الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

القصر الملكي المغربي ينتقد الإخوان بسبب المزايدات بشأن القضية الفلسطينية

الرئيس نيوز

شدّد القصر الملكي في الرباط على إن السياسة الخارجية هي من اختصاص الملك ولن تكون “موضوعًا للابتزاز”.

وفي بيان شديد اللهجة، طالب القصر الملكي المغربي أكبر حزب إسلامي في البلاد، حزب العدالة والتنمية، بالتوقف عن استهداف علاقات البلاد مع إسرائيل بعد أن انتقد الحزب وزير الخارجية لإعلانه مبادرة ثلاثية بين المغرب وإسرائيل والاتحاد الأوروبي بشأن إدارة المياه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مفوض الاتحاد الأوروبي للجوار أوليفر فارهيلي.

وقال القصر: “أصدرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مؤخرًا بيانًا تضمن وجهات نظر غير مسؤولة وتقديرات خطيرة بشأن العلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، على خلفية التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

ويأتي هذا الجدل في الوقت الذي يلجأ فيه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران بشكل متزايد إلى الخطاب الشعبوي في محاولة لإخراج حزبه من الأزمات المتتالية التي لحقت به وبالتالي أدت إلى تضاؤل نفوذه السياسي.

وتابع القصر: "العلاقات الدولية للمملكة لا يمكن أن تكون موضع ابتزاز من قبل أي شخص أو لأي اعتبار"، مضيفًا أن السياسة الخارجية للمملكة لا يمكن أن تصبح جزءًا من أجندة حزبية محلية"، كما أشار القصر إلى أن السياسة الخارجية هي من اختصاص الملك.

وفي وقت سابق من شهر مارس الجاري، أثار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة غضب حزب العدالة والتنمية عندما أعلن عن مبادرة ثلاثية بين المغرب وإسرائيل والاتحاد الأوروبي بشأن إدارة المياه وردًا على ذلك ندد حزب العدالة والتنمية بموقف بوريطة متهمًا إياه بأنه "يبدو أنه يدافع فيه عن الكيان الصهيوني، في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الإجرامي على إخواننا الفلسطينيين".

واستأنف المغرب العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أواخر عام 2020 بعد اتفاق توسطت فيه إدارة ترامب تضمن أيضًا اعتراف واشنطن بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، وهي منطقة متنازع عليها حيث تسعى جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر إلى إقامة دولتها الخاصة بها ومنذ استئناف العلاقات، وقع المغرب وإسرائيل اتفاقيات تعاون، بما في ذلك اتفاقية دفاعية وكان الموقف الرسمي للمغرب من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو دعم حل الدولتين، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

وقال القصر في بيانه إن موقف المغرب من القضية الفلسطينية لا رجوع فيه إذ يشكل إحدى أولويات السياسة الخارجية لجلالة الملك الذي يضع هذا الموضوع على قدم المساواة مع مسألة وحدة أراضي المملكة وفي أول رد فعل على بيان القصر، أصدر بنكيران توجيهًا لأعضاء ومسؤولي الحزب دعاهم فيه إلى "عدم التعليق بأي شكل من الأشكال على البيان وعدم الإدلاء بأي تعليق قبل اجتماع الأمانة العامة للحزب لمناقشة الأمر".

ويقول مراقبون إن بنكيران فهم الرسالة الملكية جيدًا ودعا أعضاء الحزب إلى التوقف عن المزايدة بشأن القضية الفلسطينية، لأن ذلك قد يؤدي إلى إثارة غضب الملك محمد السادس وأضاف مراقبون أن التوترات مع القصر قد تضع الحزب في موقف صعب وقد تؤدي إلى خسارة مكاسبه بما في ذلك حريته السياسية.

في تصريحات لصحيفة آراب ويكلي اللندنية، قال رشيد لازرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والبحوث في المغرب، "إن ما فعله حزب العدالة والتنمية هو المزايدة بشأن القضية الفلسطينية، التي يستغلها كأحد الأدوات العديدة في محاولة لاستعادة شعبيته، خاصة بعد هزيمة الحزب في انتخابات 8 سبتمبر الماضي" وأضاف لازرق أن حزب العدالة والتنمية كان متفقًا ومشاركًا وداعمًا لإقامة علاقات مع إسرائيل، عندما كان يرأس الحكومة سعد الدين العثماني الذي وقع اتفاق التطبيع بين البلدين.

أما هشام أميري، أستاذ العلوم السياسية، فقد اعتبر أن بيان القصر من شأنه أن يدفع دائرة العدالة والتنمية إلى تجنب الخوض في موضوع التطبيع مرة أخرى، حتى لا يعطي الانطباع بأنه يتدخل في صلاحيات الملك ويؤكد المغرب بانتظام التزامه بالقضية الفلسطينية، ويترأس العاهل المغربي لجنة القدس المكلفة بالحفاظ على المكانة القانونية للمدينة وطابعها الديني والثقافي وقال العاهل المغربي، خلال اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في نوفمبر الماضي، إن الجهود والمبادرات التي تقوم بها المملكة المغربية لدعم القضية الفلسطينية تشهد على الالتزام الصادق والمستمر، الذي ترافقه إجراءات ملموسة على الصعيد الدولي".