الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

شهيد وإغلاق لأبواب المسجد واعتداء على المصلين.. ماذا حدث ليلة أمس بالأقصى؟

جنود الاحتلال يمنعون
جنود الاحتلال يمنعون المصلين من دخول المسجد الأقصى

استشهد شاب فلسطيني من عرب الداخل فجر اليوم السبت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب السلسلة قرب المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وذلك مع استمرار اعتداء جنوده على المعتكفين داخل المسجد، وقد حذرت الرئاسة الفلسطينية من تفجر الأوضاع، في حين دعت مختلف الحركات والفصائل الفلسطينية إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه.

وأصدرت شرطة الاحتلال في القدس بيانا قالت فيه إن "عناصر الشرطة قاموا بإطلاق النار على مشتبه عند منطقة باب السلسلة في البلدة القديمة في القدس، وذلك عندما حاول خطف سلاح من أحد أفراد الشرطة".

وأضافت أنه تم "تحييد" المشتبه به على الفور، دون أن تقع إصابات في صفوف أفراد الشرطة التي دفعت بقوات معززة إلى البلدة القديمة واستنفرت عند أبواب المسجد الأقصى التي أغلقت أمام المصلين.

وشككت عائلة الشهيد محمد العصيبي (26 عاما) في الرواية الإسرائيلية واتهمت شرطة الاحتلال بإعدامه، وأكد شهود عيان أن الشاب لم يحاول اختطاف أي سلاح من عناصر الشرطة، إذ تعارك معهم خلال محاولته الدفاع عن فتاة فلسطينية وحمايتها، وذلك بعد أن قام عناصر من شرطة الاحتلال بالاعتداء على الفتاة بالضرب وإخراجها من ساحات الأقصى من جهة باب السلسلة.

واعتدى عناصر الاحتلال على المصلين والمعتكفين داخل المسجد الأقصى وأصحاب المحالّ التجارية القريبة منه، وخاصة في منطقة سوق القطانين حيث عاثوا بها خرابا، كما اعتدوا على شبان كانوا بالقرب من باب السلسلة من بينهم أحد حراس المسجد الأقصى.

وكانت شرطة الاحتلال قد أغلقت ليل الجمعة أبواب المسجد الأقصى في مدينة القدس، ومنعت الفلسطينيين من دخوله.

والاثنين الماضي أصدرت إسرائيل قرارا بشأن دخول سكان الضفة الغربية إلى القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.

وبموجب القرار، تسمح السلطات الإسرائيلية للنساء من كل الأعمار والأطفال الذكور حتى 12 عاما والرجال فوق 55 عاما بالوصول إلى القدس دون تصاريح سابقة، بينما تشترط الحصول على تصريح الصلاة خلال رمضان على الرجال من 45 إلى 55 عاما.

وفي هذا الإطار، حذرت الرئاسة الفلسطينية من تصعيد سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، وقالت إن هدفه توتير الأجواء وجرّ الأمور إلى مربع العنف في شهر رمضان، ورأت أن هذه الإجراءات التصعيدية "تنذر بتفجر الأوضاع الميدانية".

من جهته، دعا المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك كل من يستطيع من الفلسطينيين إلى التوجه إلى المسجد الأقصى والمرابطة فيه لحمايته، وقال إن ما يحدث في الأقصى استفزاز لإرهاب المرابطين في الأقصى تمهيدًا للسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحامه.

بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم إن إطلاق الاحتلال النار على شاب فلسطيني عند أحد أبواب المسجد الأقصى جزء من الحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، وإن الاحتلال يحاول أن ينتقم من أهل القدس بعدما وصفه بالزحف الكبير للجماهير الفلسطينية في باحات المسجد الأقصى أمس خلال صلاة الجمعة.

من جهتها، دعت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيين إلى الاستمرار في شد الرحال إلى الأقصى والرباط والاعتكاف في مصلياته وقبابه وساحاته. وقال الناطق باسم الحركة طارق سلمي إن "الحشود الكبيرة من المواطنين في المسجد الأقصى المبارك تدل على مكانة الأقصى وارتباط المسلمين به، فهو مسجدنا ومسرى نبينا ومهوى أفئدتنا".

ومن ناحيتها، عدّت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "إغلاق الاحتلال لبوابات المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسيين وممتلكاتهم والتضييق على المصلين وإطلاق النار على الشبان واعتقال آخرين عدوانا صهيونيا سافرا، وتصعيدا خطرا على شعبنا، واستفزازا لمشاعره".

من جانبها، قالت حركة المجاهدين إن "الإرهاب الصهيوني المتواصل ضد المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى لا يلجمه إلا مزيد من العمل المقاوم تجاه الجنود والمغتصبين الصهاينة".

ولم يشهد المسجد الأقصى ومحيطه أحداثا بارزة أو اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين منذ بداية شهر رمضان.

يشار إلى أن القيود الإسرائيلية الجديدة على دخول القدس الشرقية لا تشمل سكان قطاع غزة، إذ تحظر السلطات الإسرائيلية وصولهم إلى القدس إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة صعبة الشروط.

وشهد معبر قلنديا شمالي القدس وحاجز 300 جنوبيها ازدحاما كبيرا عند بوابات الدخول من الضفة باتجاه المدينة، كما رفضت القوات الإسرائيلية دخول عدد كبير من الرجال والسيدات بذرائع أمنية، وفق الشهود.