على عدد كبير منهم بالضرب. 

وعاد الهدوء إلى الحرم القدسي بعد صدامات عنيفة جرت ليلا بين مصلين فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية التي اعتقلت مئات منهم، بعد اقتحام الباحة من قبل يهود عشية عيد الفصح الذي يحتفلون به الأربعاء.

وجاءت هذه المواجهات في أجواء من التوتر المتزايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وخلال شهر رمضان الذي يعتكف فيه مسلمون عادة في المسجد الأقصى ويؤدون الصلاة ليلا فيه.

وقد اعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، الخطوة “جريمة غير مسبوقة”. وقد دعا إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة فجر الأربعاء الفلسطينيين إلى التوجه الى القدس من أجل “حماية” المسجد الأقصى.

أما زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي فقد رأى أن “ما يجري في المسجد … يشكل تهديدا جديا على مقدساتنا”.

وحذرت الرئاسة الفلسطينية أيضا “الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة”، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى “انفجار كبير”، كما ورد في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية (وفا).

وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن “الوحشية” في “الاعتداء على المصلين” تستدعي “تحركا فلسطينيا وعربيا ودوليا ووضع الجميع أمام مسؤولياته في حماية المقدسات والمصلين من بطش الاحتلال”.

ودانت الخارجية الأردنية “إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه”، في ما اعتبرته “انتهاكا صارخا وتصرفا مدانا ومرفوضا”.

وطالبت في بيان “إسرائيل بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فورًا” محذرة من “هذا التصعيد الخطير”.

من جهتها، أعلنت الشرطة الاسرائيلية صباح الأربعاء أنها أوقفت “أكثر من 350” شخصا في الحرم القدسي. لكن فراس الجبريني أحد أعضاء طاقم المحامين عن المعتقلين لأكد أن عدد الموقوفين يتراوح بين 450 شخصا و500 شخص.

وأكد الجبريني تعرض الكثير منهم لإصابات معظمها في الجزء العلوي من الجسد ولا سيما في الرأس والعيون، بينما ذكرت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع “25 إصابة من الذين أفرج عنهم” ونقل “اثنان منهم إلى المستشفى”.

وأوضح الجبريني أنه تم “الإفراج عن عدد غير محدد منهم بشروط الإبعاد عن المسجد والبلدة القديمة والمثول للتحقيق عند الاستدعاء”.

كما أكد المحامي نفسه تمديد اعتقال “18 موقوفا (فلسطينيا) من حملة الهوية الإسرائيلية حتى عرضهم على المحكمة بالإضافة إلى الذين يحملون الهوية الفلسطينية”.

وقال مكتب الأوقاف الإسلامية أن الهدوء عاد إلى الحرم القدسي.

ويرفض الفلسطينيون دخول اليهود إلى الحرم القدسي والصلاة فيه، ويعتبرون الخطوة “اقتحاما” واستفزازا لهم.

والمسجد الأقصى الذي يقع في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ويطلق اليهود على الموقع اسم “جبل الهيكل” ويعتبرونه أقدس الأماكن الدينية عندهم وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخله.

وتتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.

وأشاد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالشرطة “لتحركها السريع والحازم” متهما المصلين الذين طردتهم الشرطة من المسجد بنيتهم “إلحاق الأذى برجال الشرطة وقتلهم وإيذاء المواطنين الإسرائيليين”.

نشرت الشرطة الإسرائيلية مقاطع مصورة تظهر انفجارات ناجمة على ما يبدو من مفرقعات داخل المسجد الأقصى وظلال أشخاص يرمون الحجارة، وعناصر من شرطة مكافحة الشغب يتقدمون داخل المسجد وهم يحتمون من المفرقعات بدروع واقية.

وتظهر المشاهد أيضا بابا محصنا وكميات من المفرقعات على سجادة على الأرض فيما عناصر الشرطة يجلون خمسة أشخاص على الأقل مكبلي الأيدي.

وجاء في بيان للشرطة الإسرائيلية “أدخل شباب عدة من الخارجين عن القانون ومثيري الاضطرابات ملثمين إلى داخل المسجد (الأقصى) مفرقعات وهراوات وحجارة”. وأضاف أن “هؤلاء تحصنوا لساعات عدة (…) للمساس بالأمن العام وتخريب المسجد” وهم يرددون “شعارات تحض على الكراهية والعنف”.

أكد “بعد محاولات كثيرة وطويلة غير مثمرة لإخراجهم عبر الحوار اضطرت القوات الإسرائيلية (على التدخل) لإخراجهم بهدف السماح باستمرار الصلاة ومنع وقوع اضطرابات عنيفة” مشيرة إلى أن الشبان ردوا بإطلاق المفرقعات وإلقاء الحجارة.

وردا على اقتحام الشرطة للمسجد، أطلقت صواريخ عدة من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل على ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية ومراسلو وكالة فرانس برس.

قال الجيش الإسرائيلي في بيان “أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعا بواسطة منظومة الدفاع الجوي”.

وفي وقت لاحق شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على قطاع غزة.

وتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعد الغارات الإسرائيلية فيما شن الطيران الإسرائيلي غارات مجددا قرابة الساعة 06،15 (03،15 ت غ). ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن اطلاق الصواريخ حتى اللحظة.
ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب مصادر طبية.

ودانت جامعة الدول العربية “اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى” واعتبرته “عملا عدوانيا مرفوض” داعية إلى اجتماع طارئ الأربعاء.

من جهتها، استنكرت إيران “الهجوم الوحشي للنظام الصهيوني (…) الذي يظهر للعالم مجددا الطبيعة الإجرامية لهذا النظام فيما يتعلق بحقوق الإنسان”.

أما الأمم المتحدة فعبرت عن “انزعاجها” من الأحداث.

وقال منسق المنظمة الدولية في الشرق الأوسط تور وينسلاند “صدمتني صور العنف داخل المصلى القبلي، إنني منزعج من الضرب الواضح للفلسطينيين على يد قوات الأمن الإسرائيلية”.

وأكد وينسلاند “أرفض بشدة تخزين واستخدام الألعاب النارية والحجارة من قبل الفلسطينيين داخل المسجد”. ووصف المنسق إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بأنه “غير مقبول ويجب أن يتوقف”.

دعت ألمانيا اإلى تجنب التصعيد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية كريستوفر بورغر في مؤتمر صحافي “كلّ من له تأثير على الوضع لديه مسؤولية عدم صبّ مزيد من الزيت على النار وبذل كل ما في وسعه لتهدئة الوضع”.

بدورها، أدانت الخارجية القطرية بأشدّ العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى وتخريبه والاعتداء على المصلين ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين.

وأضافت أنها “تعتبر هذه الممارسات الإجرامية الوحشية تصعيدًا خطيرًا وتعديًا سافرًا على الأماكن المقدسة وامتدادًا لسياسة تهويد القدس واستفزازًا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، لا سيما في شهر رمضان”.