الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مخرج "مون نايت".. يتحدث عن مصر الحقيقية في عيون الدراما

الرئيس نيوز

سلطت موقع آي جيه إن ميدل إيست الضوء على تصريحات المخرج محمد دياب الذي أكد أن الجزء المصري من مسلسل "مون نايت" مهم للغاية، قائلا: "بصفتي مصرياً، نرى دائماً كيف يتم تصويرنا بطريقة خاطئة، دائماً ما يتم تصويرنا بعيون المستشرقين"، وأجرى حلول هذا الوقت، قرأنا العديد من العنواين التي تتضمن الاقتباس أعلاه من مخرج Moon Knight محمد دياب.

 وقد أجرى الموقع مقابلة مع دياب، تطرق خلالها للحديث عن الصورة النمطية السائدة للشرق في وسائل الإعلام الغربية، وكذلك سبب أهمية تقديم نسخة حقيقية من مصر من خلال شركة إنتاج عملاقة مثل مارفل، وأكد المخرج: "يتم تصويرنا بطريقة خاطئة للغاية... وهذا يجردنا من إنسانيتنا"، حيث أن استعراض أماكن مثل القاهرة على أنها مجرد صحراء بدلاً من كونها مدينة مركزية مزدحمة يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة كما هي في الواقع، ومعاملة جميع النساء المصريات على أنهن خاضعات، بالإضافة إلى صور نمطية أخرى، أمثلة طويلة الأمد على النظرة الغربية للشرق وهي نظرة تطغي على تصور أمريكا لبلادنا.

واصل دياب حديثه حول المشهد الفني المصري المزدهر، وكيف كان يأمل تصوير ذلك من خلال موسيقى المسلسل، وامتدح الملحن المصري هشام نزيه، مسلطاً الضوء مرة أخرى على كيفية تركيز المسلسل على الطابع الحقيقي للأصالة المصرية، ولكن دياب لا يريد فقط أن يشعر المصريون بأنهم في موطنهم في عالم "مون نايت"، فهو يدرك تماما أن الفن عالمي في جوهره، وعلى الرغم من كونه عالمياً، إلا أن أفلام دياب السينمائية توضح أن تمثيل بلاده مهم للغاية بالنسبة له حيث تسلط مشاريعه السابقة مثل القاهرة 678 واشتباك (المعروف باسم Clash) الضوء على فنان عائق تماماً لعرض الثقافة المصرية.

وفي حين قد يندفع البعض لفكرة إضفاء طبقة تجميلية أكثر على شيء عزيز على قلوبهم أسيء فهمه على نطاق واسع من قبل مجموعة كبيرة من بقية العالم، يركز دياب بدلاً من ذلك على واقع مصر كما هو، كما أن تفانيه في إظهار ما يمكن أن تكون عليه مصر على الصعيدين الاجتماعي والسياسي من خلال تسليط الضوء على المكان الذي كانت فيه البلاد في وقت إنتاج أفلامه، يوضح حباً قوياً بما يكفي لقول الحقيقة.


وأكد دياب أن "مون نايت" نجح إلى حد بعيد في أن تبدو المشاهد مثل مصر وأنها تصور كل شيء وليس جانباً واحداً من مصر، مثل الصحراء أو أي جانب آخر، إدراكا لحقيقة أن مصر مكان متعدد الزوايا، وهذه الرؤية هي ما يجعل محمد دياب مؤهلاً بشكل خاص لنقل قصص مارك سبيكتور (أوسكار آيزاك) وليلى (مى القلماوي) إلى عالم مارفل السينمائي. وفي حين لا يوجد نظير مباشر لليلى في القصص المصورة، إلا أن ما رأيناه حتى الآن يسلط الضوء على أنها يمكن أن تكون معقدة عاطفياً مثل زوجها وبالطبع هي لا ترتكب نفس النوع من الأخطاء، لكن تمتلك كل من هذه الشخصيات إمكانية كبيرة لاتخاذ بعض القرارات السيئة بشدة وبالتالي يقومون بإثراء القصة.

ويعود الفضل لدياب أيضاً فيما يخص تراث ليلى، حيث أوضح: " لم تكن شخصية مي مصرية في البداية وكانت لدى مارفل فكرة جعلها نصف مصرية وقلت أنا وسارة [سارة جوهر زوجة دياب والمنتجة] فلنجعلها مصرية فلندفع هذه الحدود قليلاً سوف ترون أهمية مي، لأن ليلى مهمة جداً".

"ليلى مهمة جداً"، قد تعني هذه العبارة الكثير من الأشياء بالطبع، لكن حلقة هذا الأسبوع من "مون نايت" تمنح القلماوي ظهوراً أكثر من أول حلقتين. فمن المهم جداً حقيقة أن وجودها يضيف طبقة إضافية من المصداقية إلى مصر التي نراها في كون مارفل السينمائي حيث لا يستطيع مارك الحصول على معلومات في بداية الحلقة الثالثة لأن لا أحد على استعداد للتحدث مع أمريكي كما يصور المسلسل ليلى تشرب ما يبدو بأنه عصير قصب بالكيس وهو عصير يحظى بشعبية في شوارع القاهرة أو الكركديه وهي تقترب من زوجها في الساحة.

تسلط الحلقة الثالثة الضوء على ليلى كشريك لا يقدر بالثمن بالنسبة إلى زوجها، سواء كان ذلك خلال المشهد القتالي الرائع، أو ببساطة من خلال منع مارك من التصرف بحماقة، وتثبت بأن دياب وسارة جوهر كانا محقين بشأن الإصرار من أجل أصول ليلى.

إن تقديم هذه الاختلافات الثقافية الصغيرة لا يجعل "مون نايت" أكثر واقعية فحسب، حيث أن لحظات صغيرة مثل مشروب ليلى في الشارع تساعد في تشكيل الإدراك حول البلد، إنها لمسة قد تبدو غير مهمة لكنها تساعد في غمر المشاهدين (وخاصة الغربيين) في الثقافة بطريقة شديدة السلاسة، وكان تصوير دياب لمصر الحقيقية، ابتداءً من الزحام بشوارعها وصولاً إلى أجواء الأسواق الشعبية، لا يتم من خلال مخاطبته الجمهور مباشرة بل يسعى بدلاً من ذلك إلى توصيل الفكرة للمشاهدين بكل هدوء من خلال اصطحابهم في جولة ورحلة جامحة مع بطل خارق خيالي.