الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

عادل حمودة: جمال عبد الناصر نفّذ عملية اغتيال ثم ندم

الرئيس نيوز

قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، إنه منذ بدء المجتمعات البشرية فرضت الاغتيالات السياسية نفسها على السلطة الحاكمة، فأصيب  البعض بالرصاص، وطُعن البعض الآخر بالخنجر، وكان السم وسيلة للتصفية الجسدية أيضًا، لكن الاغتيالات السياسية لا تتعلق بالأشخاص أنفسهم وإنما تتعلق بمواقفهم السياسية والعقائدية، موضحًا أن الاغتيالات تُعد أبرز الجرائم السياسية، إذ أن الجريمة السياسية جريمة يرفض من يرتكبها التغيير السلمي ويتجاوز القانون الجنائي لكن هناك من يصفهم بالبغاة وهناك من يشيد بهم ولو في سره.

وأضاف «حمودة»، خلال تقديمه برنامجه «واجه الحقيقة»، الذي يعرض على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أنه حسب القواميس العلمية الدقيقة فإن الجريمة السياسية قديمة قدم السلطة توجه ضد القابضين عليها من المعارضين المتربصين بهم، موضحًا أنه في العصور التاريخية البعيدة كان المجرم السياسي يعامل بقسوة يصعب تحملها، ولكن في الأزمنة الحديثة ناله كثير من الرأفة باعتباره يريد تغييرا لا يقبله النظام.

وأوضح الكاتب الصحفي والإعلامي، أنه في كثير من الأحيان لا يهرب المجرم السياسي، وإنما يستغل جريمته في الإعلان عن نفسه وتنظيمه ويقدم مبرراته كما حدث في محاكمات الشيوعيين خلال عصر عبد الناصر والسادات، موضحًا أن جمال عبد الناصر، وصف الجريمة السياسية بالسذاجة، « كنا في أحد معسكرات (منظمة الشباب) عندما فوجئنا به يدخل علينا الخيمة، طال حديثه موضوعات متنوعة منها محاولة اغتياله اللواء حسين سري عامر قائد سلاح الحدود في يوم 8 يناير عام 1952 حتى لا يرشح نفسه في انتخابات نادي الضباط امام محمد نجيب».

وأوضح أن جماعة التنفيذ كانت مكونه منه ومن حسن إبراهيم وكمال الدين حسين وحسن التهامي لكن ما إن أطلقت النار على الهدف حتى استنكر عبد الناصر تلك الوسيلة في التغيير حتى لا تتحول الحياة السياسة إلى غابة غير مستقرة، ولم ينم عبد الناصر ليلته، وفي الصباح تلقى خبر أسعده، وهو لم يصب حسين سري عامر، فغالبا لا تؤدي الجريمة السياسية إلى إسقاط النظام، حتى لو نجحت عملية الاغتيال فالنظم ليست أشخاصا.
وتابع: « كنت في منصة العرض العسكري يوم اغتيال أنور السادات في عملية لم تستغرق 40 ثانية، لم تأت عملية الاغتيال بالخلافة كما تخيلت التنظيمات الإرهابية، بل وفشلت محاولة أخري في أسيوط بعد 48 ساعة، وبعدها فشلت هجمات أخرى».

عادل حمودة يروي كواليس من جلسات محاكمة قتلة الرئيس الأسبق السادات

قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، إنه شهد جلسات محاكمة قتلة الرئيس الأسبق أنور السادات، فصباح يوم الجلسة الأولى كان كل شيء هادئ في محيط المحكمة العسكرية العليا على أرض المحكمة العسكرية في منطقة "الجبل الأخضر" شرق القاهرة، وسدت سيارات الشرطة العسكرية المصفحة منافذ الدخول الي مدينة نصر، وزرعت مناطق تفتيش في تقاطعات الطرق الرئيسية، وتحول مرور السيارات المدنية إلى شوارع أخرى، وحامت في السماء طائرات هليكوبتر.

وأضاف «حمودة»، أنه عند الدخول لقاعة المحاكمة، بدا خالد الإسلامبولي أقل حجما من حجمه في الصور التي نشرت بعد الحادث، وكان يرتدي "بلوفر" رماديا وقميصا أزرق وبنطلون من قماش متواضع، وارتدي باقي المتهمين الجلباب بألوان مختلفة، أبيض، وأزرق، وبني، وارتدوا تحت الجلباب بلوفرات وقمصان، وارتدوا فوق الجلباب معاطف وسترات.

وأوضح الكاتب الصحفي والإعلامي، أن عبود الزمر تميز وسط المتهمين بملابسه ورتبته العسكرية وإن لم يضع شيئا على رأسه، وحضر المتهم الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي التنظيم وهو يرتدي الملابس التقليدية للشيوخ، الجبة والقفطان، وظل محمد عبد السلام رئيس التنظيم وعقله المفكر جالسا على الأرض معظم الوقت بسبب وضع ساقه في الجبس بعد أن تعرض لحادث قبل شهرين من وقوع الجريمة، وحاول أغلب المتهمين الظهور بمظهر اللامبالين، المزهوين بأنفسهم، المستخفين بكل شيء، وجوههم نحيلة تمتزج فيها الجرأة بالسذاجة.

وتابع عادل حمودة: « ابتسامتهم كانت باهتة، تمتزج فيها الثقة بالهستيريا، عيونهم غير مستقرة، حركتهم عصبية مضطربة، لكن الصورة تغيرت إلى حد كبير بعد بداية المحاكمة وشيئا فشيئا بدأت ملامح أغلبهم ترتبك، شيئا فشيئا بدأ الهم يسيطر عليهم، شيئا فشيئا شعروا أن الجريمة التي ارتكبوها ليست بهذا الاستخفاف الذي يتظاهرون به، فقد هزت هذه الجريمة العالم».