الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل تستطيع المنطقة العربية التوسط لإنهاء أزمة أوكرانيا؟

الرئيس نيوز

وسط استمرار التوغل العسكري الروسي في أوكرانيا، تتردد التكهنات بشأن دور محتمل من الممكن أن تلعبه دول الشرق الأوسط في التوسط في الصراع، وتردد التقارير الصحفية الأمريكية الحديث عن دور إماراتي سعودي لخدمة مصالح أمريكية بناء على طلب من واشنطن، بييما سلطت تقارير أخرى الضوء على مطالبة كييف لإسرائيل بالتدخل دبلوماسيًا.

وتحدثت مصادر مقربة من البيت الأبيض لصحيفة ويكلي ويكلي الأمريكية عن اهتمام أمريكي محتمل بجهود الإمارات والسعودية، بينما يبدو أن الأوكرانيين يحثون إسرائيل على التدخل دبلوماسياً.

وبالفعل جرت مباحثات بين وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع نظيره  الأمريكي أنتون بلينكن عبر الهاتف وناقش الجانبان أهمية بناء "رد دولي قوي لدعم السيادة الأوكرانية من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، وفقًا لموقع وزارة الخارجية الأمريكية على الشبكة العنكبوتية.

وقال محللون للصحيفة الأمريكية إن الولايات المتحدة ترى أن الإمارات في وضع جيد للمساهمة في تهدئة التوترات بشأن الأزمة الأوكرانية، بالنظر إلى علاقاتها الوثيقة مع كل من واشنطن وموسكو وتشغل أبو ظبي أيضًا مقعدًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في دورته الحالية، وجاءت مباحثات بلينكين - زايد في أعقاب محادثة هاتفية جرت بين وزير خارجية الإمارات ونظيره الروسي سيرجي لافروف، وتتجه الأنظار في الوقت الحالي إلى رغبة الولايات المتحدة في أن تلعب السعودية أيضًا دورًا دبلوماسيًا مماثلا في الصراع، وتحدثت نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان مع نائب وزير خارجية المملكة العربية السعودية وليد الخريجي، وركزت المباحثات على الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.

إلى جانب علاقاتهما مع روسيا بصفتهما أعضاء زملاء في منظمة أوبك + النفطية، ابتعدت المملكة العربية السعودية والإمارات عن التوافق الاستراتيجي الكامل مع الولايات المتحدة وأقاما في السنوات الأخيرة علاقات أوثق مع موسكو في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون العسكري، وفي غضون ذلك، ذكرت التقارير أن الرئيس الأوكراني يسعى لإشراك إسرائيل في جهود الوساطة بشأن الأزمة وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت التوسط في الصراع مع روسيا، بحسب السفير الأوكراني لدى إسرائيل يفجن كورنيتشوك، الذي كشف: "تحدثنا مع الإسرائيليين على الأقل العام الماضي حول دور وساطة محتمل لإسرائيل".

وقال كورنيتشوك إن المحادثة الهاتفية التي جرت  كانت المرة الخامسة التي يطلب فيها زيلينسكي من بينيت وساطة إسرائيلية ولكن يبدو أن موسكو لم تكن مهتمة بمساعي إسرائيل الحميدة، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فقط: "كرر بينيت أمله في إنهاء سريع للقتال، وقال إنه يقف إلى جانب شعب أوكرانيا في هذه الأيام الصعبة" وفي الوقت الحالي، لم تشر إسرائيل إلى اهتمامها بالحياد في الأزمة. كان هناك في الواقع تصاعد ملحوظ في التوتر بين موسكو وتل أبيب بعد أن أدانت إسرائيل الغزو الروسي باعتباره "انتهاكًا خطيرًا للنظام الدولي" ومنذ ذلك الحين ظلت صامتة إلى حد كبير بشأن تصرفات موسكو وتم استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو لإجراء محادثات.

وقالت السفارة الروسية في إسرائيل: "تم الإعراب عن الأمل في أن تتعامل إسرائيل مع الأسباب التي دفعت القيادة الروسية إلى اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية خاصة لحماية المدنيين في دونباس ونزع السلاح"، مع وجود العديد من الاعتبارات الاستراتيجية على المحك مع روسيا ولكن أيضًا تحالف محكم تقليديًا مع الولايات المتحدة، يُنظر إلى إسرائيل على أنها تحاول الحفاظ على توازن مواقفها بشأن الصراع بينما يتعين على إسرائيل إدانة انتهاك السيادة الأوكرانية، لا يمكن أن تغفل حقيقة أن لديها الجيش الروسي على حدودها الشمالية في سوريا منذ 2015.
 
اهتم موقع روسيا اليوم بإعلان وزارة الخارجية المصرية بأنها تتابع بقلق بالغ التطورات المتلاحقة اتصالا بالأوضاع في أوكرانيا، وشددت الخارجية المصرية على ضرورة تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية، والمساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيا بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وبما يضمن عدم تصعيد الموقف أو تدهوره، وتفاديا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على المنطقة والصعيد العالمي.

وتواصل القوات الروسية لليوم الرابع عمليتها الخاصة لحماية دونباس ونزع سلاح أوكرانيا، وسط تصعيد غير مسبوق للعقوبات الغربية ضد روسيا مع التركيز على قطاعها المالي، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن فجر يوم الخميس الماضي عن قراره إطلاق عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس في جنوب شرق أوكرانيا، وذلك في كلمة توجه بها إلى الشعب الروسي.