الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف تضمن القوانين في مصر حماية البيانات والخصوصية والأمن السيبراني؟

 حماية البيانات والخصوصية
حماية البيانات والخصوصية والأمن السيبراني

تعتبر الخصوصية وحماية البيانات مفهومين لكل منهما خصائصه ولكنهما وثيقتي الصلة، بموجب أحكام القانون المصري.

وذكر موقع ليكسولوجي المتخصص في الشؤون القانونية والدستورية أن الدستور المصري يحمي الحق في الخصوصية ويعتبره حقًا أساسيًا غير قابل للتصرف ملحق بمزايا وحقوق الجنسية المصرية والمواطنة الكاملة وعلى هذا النحو، لا تتأثر الإجراءات المدنية والجنائية الناتجة عن انتهاكات حقوق الخصوصية بقانون التقادم أو أي فترات تقادمية بموجب القانون المصري.

ولا يقتصر نطاق الحق في الخصوصية على عناصر الحياة الخاصة فحسب، بل يمتد إلى الاتصالات الشخصية والمراسلات البريدية والبرقية والإلكترونية وغيرها وبينما تمت معاقبة انتهاكات ومخالفات التعدي على الحق في الخصوصية بموجب القانون الجنائي المصري منذ عام 1996، فإن 4 تشريعات ذات صلة بحماية البيانات الشخصية، من ناحية أخرى، تعد إضافة جديدة إلى حد ما إلى القانون المصري.

أول تشريع شامل مركّز لإنشاء إطار قانوني خاص بحماية البيانات والأمن السيبراني في مصر هو قانون الجرائم الإلكترونية الصادر بموجب القانون رقم 175 لعام 2018 (قانون جرائم الإنترنت) ومن الآن فصاعدًا، اعتمد المشرع إطارًا قانونيًا خاصًا بحماية البيانات الشخصية، وهو قانون حماية البيانات الشخصية الصادر بموجب القانون رقم 151 لعام 2020. 

وتُعرِّف المادة الأولى من قانون سياسات التنمية البيانات أو المعلومات الشخصية على أنها "أي بيانات تتعلق بشخص معين، أو يمكن تحديدها بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق ربط هذه البيانات بأي بيانات أخرى مثل الاسم والصوت والصورة ورقم التعريف والمعرفات عبر الإنترنت، أو أي بيانات تعكس الهوية النفسية أو الصحية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية".

وعلى غرار اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي، يتبنى قانون سياسات التنمية التعاريف والمفاهيم وآليات الحماية المستمدة من تلك التي توفرها اللائحة العامة لحماية البيانات مع اختلافات قليلة نسبيًا.

وتشمل هذه الاختلافات اختلافًا في نطاق تطبيق التشريع وعلى عكس اللائحة العامة لحماية البيانات، ينطبق قانون سياسات التنمية فقط على البيانات الشخصية التي تمت معالجتها إلكترونيًا، سواء جزئيًا أو كليًا؛ وبالتالي، من الواضح أن البيانات المحفوظة في نسق مادي مستثناة من نطاق البيانات المحمية بقرض سياسات التنمية.

ولفت المقال إلى الخصائص الرئيسية لحماية البيانات في مصر وحالة التشريع المصري الحالي وإدارة حماية البيانات والجرائم الإلكترونية.

وحتى عام 2018، كانت هناك فجوة تشريعية في الإطار التنظيمي لقوانين الفضاء السيبراني ولم يذكر أي قانون محدد انتهاكات أو إساءة استخدام الفضاء الإلكتروني أو الإنترنت وبدلًا من ذلك، كان للأفراد حماية محدودة حيث كان عليهم الاعتماد على التشريعات القديمة التي لا تتعامل على وجه التحديد مع تجاوزات الفضاء الإلكتروني وهذا يعني أن إجراءات التقاضي والمطالبات القانونية المتعلقة بانتهاكات خصوصية البيانات وغيرها من الانتهاكات المماثلة قد تم البت فيها بناءً على القانون المدني لعام 1948 وقانون العقوبات لعام 1937؛ واستخدام مواد مثل المادة 161 من قانون العقوبات التي تفرض عقوبة الحبس أو الغرامة (أو كليهما) لا تقل عن 30 ألف جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه لكل من يرتكب فعلًا من شأنه التمييز بين الأفراد أو ضد جماعة من الناس بسبب جنسهم أو أصلهم أو لغتهم أو دينهم أو معتقدهم.

وتحتوي هذه القوانين، وبشكل عام، الإطار القانوني المصري، على أحكام عامة يمكن أن تنطبق على انتهاكات الجرائم الإلكترونية ولكنها لم تكن مصممة بشكل مباشر للتصدي لها. 

وقد دفعت هذه الفجوة التشريعية السلطة التشريعية إلى النظر، ثم الموافقة على التطورات في الإطار القانوني الذي يحكم مشهد الفضاء السيبراني، وشجعته على بناء إطار قانوني ديناميكي ينظم الفضاء السيبراني في مصر وقضايا البيانات التي تنشأ عن النشاط الرقمي.

ويتكون الإطار الذي تم إنشاؤه مؤخرًا لتنظيم الفضاء الإلكتروني من العديد من القوانين، التي تم تقديمها بين 2018 واليوم وقانون الجرائم الإلكترونية، وقانون الإعلام الرقمي الصادر بالقانون رقم 180 لعام 2018، وقانون حماية المستهلك الصادر بالقانون رقم. 181 لعام 2018، وقانون التكنولوجيا المالية الصادر بالقانون رقم 5 لعام 2022 ("قانون التكنولوجيا المالية") (يُشار إليها مجتمعةً بقوانين الفضاء الإلكتروني).

وأكد المقال أن أكثر إطار عمل محوريًا وطويلًا متوقعًا هو سن قانون التكنولوجيا المالية الجديد؛ الذي كان قيد النظر أمام مجلس النواب حتى فبراير 2022، عندما تمت الموافقة عليه رسميًا من قبل البرلمان المصري ويتوافق هذا التطور في القطاع المالي غير المصرفي في مصر مع التحول العالمي نحو الرقمنة؛ وهي محاولة من الحكومة المصرية لدفع مصر إلى الأمام مع الدول الأخرى التي نفذت آليات مماثلة لتنظيم الخدمات المالية.