السبت 11 مايو 2024 الموافق 03 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ماذا يعني استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا وتأثيرها على صناعة السيارات عالميًا؟

الرئيس نيوز

بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في إحداث تأثير ملحوظ على صناعة السيارات في المملكة المتحدة وعبر العديد من دول الاتحاد الأوروبي، ويتفاعل عدد كبير من صانعي السيارات مع مستجدات الحرب الروسية بوسائل شتى من بينها وقف المبيعات وفي بعض الحالات الإنتاج في روسيا نفسها كمناورة لتجنب تأثيرات الحرب على الصناعة، بينما يضطر الكثيرون إلى وقف الإنتاج في أماكن أخرى مع تعطل إمدادات قطع غيار السيارات الرئيسية التي تصدرها أوكرانيا.

وأشار تقرير لمجلة "أوتوكار" إلى أن من بين الشركات التي أعلنت وقف مبيعاتها في روسيا: أستون مارتن وهوندا وجاجوار لاند روفر، وفولكس فاجن وفولفو.

يعود السبب وراء قرار وقف المبيعات جزئيًا إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي وبدرجة أقل المملكة المتحدة وهي ما يجعل من الصعب للغاية شحن السيارات إلى روسيا وعلى المشترين دفع ثمنها إذا وصلت إلى هناك، وقالت شركة أستون مارتن، على سبيل المثال، إن سبب توقفها هو "الأثر التشغيلي" للعقوبات.

وأعلنت العديد من الشركات المصنعة التي تصنع السيارات في روسيا أنها أوقفت الإنتاج مؤقتًا، حيث أصبحت مجموعة فولكس فاجن الأكبر حتى الآن التي تتخذ مثل هذا القرار، وستوقف الإنتاج في منشأة كالوجا وكذلك في عمليات التصنيع التعاقدية التي تديرها شركة غاز في نيجني نوفجورود، مستشهدة "بالأثر السلبي للهجوم الروسي". وقالت إنها تمنح الموظفين "مزايا العمل لوقت قصير" أثناء توقف الإنتاج.

من بين الشركات الأخرى التي أوقفت الإنتاج مؤقتًا بي إم دبليو وفورد التي لديها مشروع مشترك مع شركة سولرز صانعة الشاحنات، ومرسيدس بنز، تجدر الإشارة إلى أن الشركة المصنعة الأوروبية التي لديها أكبر عمليات في روسيا هي مجموعة رينو، التي تمتلك أفتوفاز، أي الشركة الأم لشركة لادا.

ولا تزال لادا، أكبر علامة تجارية للسيارات في روسيا بحصة سوقية تبلغ 22٪ في عام 2021، وفقًا لبيانات من اتحاد الشركات الأوروبية، وحققت أفتوفاز إيرادات بقيمة 2.8 مليار يورو لمجموعة رينو العام الماضي، أي 6.2٪ من إجمالي عائداتها.

منذ بدء الغزو، أوقفت أفتوفاز مؤقتًا واستأنفت إنتاج لادا ورينو في مصنعها الضخم في بلدة توجلياتي الروسية، لكنها ألقت باللوم على نقص أشباه الموصلات وليس الحرب أو العقوبات وكانت روسيا ذات يوم موضع ترحيب باعتبارها أكثر أسواق السيارات الواعدة في أوروبا، حيث من المتوقع أن تتجاوز المبيعات أعلى الأرقام المسجلة في ألمانيا لتحتل روسيا المركز الأول في المنطقة، ومع ذلك، بعد أن سجلت مبيعات قياسية بلغت 2.8 مليون في عام 2008، استقرت السوق أقل من ذلك بكثير.

في العام الماضي، اشترت روسيا 1.67 مليون سيارة، وفقًا لأرقام نشرتها شبكة AEB الإخبارية، مما يجعلها متقدمة على فرنسا بـ 1.66 مليونًا والمملكة المتحدة بـ 1.65 مليونًا وأكبر طلب على سيارات الصالون ذات الميزانية المحدودة وسيارات الهاتشباك ذات الميزانية المحدودة، ولكن هناك أيضًا سوق قوي للسيارات الفاخرة، وساعد هذا في دفع السيارات لتصبح أكبر صادرات المملكة المتحدة إلى روسيا العام الماضي، بقيمة تقارب 400 مليون جنيه إسترليني، وفقًا للأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني الحكومي وباعت شركة جاجوار لاند روفر 6909 سيارة في روسيا العام الماضي، مما جعلها تتقدم على بورش مباشرة.

من المرجح أن يؤدي تأثير العقوبات إلى الترويج للسيارات الصينية داخل روسيا، التي سجلت مكاسب ثابتة من المبيعات بحوالي 25000 سيارة في عام 2011 إلى أكثر من 100000 في العام الماضي؛ وفي يناير، صنعت علامتان تجاريتان صينيتان - شيري وهافال المملوكتان لشركة جريت وول موتورز - أفضل 10 علامات تجارية للمرة الأولى على الإطلاق.

يذكر أن أكبر مساهمة لأوكرانيا في سوق السيارات الأوروبية ليست من خلال المبيعات، والتي كانت تضاهي في العام الماضي تقريبًا تلك التي قدمتها أيرلندا، عند 103،245، وفقًا لمجمع البيانات بيست سيلنج كارز بلوج، بدلاً من ذلك، تكمن أهمية أوكرانيا بالنسبة للصناعة في كونها مورِّدًا لأسلاك التوصيل لشركات تصنيع السيارات في جميع أنحاء أوروبا، كما أن الاضطراب الناجم عن الحرب أصبح محسوسًا في جميع أنحاء المنطقة، لدرجة أن عددًا من المصانع اضطر إلى إيقاف الإنتاج مؤقتًا.

وصرح اتحاد السيارات الألماني: "من الصعب تقديم نظرة موثوقة، نظرًا للوضع الديناميكي للغاية والمتغير باستمرار، ولكن هناك شيء واحد واضح: سيكون هناك مزيد من الاضطراب في إنتاج السيارات في ألمانيا"، أوقفت بورش إنتاج طرازي ماكان وباناميرا مؤقتًا يوم الأربعاء ولن تعيد تشغيلها حتى نهاية الأسبوع المقبل، كما قررت بي إم دبليو وقف التجميع مؤقتًا في مصانع أوروبية غير محددة، مما أثر على إنتاج بي إم دبليو وميني، وصرح متحدث باسم بي إم دبليو لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج في ألمانيا قائلاً: "الصراع في أوكرانيا له تأثير بعيد المدى على الإنتاج في قطاع الموردين هناك"، في غضون ذلك، ذكرت فولكس فاجن أنها ستضطر إلى إيقاف مصنع فولفسبورج في الأسبوع الذي يبدأ في 14 مارس الجاري، بينما يتعين على مرسيدس أيضًا خفض مستويات الإنتاج في مصانعها الأوروبية.

اكتسبت أوكرانيا كفاءة في صناعة سحب الأسلاك في السنوات الأخيرة، مع قيام موردين مثل ليوني ويازاكي بإنشاء مصانع هناك، وتشمل الإمدادات الرئيسية الأخرى لشركات صناعة السيارات القادمة من أوكرانيا غاز النيون اللازم لصنع الشرائح، بالإضافة إلى معدن البلاديوم النفيس المستخدم في المحولات الحفازة، وتعد الدولة أيضًا مصدرًا رئيسيًا لخام النيكل، والذي يتم تحويله إلى مواد كاثودية لصنع بطاريات للسيارات الكهربائية، ولكن التأثير الأكثر إلحاحًا على جميع سائقي السيارات هو ارتفاع أسعار البنزين، والتي قفزت إلى مستويات قياسية جديدة مع ارتفاع أسعار النفط ردًا على هجوم روسيا.

وحتى الآن، لم تتحرك المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي لوقف شراء النفط أو الوقود من روسيا، لكن الضغط يتزايد لوقف هذا المصدر للأرباح الأجنبية وإدراجه في العقوبات المصممة لممارسة ضغوط اقتصادية مؤلمة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفي العام الماضي، كان النفط المكرر بما في ذلك وقود الطرق أكبر واردات المملكة المتحدة من روسيا بقيمة 2.6 مليار جنيه إسترليني، بينما أنفقنا مليار جنيه إسترليني أخرى على النفط الخام من البلاد، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني، وهذا أكثر مما تستورده لندن من السعودية، ويتزايد الضغط بالفعل لوقف هذا التدفق النقدي لموسكو.

من جهة أخرى، دعت مجموعة النقل والبيئة الناشطة في مجال البيئة هذا الأسبوع محطات الوقود إلى الكشف عن حصة البنزين والديزل التي تبيعها من روسيا، قائلة إن "السائقين يستحقون معرفة ما إذا كانت محطات الوقود الخاصة بهم تمول حرب بوتين ضد أوكرانيا".